يطرح كتاب "انحسار القوة الأمريكية.. الولايات المتحدة فى عالم من الفوضى"، تأليف ايمانويل فالرشتاين، وترجمة إيزيس قاسم، ومراجعة طلعت الشايب، والصادر عن المركز القومى للترجمة، سؤالا حول انحسار نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، ففى نفس الوقت الذى لا يصدق فيه معظم الناس مثل هذه المقولة، فإن الوحيدون الذين يصدقونه هم صقور الولايات المتحدة الذين تعلو أصواتهم منادين بسياسات تعكس هذا الانحسار.
يتناول كتاب "انحسار القوة الأمريكية.. الولايات المتحدة فى عالم من الفوضى" عبر 303 صفحة، 13 فصلا بموضوعات مختلفة هى "انحسار نفوذ الولايات المتحدة: النسر الأمريكى يسقط من عليائه"، و"الظلمة فى عز الظهيرة"، و"المسار الطويل المدى للنظام العالمى"، و"طائر القطرس المعلق فى أعناقنا"، و"الإسلام والغرب والعالم"، و"الاّخرون: من نحن ومن الاّخرون"، "الديمقراطية: رطانة أم واقع"، و"الديمقراطية والنظام العالمى حتى الاّن"، و"المثقفون: حيادية القيم فى موضع المساءلة"، وغيرها من الموضوعات.
ويناقش كتاب "انحسار القوة الأمريكية.. الولايات المتحدة فى عالم من الفوضى" قضايا مهمة فيقول تحت عنوان "الإسلام: الإسلام والغرب والعالم" صميل هنتجنتون يرى فى الغرب والإسلام "حضارتين" متناقضتين فى صراع جيوسياسى طويل المدى، أما إدوارد سعيد، فيرى فى الاستشراق فكرة خاطئة ابتدعها العالم الغربى لأسباب أيديولوجية، وله تأثير سريع الانتشار وضار، ومن جانبى أفضل تناول المسألة بطريقة أخرى وأن أسأل لماذا خص العالم المسيحى العالم الإسلامى، وليس مؤخرا فحسب بل منذ ظهور الإسلام بهذه المكانه الشريرة؟ ربما يبدو العكس صحيحا كذلك، فالإسلام ينظر للمسيحية الغربية على أنها شيطانه الخاص، إلا أننى لا أشعر بأن لدى الكفاءة لمناقشة لماذا أو إلى أى مدى هذا صحيح.
يقول مؤلف الكتاب إيمانويل فالرشتاين، وهو عالم اجتماع أمريكى، على الرغم من تركيزى على العالم الحديث لكن لا أعتقد أننا يمكن أن نشرح ما حدث دون الإشارة إلى العصور الوسطى فى أوروبا حيث إنها الفترة التى نستمد منها أساطيرنا عن هذه العلاقة، فكما نعلم جميعا، كان كل من المسيحية والإسلام يسيطر آنذاك على مناطق كبيرة متجاورة. ورغم أن كل منطقة كانت تمزقها نزاعات مع الآخر بالأساس، ويكمن سبب ذلك، جزئيا، فى الأفكار السائدة فى كل دين، أى شعور كل منهما بأنه يمثل الحقيقة الكاملة والوحيدة.