استضافت السفارة المصرية في باريس مراسم التوقيع على عقد أعمال الاستشاري "المُبَرمج" لمشروع إنشاء "دار مصر" بالمدينة الجامعية الدولية بباريس، لإقامة الطلبة المصريين الدارسين من خلال منح في الجامعات الفرنسية بباريس.
ووقع العقد عن الجانب المصري السفير محمد الزرقاني رئيس مجلس إدارة الجمعية التأسيسية لـ"دار مصر"، وذلك في ضوء موافقة مجلس الوزراء المصري في جلسته المنعقدة في الأول من نوفمبر 2018 على التعاقد مع شركة OSKAPRODالفرنسية كاستشاري "مُبرمج" لتنفيذ أعمال الدراسات الفنية وإعداد كراسة شروط اختيار معماري ومقاول تنفيذ المشروع ومتابعة أعمال الإنشاء حتى تسليم الدار.
وصرح السفير إيهاب بدوي سفير جمهورية مصر العربية لدى فرنسا ومندوبها الدائم باليونسكو، أن التوقيع على عقد الاستشاري "المُبرمج" للمشروع يأتي تتويجاً لجهد كبير قامت به السفارة بالتنسيق الوثيق مع كل من وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي- الممول الرئيسي للمشروع - على مدار العام المنصرم، وذلك تفعيلاً لاتفاقية إنشاء "دار مصر" التي جرى التوقيع عليها بين الجانبين المصري والفرنسي خلال زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى باريس في أكتوبر 2017.
وأوضح أن المشروع يأتي في إطار ما تشهده علاقات التعاون الثقافي والعلمي والفني المصري الفرنسي من زخم جديد ونوعي، تسعي مصر من خلاله للانتقال إلى مرحلة من الشراكة الثقافية المعززة بين الجانبين، بعدما عمل الجانبان خلال السنوات الأربع الماضية على تعزيز مفهوم الشراكة باعتباره الإطار الحاكم للعلاقات بينهما.
وأشار بدوي إلى ما يمثله هذا المشروع من نافذة حضارية هامة، تبرز التصميم الذي تبديه الدولة المصرية نحو المضي قدماً في بناء أجيال مصرية شابة ناهضة تتسلح بالعلم والمعرفة، وتستعيد بها عصر البعثات العلمية المصرية لتعزيز نقل مناحي الحضارة والتقدم للدولة المصرية، خاصةً أن مشروع "دار مصر" سيُسهم في تذليل إحدى أهم العقبات التي تواجه الجهود المصرية في تنشيط إرسال الطلبة والباحثين المصريين بالجامعات والمؤسسات البحثية الفرنسية، والتي تتعلق بتوفير المسكن اللائق لهم في ظل ارتفاع أسعار السكن بشكل ملحوظ في باريس، حيث من المزمع أن تضم الدار نحو 200 غرفة وجناح بما يستلزمه ذلك من حجرات للمطالعة وقاعات للأنشطة الاجتماعية وقاعات أخرى للطعام.
وثمن السفير المصرى الدعم الذي يقدمه السيد وزير التعليم العالي للمشروع في إطار رؤية طموحة تخطط إلى عدم قصر نشاط الدار على استقبال الطلبة الدراسين في الجامعات الفرنسية، بل تمتد إلى تنويع أنشطتها لتصبح نقطة للنشاط الثقافي والحضاري المصري بباريس، حيث من المقرر أن تضم الدار مركزاً ثقافياً مصرياً بما يتطلبه ذلك من إقامة قاعة مسرح تتسع لنحو 250 فرداً، فضلاً عن قاعات أخري متعددة الأغراض لمختلف الأنشطة الفنية والثقافية والموسيقية.
وتعد المدينة الجامعية الدولية بباريس صرحاً جامعياً عريقاً تأسس عام 1925 لإقامة الطلبة الدارسين في الجامعات الفرنسية بباريس، حيث يستقبل سنوياً ما يزيد عن 12 ألف طالباً ودارساً وباحثاً من قرابة 140 جنسية مختلفة، ويوجد بها 40 داراً للطلبة من بينهم 25 داراً لدول أجنبية تتولي هذه الدول إداراتها، بما يمنحها أداة متميزة لاستقبال دارسيها وتعزيز التبادل العلمي والمعرفي والجامعي مع فرنسا، فضلاً عما تقدمه تلك الدور من إمكانات ضخمة للتأثير الثقافي والفني في المجتمع الفرنسي وبخاصة في أوساط الشباب والطلبة من مختلف الجنسيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة