كشفت روسيا النقاب عن سلاح جديد يمكن أن يشعل مرة أخرى سباق تسلح بين موسكو واشنطن فى ظل أجواء متوترة بشكل مستمر بين البلدين، وربما أيضا تدخل الصين فى هذا السباق فى ظل صعود قوتها وسعيها لمنافسة الولايات المتحدة.
وكانت روسيا قد أعلنت أمس الأربعاء إجراء اختبار نهائى على سلاح جديد يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت 20 مرة، وفقا لما يقول الرئيس فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن هذا السلاح سيكون ضمن الترسانة الروسية العام المقبل.
ووصف بوتين الاختبار بالناجح، حيث تم إطلاق الطائرة من موقع فى جنوب غرب روسيا نحو هدف فى شبه جزيرة كامشاتكا التى تقع على مسافة أكثر من 3500 ميل، بأنه هدية رائعة للبلاد للعام الجديد، وقد اعتبرت وسائل الإعلام الروسية أن إصدار بوتين أمر الإطلاق يعكس كيف أصبحت قاذفات صواريخ نووية ذات أهمية مركزية تدعم جهود الكرملين لجعل روسيا قوى عالمية عظمى.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن السلاح الجديد الذى يسمى أفنجارد هو أحد الأنواع التى يعمل عليها البنتاجون، وفى نفس الوقت يشعر بالقلق بشأنها مع ظهور سباق تسلح بين الولايات المتحدة وروسيا والصين على الصواريخ التى يمكنها المناورة بسهولة والسفر أسرع من الصوت، وكان بوتين قد كشف النقاب عن السلاح الجديد فى خطاب ألقاه فى مارس الماضى، وقال إنه سيكون قادر على تجنب الدفاعات الصاروخية لسنوات قادمة.
وقال بوتين لوزارء حكومته أمس، إن هذا حدث هام فى حياة القوات المسلحة وربما فى حياة روسيا، مضيفا أن موسكو لديها الآن نوع جديد من الأسلحة الإستراتيجية.
وتشير تقارير الصحف الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تعمل أيضا على الصواريخ التى تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، بعضها يتم إطلاقه من طائرات، على الرغم من أن المسئولين الأمريكيين حذروا فى الأشهر الأخيرة من أن الجهود تتخلف عن جهود العدو المحتمل، وكان البنتاجون قد زاد فى السنوات الأخيرة بشكل كبير من ميزانيته لمثل هذه المبادرات.
وكانت روسيا قد أشارت إلى الدفاعات الصاروخية الأمريكية لتبرير تطوير الصواريخ فائقة السرعة التى تحمل أسلحة نووية، ورغم أن النظام الصاروخى الأمريكى غير مصمم لمهاجمة الصواريخ الاستراتيجية الروسية، مع وجود عدد محدود من المنشآت فى كاليفورنيا وألاسكا وعدد قليل من الاعتراضات فى أوروبا، إلا أن موسكو كانت متوترة دائما من احتمال وجود نظام يمكن أن يقوض رادعها النووى.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن هذا أحد المبررات المنطقية لتطوير سلاح أفانجارد فائق السرعة الذكى، فالصواريخ الباليستية التقليدية العابرة للقارات تسافر فى قوس محدد سلفا ولا تقوم بالمناورة، مما يجعل من السهل إسقاطها بمعترضات الدفاع الصاروخى، وسبق أن أوضح المسئولون الأمريكيون مرارا إلى أن واشنطن ليس لديها أى قدرة مشابهة لوقف هجوم من الإمدادات الهائلة للصواريخ النووية الروسية.
ويشعر المسئولون فى واشنطن بالقلق من أن صعود الصواريخ ذات القدرة على المناورة يمكن أن يضرب أهدافها فى ثوانى سيقوض استقرار أجزاء من أوروبا وآسيا، حيث يكون أمام أى زعيم ثوانى معدودة ليقرر كيفية الرد على هجوم.
وبالنسبة لبوتين، تقول واشنطن بوست، فإن استعراض السلاح الجديد يمثل وسيلة لإثارة الروس الذين يفتقدون وضع القوى العظمى الذى كان عليه الاتحاد السوفيتى، ويرونه أيضا محاولة لجلب واشنطن إلى طاولة المفاوضات، وكان بوتين قد حذر من سباق تسلح جديد فى ظل مخاوف فى روسيا بأن الولايات المتحدة لن تجدد اتفاقية ستارت الجديدة التى تحد من عدد الرؤوس النووية التى تنشرها البلدين، وهى الاتفاقية التى ستنتهى فى 2021.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن فى وقت سابق هذا العام أنه سينسحب من اتفاقية تعود لزمن الحرب الباردة تحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى بسبب ما تقول واشنطن أنه انتهاك روسى لها.