رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الاحتجاجات التى تعم فرنسا حاليا ضد السياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون تمثل فى حقيقة الأمر أزمة أكبر للديمقراطية الغربية بشكل عام.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها فى هذا الشأن أوردته على موقعها الالكترونى يقول: أن ماكرون دائما ما يحب أن يقدم نفسه للعالم بصفته الرئيس الوسطى الذى يستطيع أن يتحكم فى زمام الأمور ضد غضب المحتجين لكن فى الداخل بدا ماكرون سياسيا خاضعا للحصار ومعرّضًا لخطر الإطاحة به بسبب تزايد موجة التمرد المشتعله ضده.
وأشارت إلى أن ماكرون عاد إلى فرنسا من قمة مجموعة العشرين التى عقدت فى نهاية الأسبوع الماضى وهو مكره.. وفى عطلة نهاية الأسبوع الثالث على التوالى منذ بداية الاحتجاجات هزت احتجاجات جديدة جميع أنحاء البلاد مرة آخرى ووصلت إلى ذروة عنفها فى باريس حيث تم حرق عشرات السيارات وتهشيم نوافذ البنايات والمحال التجارية بخلاف وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التى ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأصيب إثر ذلك 260 شخصا على الأقل فى فرنسا من بينهم 133 فى باريس وحدها.
وترتبط هذه الاحتجاجات بحركة غير شهيرة تعرف باسم "السترات الصفراء" التى ترجع الأسباب وراء غضبها إلى قرار رفع أسعار الديزل وفرض ضريبة جديدة على البنزين وذلك فى إطار التزامات فرنسا بشأن تغير المناخ، غير أن هذه الحركة تستغل إحباطات شريحة كبيرة من الجمهور الفرنسى إذ أطلقت دعوات لتفعيل شبكة أمن اجتماعى أكبر وذلك فى وقت مازالت فرنسا تعانى فيه من تباطؤ معدلات النمو وارتفاع نسب البطالة.
وتابعت الصحيفة: "إن التصدعات التى بدأت تتسع هوتها فى فرنسا- وحالة من اليأس التى عمت داخل أقاليمها- تبدو جميعها مألوفة لدى الأمريكيين والبريطانيين وغيرهما من شعوب الديمقراطيات الغربية وكذا عجز السياسة عن جسر تلك الانقسامات، فبخلاف ضريبة البنزين، فإن ماكرون بذل جهودا مضنية من أجل تمرير قائمة طموحة من الإصلاحات التى يدعى أنها ستقوى من أداء الاقتصاد الفرنسى، وثمة استياء واسع النطاق من أسلوب ماكرون المتسلط فى إدارة حكومته والإنطباع المستمر بأنه يدير البلاد لصالح نخبة الأثرياء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة