الأيزيدية نادية مراد فى أول حوار بعد "نوبل للسلام".. قيادات العالم العربى الدينية تساهم فى نشر أفكار تكفيرية.. لن نترك داعش بلا حساب.. وأقول لداعمى الإرهاب: الخير سينتصر.. ومنتدى "شباب العالم" حمل رسائل سلام

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 11:00 ص
الأيزيدية نادية مراد فى أول حوار بعد "نوبل للسلام".. قيادات العالم العربى الدينية تساهم فى نشر أفكار تكفيرية.. لن نترك داعش بلا حساب.. وأقول لداعمى الإرهاب: الخير سينتصر.. ومنتدى "شباب العالم" حمل رسائل سلام الفتاة الإيزيدية نادية مراد الحاصة على جائزة نوبل للسلام
حوار - أحمد جمعة ـ نقلا عن العدد الورقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا ن العدد اليومى..
 

-   أدعو لفتح المقابر الجماعية وفق معايير دولية وحث الدول على الاعتراف بالإبادة الإيزيدية

- خصصت قيمة جائزة نوبل لبناء مستشفى فى «سنجار» تعالج الأطفال وضحايا العنف الجنسى

- أقول للدول الداعمة للإرهاب: الخير سينتصر على الشر وسنحاسب كل من تورطت يده بدماء الأبرياء

 
 
تحولت الفتاة الإيزيدية نادية مراد الحاصة على جائزة نوبل للسلام إلى أيقونة ورمز للفتاة العربية التى تواجه الفكر المتطرف فى المحافل الدولية، وخصصت الفتاة العراقية صاحبة الوجه الشاحب حياتها لنصرة أبناء الطائفة الإيزيدية فى العراق، ودعم الفتيات اللائى تعرضن للعنف الجنسى.
 
لم تكن الفتاة الإيزيدية تحلم سوى بحياة هادئة فى أمن وسلام بقريتها البسطية فى كوجو على أطراف قضاء سنجار فى العراق، والتمتع بحقوقها فى ممارسة شعائر الطائفة الأيزيدية شمال غرب العراق على الحدود مع سوريا، إلا أن المجازر البشعة التى ارتكبها داعش الإرهابى دفع نادية مراد لحمل راية الكفاح والنضال ضد جرائم الإرهابيين فى سوريا والعراق.
 
توقيع نادية مراد عقب فوزها بجائزة نوبل للسلام
توقيع نادية مراد عقب فوزها بجائزة نوبل للسلام

 
 
خرجت نادية مراد عبر منصة الأمم المتحدة حاملة هموم أبناء الطائفة الإيزيدية ومعاناتهم فى العراق بعد اجتياح داعش لقراهم، وسقوط عدد كبير منهم فى الأسر وتعرض الفتيات الإيزيديات للعنف الجنسى والاغتصاب الوحشى من قبل عناصر داعش.
 
وفى أول حديث لها مع صحيفة عربية بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام، تروى الفتاة الإيزيدية نادية مراد لـ«اليوم السابع» كواليس أربع سنوات عاشتها بين الضياع الكامل، وكيفية تخطيها الفترة العصيبة التى عاشتها عقب اجتياح داعش لقريتها والتنكيل بأسرتها، وتعرضها للتعذيب والاغتصاب الجماعى قبل أن تتعرض لرق العنف الجنسى.
 
وتكشف نادية مراد فى حوارها الشامل لـ«اليوم السابع» تفاصيل الزيارة الأخيرة إلى العراق ولقائها بالرئاسات الثلاث «رئيس مجلس النواب -رئيس الوزراء - رئيس الجمهورية»، وشعورها خلال زيارتها إلى قريتها لأول مرة بعد دحر تنظيم داعش الإرهابى، ورسالتها للناجيات من الإبادة على يد التنظيم الإرهابى، والمأساة والمصاعب التى واجهتها على مدار أربع سنوات.

ما رسالتك لأبناء الطائفة الإيزيدية خلال زيارتك الأخيرة للعراق؟

- خلال زيارتى إلى العراق التقيت بمختلف الفئات والجهات التى تعمل على ملف دعم الإيزيدية، وكذلك التقيت بالناجيات والناجيين من الإبادة، وجهت لهم رسائل دعم وتطرقت إلى الإبادة الجماعية التى تعرضنا لها، فمنذ أربع سنوات نعيش فى المأساة ونواجه المصاعب وحدنا، لذلك قمت بتشجيعهم وقلت لهم إننا لا ينبغى أن نستسلم للظروف، يجب علينا أن نكافح فى سبيل نيل حقوقنا ولا نكل ولا نمل من العمل.

ما الشعور الذى انتابك خلال تفقدك لمنزلك فى زيارتك الأخيرة للعراق بعد دحر تنظيم داعش؟

- كنت حزينة للغاية، تذكرت منزلنا البسيط، تذكرت عائلتى، تذكرت أهل القرية الذين تمت إبادتهم، كيف كانوا أناس مسالمين وبسطاء وتعرضوا لهذه الجرائم، القرية التى كانت تعيش فيها جميع الناس فى أمان تحولت الآن لمدينة أشباح لا يسكن فيها إلا عدد قليل للغاية، مقابر جماعية فى كل مكان، البيوت مدمرة، كل شىء فيها مأساوى.

