فستان زمان والشارع كان أمان.. "هادية" تدعو لمحاربة التحرش الجنسى بالأزياء

دائما ما نحن إلى زمن الخمسينات والسيتينات، حيث الفن الجميل الذى يتميز بأناقته الفكرية والاجتماعية أيضًا، والشوارع الهادئة التى يملؤها الأمان والعادات والتقاليد وإحترام الآخر، فشهامة المصريين كانت لا يقارنها شيء، فرغم التقدم والتطور الذى نعيشه حاليًا إلا أننا نحن دائمًا للرجوع ومعايشة هذه الفترات بالطرق المختلفة.

فقد قامت "هادية عبد الفتاح" مدربة ورش حقوق الإنسان والمعنية بحقوق المرأة بإطلاق فكرة "فستان زمان والشارع كان أمان" لأول مرة فى عام 2016 لمحاربة التحرش الجنسى والذى تصل نسبته بناءً على المركز المصرى لحقوق المرأة إلى 99%، وكانت هذه الفكرة تتضمن جلسة تصوير الفتيات والسيدات بفساتين الزمن الجميل والتسريحات والميكب الخاصة بهذه الفترة، والسير فى الشوارع بهذا الشكل.

وكانت ما تريد إيصاله بهذه الفكرة أن ملابس المرأة ليست سببًا فى هذا التحرش الجنسى الموجود الآن، فكان الشارع المصرى قديمًا يتميز بملابس السيدات للفساتين القصيرة وكانت نسبة التحرش فى ذلك الوقت تعتبر معدومة، وتقول هادية لـ "اليوم السابع" بأنها كانت تريد تنفيذ هذه الفكرة كل عام فى نفس التوقيت ولكنها لم تستطع ذلك بسبب الظروف المختلفة، وتم إطلاقها للمرة الثانية فى هذا التوقيت وتقول "حبيت اختم السنة بيها".

وتؤكد هادية أنها ليست دعوة للفتيات والنساء لارتداء الفساتين القصيرة وإنما هى دعوة ضد التحرش الجنسى ودعوة ليكون الشارع أمان لكل من يريد أن يختار الملابس بالطريقة التى تناسبه، وخاصة مع ازدياد نسبة التحرش الجنسى الفترة الأخيرة على الرغم من ازدياد عدد المحجابات والمحتشمات الآن.

احتوى اليوم على من عدد من الجلسات المختلفة، بداية من جلسة تصوير للفتيات المشاركات بالفساتين المختفلة التى تتناسب مع كل منهن، وكان يليها جلسة رسم كاريكاتير للفتيات بهذه الفساتين، ثم نزول الفتيات إلى الشارع بهذه الملابس والفساتين، وبعدها جلسة "حكى" لمشاركة الفتيات تجاربهن مع مواقف التحرش التى تعرضن لها من قبل، ولم تقتصر هذه المرة على وجود النساء فقط وإنما مشاركة الرجال أيضًا.

وعن ذلك قالت: "دائمًا ما يتم توعية النساء بالأمر، ولكننا الآن بحاجة إلى توعية الرجال بكونه هو المتحرش ليدرك خطر هذه القضية مما يؤدى إلى تقليل حجم المشكلة فيما بعد"، واختتمت اليوم بجلسة لممارسة رياضة اليوجا، وأضافت: "شوفت إيه أكتر حاجة مناسبة نعملها بعد جلسة الحكى لأنها بتكون تقيلة أوى وبيتعرض المشاركين فيها لمشاعر سلبية ففكرت فى جلسة اليوجا عشان تصفى ذهنهم".

كما اعتمدت بعد جلسة الحكى على "يوجا الضحك" لتتمكن النساء من التخلص من المشاعر السلبية الناتجة عن هذه الجلسة، وتكملة اليوم بشكل أفضل، واختتمت "هادية" حديثها قائلة إن هدفها هو توعية النساء بقضية التحرش الجنسى، ومفهوم التحرش والقانون الخاص به، وأضافت: "اللبس مش هو السبب فى التحرش، ومفيش حاجة اسمها معاكسة وإنما اسمها تحرش جنسى".