هناك رجال يشاركون في الأحداث وآخرون يشاهدونها ويتنظرون نتائجها، ولكن قلائل هم من يصنعون الأحداث، ويكتب التاريخ لهم وبهم .. الزعيم الراحل محمد أنور السادات في ذكرى ميلاده المائة في ميت أبو الكوم في 25 ديسمبر عام 1918 كان أبرز هؤلاء، ومسيرته كانت حافلة بالأحداث والنجاحات والتى يمكن أن تتخذ كنموذج نقتدى به.
وكما اعتدنا "ابحث عن المرأة إذا أردت أن تعرف سر نجاح مسيرة قائد"، فقد كانت هى بداية نجاح وتكوين شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فهو من مواليد 25 ديسمير 1918 بقرية ميت أبو الكوم، ووالدته سودانية من أم مصرية تدعى "ست البرين"، حيث أكد الرئيس لأكثر من مرة أن من أثر فى شخصيته هى والدته وجدته والقصص التي كانتا تروينها له.
واذا أردنا أن نبحث عن السادات الإنسان، فإنه تزوج مرتين، وأنجب 7 أبناء من زوجتيه؛ إقبال ماضى، ابنة عمدة ميت أبوالكوم، التى تزوجها فى عام 1940، لمدة 9 سنوات وأنجب منها 3 بنات؛ رقية وراوية وكاميليا؛ التى جاءت للدنيا بعد طلاق والدها من أمها عقب زواجه من زوجته الثانية جيهان، التى أنجبت للسادات 4 أبناء هم نهى ولبنى وجمال وجيهان.
أبرز المحطات فى حياة السادات
ولعل العقل الثوري والرغبه في التخلص من الحكم الأجنبي لم يكن وليد لحظة 23 يوليو، فقد كانت هذه رغبة السادات منذ عمل ضابطا بمرسي مطروح وكانت له محاولة فاشلة فى الثورة، حيث كانت تقضي بأن كل القوات المنسحبة من مرسى مطروح سوف تتقابل بفندق مينا هاوس بالقرب من الأهرامات، وفعلًا وصلت مجموعة السادات الخاصة إلى الفندق وانتظرت الآخرين للحاق بهم، حيث كان مقرر أن يمشي الجميع إلى القاهرة لإخراج البريطانيين ومعاونيهم من المصريين، وبعد أن انتظرت مجموعة السادات دون جدوى، رأى السادات أن عملية التجميع فاشلة ولم تنجح الثورة.
السادات كاتبا وممثلا
كما أن تعرضه للسجن لأكثر من مرة قبل الثورة تسبتتأان تترلد لديه مواهب أخري، والتى كانت سببا فى بداية علاقته بالصحافة، حيث فكر فى إنشاء "مجلات حائط" يتم تعليقها فى السجن، وبعد خروجه عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948، وفي عام 1953، وهو ما تسبب في أن ينسب له رئاسة جريدة الجمهورية.
وحسب حديث أنور السادات فإنه لم يكن يتقاضي أجرًا علي عمله في جريدة الجمهورية، وإنما يتقاضي 55 جنيها صافي مرتبه كـ«بكباشي» في الجيش، وأنه كان يقضي كل يومه في جريدة الجمهورية ويحضر اجتماعات مجلس الثورة ثم يعود إلي الجريدة مرة أخري حتى انتهاء طبع الجريدة ثم يعود إلى بيته في الرابعة صباحاً ليبدأ يوما جديداً في الحادية عشرة.
وجوه أخري من حياة السادات
كما أنه أكد فى حديث سابق له "طردت من الجيش عام 1943 لاشتغالي بالسياسة وتقلبت على عدد من المعتقلات ثم تمكنت من الهروب فى عام 1944 اشتغلت "شيال" وسائق لوري وصبى مقاول، واشتغلت في السوق الحرة ونمت على البلاط، ثم أعدت إلى الجيش عام 1950، ولم أدخل الوزارة حتى أتفرغ لدار التحرير.
واللافت أيضا أن الرئيس الراحل كان يحب السينما وكان يسعى للتمثيل حينما أرسل إلى المخرجة عزيزة أمير يطالب فيها بفرصة للعمل.
ولا ينسى من محطاته إذاعة الرئيس السادات البيان الأول لثورة 23 يوليو فقد كان "الصوت الرصين الذي أذاع بيان الثوره"، والتى قال فيها «اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين".
الرئيس المؤمن
المحيطين بالزعيم الراحل أطلقوا عليه لقب "الرئيس المؤمن"، لأنه كان شديد التعلق بالله والإيمان به، وظهر للشعب المصري في تلك الصورة، في أكثر من مناسبة خلال تأديته للصلاة وتصويره في الصحف بهذه الصورة، حيث كان "السادات يدخل في حالة خشوع كبيرة خلال أدائه للصلاة، فيستغرق فيها بشكل كامل، لدرجة أنه لا يشعر بأى أحد جانبه، وبالرغم من كل مشاغله، إلا أنه كان يختم القرآن الكريم ثلاثة مرات في رمضان، حتى عندما أصبح رئيسًا للجمهورية".