ماذا طلبتى من الرئاسات الثلاث خلال زيارتك الأخيرة إلى العراق؟

- طلبت من رئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدى حل مشكلة الإدارة المحلية فى قضاء سنجار وتعيين إدارة محلية جديدة ومقبولة، فتح طريق سحيلة للسماح للإيزيديين بالذهاب إلى سنجار عبر هذا الطريق، دمج القوات الإيزيدية فى وزارتى الدفاع والداخلية، تخصيص أموال لإعادة إعمار قضاء سنجار، منح الرخصة واستكمال الاجراءات للسماح لى ببناء مستشفى فى سنجار من أموال جائزة نوبل.
 
وطالبت رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح إطلاق مبادرة العمل على إنقاذ النساء الإيزيديات اللواتى لايزلن فى الأسر، المساعدة فى إيجاد حلول للحكومة المحلية فى قضاء سنجار بالتنسيق مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدى.
 
دعوت رئيس مجلس النواب العراقى محمد الحلبوسى إلى تمرير قانون فى البرلمان لمنح رواتب شهرية للناجيات والناجيين، العمل مع الممثلين الإيزيديين فى البرلمان العراقى بخصوص تعويض العوائل الإيزيدية المتضررة، تمرير قانون الاعتراف بالإبادة الجماعية التى ارتكب ضد الإيزيدية.

كيف كان شعورك خلال استلامك لجائزة نوبل للسلام؟

- فى البداية عندما تم الاتصال بى لم أكن أصدق الخبر، فرحت كثيرا وفى نفس الوقت انتابنى البكاء وقلت فى نفسى إنه لا يوجد جائزة فى العالم تعوضنا عما خسرناه، لكن عسى أن تكون هذه الجائزة فاتحة خير علينا وتفتح أمامنا المزيد من الأبواب لكى نكافح فى الدفاع عن كل الفئات الضعيفة.

أين ستنفقين قيمة جائزة نوبل للسلام التى حصلتى عليها مؤخرا؟

- قررت إنفاق قيمة جائزة نوبل فى بناء مستشفى فى قضاء سنجار لمعالجة الأطفال وضحايا العنف الجنسى.

 

نادية مراد جسدت معاناة الأيزيديين على يد تنظيم داعش
نادية مراد جسدت معاناة الأيزيديين على يد تنظيم داعش

 

ما سبب مطالبتك لدول العالم للاعتراف بإبادة الإيزيديين؟

- الإيزيديون خلال تاريخهم تعرضوا إلى 74 حملة إبادة جماعية وأغلبها كانت على يد الدولة العثمانية، ولم يكن أحد يعرف شيئا عن حدوث وتاريخ هذه الإبادات، لذلك وبهدف عدم تكرار ما حدث أحث جميع الدول على الاعتراف بهذه الإبادة لوضع حد لعدم تكرارها فى المستقبل، ولكى يعيش أبناء الطائفة الإيزيدية بأمن وسلام.

ما رسالتك لكل سيدة تتعرض للعنف الجنسى؟

- رسالتى لكل سيدة تعرضت أو قد تتعرض إلى العنف الجنسى، لا تلتزموا الصمت عما أصابكم، لا تخافوا من شىء، طالبوا بحقوقكم، طالبوا بتحقيق العدالة لكم.

كيف يمكن للسيدات تجاوز تلك المرحلة والعيش فى أمن واستقرار؟

- قد يكون صعبا للغاية تجاوز المرحلة التى فيها تتعرض النساء للعنف الجنسى، خاصة فى المجتمعات الشرق أوسطية التى تقيد حرية المرأة، إلا أنه بالصبر والكفاح ومواجهة التحديات وعدم التزام الصمت يمكن تجاوز تلك المرحلة.

ما الأنشطة التى تركز نادية عليها خلال الفترة الراهنة؟

- سأركز على جملة من القضايا المهمة فى المرحلة المقبلة، أهمها محاسبة قيادات داعش وتحقيق العدالة للضحايا، إعمار مناطق الإيزيديين والمسيحيين والأقليات الأخرى فى العراق وسوريا، إنشاء صندوق لإعادة إعمار قضاء سنجار، البحث عن مصير أكثر من 3000 من الأطفال والنساء الإيزيديين، توفير الأمن والحماية اللازمة للأقليات.

كيف تبدو حياة نادية مراد الشخصية حاليا؟

- حياتى بسيطة جدا، لكن فى نفس الوقت صعبة، أعانى كثيرا من السفر المتواصل والإرهاق والتعب.

وهل لزوجك دور فى دعمك خلال المهام والأنشطة التى تقومين بها؟ وما رسالتك له؟

- زوجى يقف بجانبى فى كل خطوة ويدعم رسالتى ويعمل معى فى كل الأنشطة التى أقوم بها، رسالتى له «أستمد منك قوتى، لولاك لما كنت قادرة على فعل كل ما أقوم به».

