صور.. سباقات الهجن المصرية تستعد لإقامة المهرجان فى شرم الشيخ مارس المقبل

أقدامها تجلب الرزق لصاحبها، ما أن تصل لخط النهاية متجاوزة الجميع فى أشواط ركض شاقة حتى يصفق الجميع لها ويعانقون مالكها وهم يصيحون "الناموس الناموس" فى إشارة إنها حققت لتاريخها مجد وانتصار ولصاحبها ثروة ومكسب بمئات آلاف الجنيهات.

إنها الهجن المصرية الأصيلة التى أصبحت لمن يملكها ثروة لا تقدر بثمن بعد نجاح سلسلة السباقات التى لا تزال تتواصل فى إفراز قوة وتميز الهجن المصرية المملوكة لقبائل بدوية من كافة محافظات مصر، وتسجيلها أرقام جديدة فى كل سباق، وتنافس ملاكها فى إعدادها وصقلها بالتدريب والاهتمام فهى لهم البطل المنتظر والجالب لخير كثير قادم.

رسميا لم تجهل الدولة هذه السباقات، ويجرى التجهيز لأهم وأكبر مضمار لسباقات الهجن فى مدينة شرم الشيخ بسيناء، ويستضيف فيها 11 دولة عربية من دول الخليج العربى وشمال أفريقيا، لتتنافس فى بطولة موسعة تحظى باهتمام رسمى من كافة الجهات المعنية، وسبقها الهجانة المصريين بسباقات مكثفة لإفراز أقوى الهجن لتخوض فى ميدان السباق.

وقال عيد حمدان رئيس الاتحاد المصرى لرياضات سباقات الهجن، إن سباقات الهجن فى مصر ليست وليدة هذه الأيام فهى تراث أصيل ممتد من الماضى، وخلال الفترة الأخيرة استطاعت الإبل المصرية أن تصل لميادين سباقات كبرى أهمها سباق ولى العهد بالمملكة العربية السعودية وتتنافس وتحصل على مركز ثانى فى أحد الأشواط، وخلال هذه المشاركة زاد الاهتمام والنظر لأصالة وتميز الهجن المصرية.

وأضاف أن المستقبل لرياضة الآباء والأجداد واعد، ومقررًا خلال شهر مارس القادم تنظيم سباق دولى على مستوى عالى بمشاركة 11 دولة عربية من دول الخليج العربى وشمال أفريقيا على أرض مضمار شرم الشيخ لسباقات الهجن.

وأشار رئيس الاتحاد المصرى لرياضات الهجن، إلى أن مضمار شرم الشيخ هو أعظم هدية من الدولة لأهل الإبل فى مصر، وينعش رياضة أصبحت محل اهتمام الجميع، ويفتح الباب أمام استثمار افضل لهذه الرياضة.

وأوضح أن المضمار فى مراحل الانشاءات الأخيرة بمستوى متميز ولأول مرة فى مصر يقام مضمار للهجن بالمواصفات الرسمية لهذه الرياضة وفقا لما هو متبع فى دول الخليج العربى وهذا يعزز تنظيم البطولات وإقامتها بمشاركة عربية.

وأضاف أن السباقات فى مصر ينظمها 11 نادى للهجن فى محافظات مصر المختلفة، وسباقات أخرى تلقائية تنظم بجهود ذاتية من أبناء القبائل، وتجرى الجهود أن تصل أعداد الأندية لـ20 نادى لتغطى الأنشطة فى كل المناطق بمحافظات مصر.

وقال صالح محمد رئيس نادى الهجن بنويبع، إن مجريات السباقات فى مصر تتم وفقا لتجهيز كل نادى أو قبيلة اقامة سباق، من حيث التجهيز المسبق للمكان، ثم تجهيز أماكن اقامة المشاركين ومن معهم من الإبل المقرر مشاركتها، وأصحاب الهجن يتنقلون من سباق لآخر على مستوى الجمهورية وتتركز فى محافظات الإسماعيلية وسيناء.

قال الشيخ حسن أبو عبية، من قبيلة العليقات، أنهم يعتبرون كل سباق هو عرس ويوم فرح، حيث يلتقى الجميع من أماكن بعيدة ويعيشون أجواء الأفراح والاحتفال بما يتحقق من مركز أولى فى كل شوط سباق.

وأشار الشيخ محمد أبوعنقة رئيس لجنة التحكيم بالاتحاد المصرى لرياضات الهجن، إلى أنه فى كل سباق يتم تجهيز اشواط على مسافات محددة وفى كل شوط تحدد فئة عمرية للإبل الاصيلة بمسماها وهى قعدان وأبكار وزمل ولبنى وأول صريمة وثانى صريمة، وهى مسميات تحدد الفئة العمرية، فضلا عن الإبل العباديات وهى نوع من انواع الإبل، وتتواجد لجنة مسئولة عن التنظيم والتحكيم لكل سباق بشكل لا يقبل التأويل ويرضى بما تقرره القبائل المشاركة وتعلن اللجنة نتيجة كل شوط.

وقال سلامة أبو الندى، رئيس لجنة المسابقات فى الاتحاد المصرى لرياضات الهجن، أن المسابقات بين الهجن فى كل مهرجان، تفرز كل هجين وإذا كان حاصل على مركز متقدم يصبح محل اهتمام لصاحبه، وإذا كان فى مراكز أخرى يعيد تأهيله من خلال تدريبات شاقه يقوم بها المضمر وهو مدرب الإبل المختص لإعدادها من صغرها لخوض السباقات.

وأضاف أن كل هجين يحفظ تاريخه وسلالته وماحققه من مراكز فى كل سباق وهذا يعطيه تميز تماما،كأى بطل فى أى لعبة ويحظى بين القبائل والمهتمين بالإبل بشهرته وصيته.

وقال الشيخ ربيع معمر من قبيلة القرارشة بجنوب سيناء، أن مهرجانات سباقات الهجن إضافة لكونها خاصة بإحياء تراث قديم يتجدد فهى أيضا فرصة وملتقى بين المشاركين وتجرى العادة أنه عند اقامة المهرجان فى ديار قبيلة تتكفل بضيافة الحضور بتجهيز خيام لهم وفيها يلتقى الجميع ويتعارفوا.

وأضاف صالح محمد ربيع من أهالى منطقة أبوزنيمة، أنه فى كل سباق يتم التنظيم بشكل جيد وتمر الفعاليات بدون أى مشاكل تذكر رغم وجود تعداد من الناس من اماكن مختلفة لأن الجميع يجتمعون على الرياضة بحب وإخلاص وحرص على نجاحها.

وأشار سليمان سعد من قبيلة أولاد سعيد بسيناء، إلى أنهم فى منطقتهم بطور سيناء يستعدون خلال أيّام قادمة لتنظيم سباق جديد للهجن، وهى دورة سباقات تتنقل من مكان لآخر فى دلالة على نجاحها وإنها أصبحت ضمن الرياضات المصرية المهمة بقوة حضورها وجمهورها.

وأضاف أن التحدى والحرص على نجاحها ونقلها من المستوى المحلى العربى بدأ واضحا من تفعيل السباق باستخدام الراكب الآلى، والمنافسة فى مهرجانات عربية والاستعدادات لخوض البطولات والتنافس مع إبل من كل الدول فى مهرجان شرم الشيخ المنتظر.