قصة كفاح سيدة أقصرية بـ 100 راجل.. "عبلة" عملت فى الزراعة وحملت طوب البناء وجمعت المخلفات لتدويرها وبيعها للشركات.. وتؤكد: بصرف على أطفالى التوأم عشان أشوفهم فى أحسن كليات.. قدمت على عدة وظائف لكن مؤهلى بسيط

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 05:00 ص
قصة كفاح سيدة أقصرية بـ 100 راجل.. "عبلة" عملت فى الزراعة وحملت طوب البناء وجمعت المخلفات لتدويرها وبيعها للشركات.. وتؤكد: بصرف على أطفالى التوأم عشان أشوفهم فى أحسن كليات.. قدمت على عدة وظائف لكن مؤهلى بسيط
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"إزاى نعيش وإزاى أربى عيالى الإتنين بالحلال ومن غير ما أمد إيدى لحد ولا أنتظر معونة ولا جنيه من غريب، هوا دا كان كل تفكيرى فى حياتي، والحمد لله ربنا رزقنى بصحة وعلام كويس يخلينى أفكر وأشغل دماغى وأجيب رزقى ورزق عيالى بفضل الله".. بتلك الكلمات تحدثت عبلة محمد الطاهر صاحبة الـ44 سنة ابنة نجع أبو بكر بمدينة الطود فى محافظة الأقصر، والتى تعمل فى أكثر من مجال يومياً لجلب الرزق الحلال لأبناؤها ولا تخشى أحد فى عملها إلا الله وعملت فى كافة مهن الرجال للحصول على الرزق لتربية أبناؤها التوأم "يوسف" و"شروق" تلاميذ فى المرحلة الإبتدائية.

 

وقالت عبلة محمد ابنة مدينة الطود بمحافظة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أنها ولدت فى أسرة متوسطة الحال وكان والدها مزارع بسيط فى قريتهم بمدينة الطود وكانت البنت الأكبر فى أسرتها ولديها 6 أشقاء منهم 5 فتيات وولد واحد، وكانت تتوجه للزراعة برفقة والدها لمساعدة أسرتها بالحصول على أجرة زيادة بجانب أجرة والدها فى العمل وذلك منذ الطفولة مع استمرارها فى تعليمها حتى حصلت على شهادة الثانوية التجارية فى عام 94، وبعد العمل لعدة سنوات برفقة أسرتها تزوجت وظنت أنها بدأت حياة جديدة تخفف عنها معاناة الماضي، ولكنها سرعان ما إنفصلت عن زوجها وعادت لمنزل أسرتها، وعادت للعمل فى الزراعة وحرث الأرضى وكسر القصب برفقة والدها لتوفير الاموال لتعليم باقى أشقاؤها وتزويج الفتيات منهن.

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(1)

وأضافت عبلة الطاهر 44 سنة، أنها بعد فترة من الزمن تعدت الـ10 سنوات من إنفصالها الأول، تقدم لها أحد الجيران بالقرية وتزوجت مرة ثانية وحصلت على حياة جديدة وأصبحت ربة منزل لمدة سنة ونصف، وما أن حملت فى طفليها التوأم حتى دبت الخلافات منزلها مرة جديدة وإنفصلت عن زوجها الثاني، وبعد تركها حامل قررت النزول للعمل مرة جديدة لتوفير مصاريف الحمل والولادة، ومرت شهور قليلة من العمل وأنجبت طفلين توأم وهما "يوسف" و"شروق" 10 سنوات، وقررت وهب نفسها وحياتها لطفليها لتعليمهما فى أفضل المدارس وتوفير كل إحتياجات الدراسة لهما، مؤكدةً على أنها لم تخشى خلال عملها من أن تكون المهنة للرجال أو السيدات وكان تفكيرها الوحيد هى حلال أم حرام فقط.

