العربية اختارها الله لغة للقرآن لتحيا إلى يوم البعث على لسان ملايين المسلمين فى عباداتهم فى كل مكان أيا ما كانت لغتهم الأم
اللغة بطبيعتها ضعيفة لأنها بنت المحاكاة تعطى معنى ولكنها لا تعطى مساحة المعنى إلا اللغة العربية فمساحات المعانى بها واسعة ومفرداتها غنية وثرية
اللغة العربية لغة القرآن، ورغم أن ملايين المسلمين حول العالم يتحدثون لغات مختلفة، إلا أنهم عندما يذهبون إلى الصلاة، لابد أن يقرأوا سورة الفاتحة والقرآن باللغة العربية، وهذا يؤكد أن التعبد والتقرب إلى الله لابد أن يكون باللغة العربية، ومن هنا تأتى أهمية هذه اللغة العظيمة التى أراد الله لها الحياة إلى يوم البعث.
جاء ذلك على لسان الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، ورئيس مجلس إدارة قناة المحور الفضائية، صباح اليوم، الاثنين، أثناء حضوره احتفال الأمم المتحدة السنوى باليوم العالمى للغة العربية، بمشاركة الدكتور إسماعيل شاهين، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية.
وفى كلمة له على هامش الاحتفالية، قال الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، خلال كلمة له: (إن اللغة العربية هى اللغة التعبدية وهى لغة إنسانية عظيمة، اختارها المولى عز وجل أن تكون لغة القرآن، وحينما أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون هى اللغة التعبدية، جعلها لغة ثرية، وثراء اللغة العربية لا يأتى من مفردات اللغة التى وصلت إلى عشرات الملايين فحسب، بل من انطلاقات عدة، لأنها لغة قديمة ومستقرة منذ بعث اللغات إن جاز التعبير).
وأضاف "راتب" أن اللغة بطبيعتها أصلا ضعيفة؛ لأن اللغة بنت المحاكاة، تعطى المعنى، ولكنها لا تعطى مساحة المعنى؛ لأن الذى يعطى مساحة المعنى أشياء أخرى مثل صوت الإنسان وملامح الوجه، وكذلك ثقافة المرسل وطبيعة استقبال المستقبل، إلا اللغة العربية فمساحات المعانى بها واسعة، ومفرداتها غنية وثرية.
ولفت "راتب" إلى تعدد مخارج حروف اللغة العربية أثناء النطق، فمنها ما يخرج من الشفاه، أو الحلق، أو القلب، ومن عظمة اللغة العربية أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" تخرج جميع حروفها من القلب.
وعقب بأنه حتى الحرف الواحد فى اللغة العربية له أكثر من طريقة فى النطق مثل التفخيم والتخفيف، بالإضافة إلى حروف المد والقلقلة والتسكين... الخ.
وأكد "راتب" ضرورة الاهتمام باللغة العربية لتأخذ حظها، خصوصا فى ظل تفاخر الأهالى بإيداع أبنائهم بالمدارس الأجنبية وتحدث الإنجليزية أكثر من العربية؛ لأنه إنذار بالخطر على اللغة العربية، ومن هنا جاء هذا المجلس اليوم، واحتفال الأمم المتحدة السنوى باليوم العالمى للغة العربية؛ ليكون انطلاقة صيحة لإحياء هذه اللغة التعبدية العظيمة، التى أرادها الله أن تكون لغة القرآن فتحيا إلى يوم البعث على لسان ملايين المسلمين فى صلاواتهم وعباداتهم فى كل مكان أيا ما كانت لغتهم الأم.