حدثينا عن تأثير زيارتك الأولى لمصر ولقائك مع الرئيس السيسى؟

- زيارتى إلى مصر أعتبرها أكثر من إيجابية، رأيت الشعب المصرى شعبا متحضرا، مسالما، يحب التسامح ويسعى إلى مناهضة العنف بكل أشكاله.
 

أما عن لقائى مع الرئيس السيسى، أعتبره لقاء رائعا جدا فقد عاملنى الرئيس كابنته، وأوضح لى موقف مصر من الجرائم التى ارتكبتها تنظيم داعش الإرهابى، وأتوجه بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على دوره الكبير فى إرساء أسس الاستقرار فى مصر والوطن العربى، هو مثال للرئيس الذى يهمه أمر بلده وشعبه واستقرار المنطقة ككل.

 

وما رأيك فى منتدى شباب العالم الذى شاركتى فيه بمدينة شرم الشيخ مؤخرا؟

- منتدى شباب العالم رائع والمواضيع التى تمت مناقشتها كانت مهمة، الحضور كان جميلا من مختلف الخلفيات الدينية والإثنية ومن ثقافات مختلفة، رأيت فى عيونهم الإصرار على مكافحة العنف ونشر ثقافة السلام فى المجتمعات.

فى رأيك من هو المتسبب فى انتشار الأفكار التكفيرية فى العالم؟

- توظيف الدين فى السياسة والمصالح الاقتصادية أحد الأسباب الرئيسية فى انتشار الأفكار المتطرفة، وكذلك المناهج التربوية والكثير من دور العبادة تساهم فى خلق التطرف، القيادات الدينية فى عالمنا العربى تساهم بشكل أو بآخر فى نشر بعض الأفكار التكفيرية التى تدعو إلى قتل الآخرين وعدم قبولهم.

وماذا تقول نادية للدول التى تمول وتدعم جماعات الإرهاب والتطرف؟

- هناك الكثير من الدول والمؤسسات التى دعمت وتدعم الإرهاب والتطرف، أقول لهم إن الخير سينتصر على الشر فى النهاية، والعالم اليوم أصبح يمتلك وعيا كبيرا، والأفعال الإرهابية التى تقومون بها لا تدوم، ولابد أن يأتى يوم الحساب ونرى كل من تلطخت يده بدماء الأبرياء فى قبضة العدالة.

وهل ترى نادية مراد أن الأقليات غير قادرة على العيش فى منطقتنا؟ وما السبب؟

- للأسف الشديد، ليس هناك مكان للأقليات فى مناطقنا فهم يواجهون الإضطهاد والتمييز منذ عصور، واليوم وضعهم مذرٍ للغاية والأنظمة الحكومية فى الدول العربية لم تكن قادرة على إنصافهم ومنح الحقوق لهم، اليوم الأقليات تواجه خطر الانقراض فى الوطن العربى، وفى كل يوم يتم استهدافهم عل أساس هويتهم الدينية والإثنينة، والسبب الرئيسى لهذا الاضطهاد المتواصل هو غياب الأنظمة والقوانين التى تضمن حقوقهم إلى جانب انتشار الفكر المتطرف التى تستهدفهم بالاستناد إلى التفسير الخاطئ لبعض الأحاديث الدينية التى تشرع عملية استهدافهم.

 

نادية مع زوجها بعد سنوات من القهر على يد داعش
نادية مع زوجها بعد سنوات من القهر على يد داعش

 

صرحتِ أن ابن شقيقك يقاتل إلى جانب داعش فى سوريا.. كيف انضم للتنظيم الإرهابى؟ وما رسالته لكم؟

- ابن شقيقى كان صغيرا للغاية، عندما هاجم تنظيم داعش الإرهابى قريتنا فى قضاء سنجار، وتم اختطافه مع بقية أهل القرية، داعش قام بغسيل دماغ له وزجه فى معسكرات التدريب، وتم تعليمه فنون القتال والنصوص الدينية التى تدعو إلى قتل الآخر المختلف، والآن نسى دينه ومعتقده، ويؤمن بأفكار تنظيم داعش ويرى بأننا كفار بعد أن تم غسل دماغه من قبل تنظيم داعش، وأدعوه لترك هؤلاء الإرهابيين والقتلة، هؤلاء قتلوا أهلك وناسك، اتركهم ونحن بانتظارك.

وما الخطوات المقبلة التى ستقوم بها نادية خلال الفترة المقبلة؟

- الفترة المقبلة مليئة بالخطوات والعمل، محاسبة قادة داعش، إعادة إعمار سنجار وسهل نينوى، فتح المقابر الجماعية وفق معايير دولية، حث المزيد من الدول على الاعتراف بالإبادة، عودة النازحين وغيره.

 

p.11









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا

قيادات دينية تساهم في نشر الافكار التكفييرية

ومنهم احمد الطيب الذي قال الدواعش مؤمنون مهما فعلوا ولا تكفير لمؤمن مهما فعل من ذنوب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة