أكثر من 30 عاما قضاها سيد الحرش، أشهر مبيض محارة فى منطقة فايدة كامل، بحى دار السلام جنوب القاهرة، لم ير منه جيرانه أى سوء، فهو على حد قولهم "رجل على الله.. فى حاله من البيت للجامع للشغل، ولا يفوت فرضا من فروض الصلاة إلا ويؤديها جماعة فى المسجد حتى صلاة الفجر".
أثار دماء الضحية أمام المنزل
لم يقنط عم سيد على، أو "سيد الحرش"، كما يلقبه "أهل المنطقة"، من رحمة الله الذى لم يهبه أبناء، حتى بعد بلوغه سن الستين، بل كان يعيش وزوجته، فى شقة متواضعة بالطابق الأرضى بمنزل العائلة، قانعين بقضاء الله وقدره.
يوميًا كان يوزع عم سيد ابتسامته على جيرانه فى شارع اسماعيل على، حتى قبل لحظات من طعنه بسكين مطبخ على يد نجل زوج شقيقته، هكذا يروى جيران عم سيد الذين رفضوا ذكر أسمائهم نظرا لحساسية الجريمة ووجود صلة قرابة بين المجنى عليه والجانى، -على حد قولهم-.
أثار دماء الضحية
ويضيف أحد الجيران، لليوم السابع، "كلنا فوجئنا بخبر وفاة عم سيد الحرش، وصعقنا أكثر حينما علمنا أن الجانى مقيم معه فى نفس المنزل بل ويمت له بصلة قرابة، فهو نجل زوج شقيقة عم سيد"، مشيرا إلى أنه كان يجلس مع الضحية بجوار المنزل بعدما أدى صلاة الظهر فى المسجد المتواجد بالشارع، ثم استأذنه وغادر إلى منزله وفور وصوله المنزل سمع بنبأ وفاته، على يد عادل قريبه".
فيما تلتقط سيدة طرف الحديث، لتؤكد أن الجانى أيضا لم يروا منه أى سوء قط، وانها شاهدتهما بعد صلاة الظهر أثناء خروجهما من المسجد، قائلة:"هو كويس بس سمعنا إنه مريض نفسى، وسبق وتشاجر مع زوجته وأصابها فى وجهها قبل نحو 15 عاما وأخذت أبنائهم الثلاثة وتركت له المنزل لتعيش مع أهلها"
منزل الجانى والمجنى عليه
"هو اللى مربينى ومشوفتش منه ولا من القاتل حاجة وحشة طول عمرى".. بهذه الكلمة بدأ شاهد عيان آخر حديثه لليوم السابع، قائلاً:"بيتى مجاور لمنزل عم سيد وسمعت صراخ نزلت لاقيته غرقان فى دمه أمام باب الشقة، فحملته أنا وأحد الجيران مسرعين إلى مستشفى المبرة، وظل بها يتلقى العلاج 3 أيام ثم توفاه الله".
وأكد شاهد العيان أنه بعد عودته من المستشفى وفى اليوم التالى سمع من الجيران أنه بعد صلاة الظهر وأثناء دخوله إلى المنزل لحق به المتهم، وطعنه بسكينة مطبخ أمام باب الشقة ثم فر هاربا خارج المنزل وألقى السكين فى الشارع، مشيراً إلى أن المتهم معروف عنه فى الشارع أنه مهتز نفسيا ولكننا لم نر منه أى سوء".
وكان ضباط مباحث قسم شرطة دار السلام تلقوا إخطارًا من مستشفى المبرة بدار السلام، يفيد وصول "س.ع" 48 سنة، مصابا بجرح نافذ بالبطن وتوفى عقب وصوله بـ3 أيام، متأثرًا بجراحه.
وبالانتقال والفحص تبين أن "ع.ع" 55 سنة، عاطل، ويقيم مع الضحية فى نفس المنزل، اعتدى عليه بسلاح أبيض "سكين"، أمام باب شقته، وتبين من التحريات الأولية أن المتهم مريض نفسى، وأنه يمت بصلة قرابة بالضحية، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.