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(2)

وأكدت ابنة مدينة الطود، أنها على مدار السنوات الماضية لم تترك مهنة إلا وعملت بها بداية من عاملة فى مزرعة أحد الأهالى فى المدينة، وكذلك مساعدة والدها فى الأرض والحصول على أجرة لزيادة دخل أسرتها، كما عملت فى مخبز كعامل تحمل الدقيق وتساعد فى الخبز وكانت تحصل على أجر بسيط، ودخلت فى كار المعمار وعملت مساعد بناء وكانت تحمل الطوب يومياً، كما استأجرت عربة كارو لنقل الطوب لمواقع البناء وتوفيره للعمل، كما كانت تقوم بأعمال تدوير القمامة بالعربة الكارو الخاصة بها وتجميع البلاستيك والصفيح وتقوم ببيعه بأسعار توفرها للصرف على طفليها يومياً، وبعد معاناة كبيرة فى العمل فى أكثر من مهنة قررت أن تعيش حياة خاصة برفقة طفليها وأخذت منزل من والدها بسيط عبارة عن غرفة واحدة مبنى بالطوب اللبن، واستأجرت محل للبقالة قريب من المنزل لكى تنفق على أسرتها الصغيرة الجديدة وقامت ببناء المنزل جدار تلو الآخر بالأموال التى تكسبها يومياً حتى بنت غرفة آخري، ولكنها بعد شهور تركت محل البقالة بعد طلب صاحبة إعادته لها لينفذ فيه أحد المشروعات.

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(3)

وفكرت عبلة فى مشروع يدر عليها دخل ويساعدها فى تنظيم العمل لأصحاب المزارع، واتفقت مع عدد من أصحاب المزارع الخاصة بالعنب والبلح وغيرها من الفواكه والخضروات، والأراضى القريبة من قريتها على توفير عمالة لكل قطعة أرض على طريقتها الخاصة، ولعملها عدة سنوات فى ذلك المجال تعرفت على كافة العمال فى قريتها وأغلب عمال مدينة الطود، وقررت أن تكون مشرف عمال تقوم بالإتفاق مع صاحب الأرض على مبلغ معين وعدد محدد من العمال وتتفق معهم من الليل ويتوجهون بعد الفجر للأرض وتعمل معهم بيدها وتشاركهم فى خدمة الزراعة، وفى نهاية اليوم تقوم بتوزيع اليوميات عليهم وسط سعادة الجميع بضمان حقوقهم من أصحاب الأراضى دون المساس بها، حيث تلعب السيدة الأقصرية دور الوسيط بين العمل وصاحب الأرض وتنقل العمال من وإلى الأرض بعربة كارو قامت بتجهيزها لخدمة العمال صباحاً وبعد الظهر تقوم بجمع المخلفات والقمامة وتدويرها بجوار منزلها لبيعها للشركات وأصحاب المصانع بعد ذلك.

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(4)

وعن المضايقات التى تعرضت لها عبلة محمد الطاهر 44 سنة إبن مدينة الطود، تقول لـ"اليوم السابع": "واجهتنى مشاكل كتيرة فى بلدى من ناحية الأهالى والناس والكل كان بيقول إزاى ست تمشى مع الرجالة وتطلع الفجر من بيتها، ولكن فيه ناس أولاد حلال ساعدونى أطلع وأشتغل عشان عارفين إنى بسعى على رزقى ورزق عيالى ومش معايا راجل يصرف عليا، وأنا مش بطلب جنية من حد وبشتغل عشان ربنا يباركلى فى أولادي، والحمد لله أنا عايشة فى بيت بسيط بالطوب اللبن والسقف من البوص".

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(5)

وفى النهاية تقول إبنة نجع أبوبكر بمدينة الطود فى محافظة الأقصر، أنها رغم عملها منذ الفجر يومياً لا تترك ندوة أو مؤتمر نسائى يعقد فى قريتها أو مدينة الطود إلا وتشارك به فبفضل تعليمها تعشق الثقافة والتعلم والقراءة وتتابع نشرات الأخبار يومياً لتساعد أطفالها فى التعليم حتى توصلهم لأعلى الكليات فى التعليم، قائلةً: "أنا قدمت فى وظائف كتير فى المحافظة ولكن عشان المؤهل دبلوم تجارة ومش عندى واسطة إلا ربنا محصلش نصيب، وبتمنى قصتى توصل للرئيس عبد الفتاح السيسى ويعرف إن فيه ناس كتير بتتعب وتصرف على عيالها بالحلال".

 
قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(6)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(7)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(8)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(9)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(10)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(11)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(12)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(13)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(14)
 

 

قصة-كفاح-سيدة-أقصرية-بـ100-راجل-(15)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة