تنوعت مكاسب مصر من المعرض الدولى الأول للصناعات الدفاعية والعسكرية " إيديكس 2018"، الذى يعد أحد الروافد الجديدة للتعرف على تكنولوجيات التسليح الحديثة بمختلف دول العالم، والذى وصل حجم المشاركات فيه لأكثر من 376 شركة، قدمت كافة منتجاتها فى مختلف المجالات، و57 وفدا رسميا و41 دولة.
وتتمثل الجائزة الكبرى لمعرض ايديكس الذى اختتم أعماله على مدار ثلاث أيام متواصلة، بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، فى تعرف الضباط والعسكريين المصريين على أحدث تكنولوجيات التسليح المختلفة بكافة دول العالم، والتعرف على أنواع جديدة وبشكل مباشر بعيدا عن الكتالوجات الخاصة بالتسليح والتقارير المصورة، حيث توافد على المعرض آلاف العسكريين من كافة أسلحة وإدارات القوات المسلحة، ودارت نقاشات عديدة بين ضباط فى رتب مختلفة مع العارضين من الدول العربية والأجنبية، كان النقاش محوره الحديث عن أحد أنواع السلاح المعروضة، أو نقاش حول أساليب وطرق الاستخدام لمعدة موجودة بالفعل على أرض المعرض، ووقف الجميع يتناقش حول ماهية عمل المنتجات العسكرية المختلفة وطرق وأساليب التعامل معها فى مختلف الظروف.
كما شهد معرض إيديكس 2018، شكل آخر من التعامل، ظهر فى تواجد عدد كبير من قيادات القوات المسلحة، استطاعوا أيضا النقاش والحوار مع الشركات والعارضين فى مختلف الأسلحة، وكل يبحث عن المعدة التى يتعامل معها فى مجال عمله، ويرى بعينه أحدث التكنولوجيات الموجودة بالعالم.
أيضا كان معرض إيديكس فرصة رائعة لآلاف الزوار ليس فقط للتعرف على الأسلحة المصرية والصناعة الحربية الوطنية فى وزارة الإنتاج الحربى، والهيئة العربية للتصنيع، والشركة العربية العالمية للبصريات والمجمع الهندسى لإدارة المركبات والصناعة البحرية المتوفقة، بل أيضا المقارنة بين كل ذلك والمنتجات المعروضة من الدول الأخرى فى العالم، للوصول إلى ثقة كاملة فى المنتج المصرى وفى العقول المصرية والأيدى العاملة المصرية، وذلك لأن مصر استطاعت ان تبهر العالم على سبيل المثال فى انتاج العربة المدرعة تمساح 3 وهى العربة التى استغرقت شهرين فى صنعها، على عكس ماهو متعارف عليه عالميا ويصل مدة الصناعة فيه إلى ست شهور أو أكثر.
تزين مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، بالطائرة الروسية الصنع كاموف 52، والتى بعرضها يعلن انضمامها رسميا للقوات الجوية المصرية، بشكل واضح خلال معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية " إيديكس 2018، ويطلق عليها اسم " تمساح النيل".
تعتبر المروحية الروسية الصنع، من أبرز المروحيات المنافسة للطائرة الأباتشى الأمريكية، ومخصصة لمواجهة المدرعات فى الحروب البرية، كما تعد المروحية الوحيدة فى العالم المزودة بمقاعد لقذف الطيارين حال إصابة الطائرة.
وتزود الطائرة بمنظومة الرادار الجديدة التى تسمح باكتشاف هدف على بعد 35 كم، كما تزود بالصواريخ الجديدة "جرمس" القادرة على تدمير أى هدف مدرع وتبلغ سرعة الصاروخ 1 كم فى الثانية، وبالإضافة إلى ذلك تم تزويد المروحية بمدفع سريع الرمى يشبه مثيله المركب على العربة "بى أم بى – 3". وتكفى 6 - 8 إصابات لقذيفتها لتدمير مدرعة معادية.
يركب على الطائرة الكاموف، الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والصواريخ غير الموجهة وصواريخ "جو – جو" والمدافع الرشاشة وقنابل من مختلف العيارات.
ويبلغ الوزن الإجمالى للوسائل النارية المركبة بالحمالات تحت الجناحين 2000 كيلوجرام، كما تركب فى المروحية مجموعة إلكترونية بصرية تسمح بتحقيق الدلالة على الأهداف للمروحيات التى تطير ضمن مجموعة واحدة.
كما تتميز الطائرة بتقنيات معالجة البدن ضد التآكل و نظام التبريد الجديد للمحرك، المخصص للعمل فى المناطق شديدة الحرارة، وكذلك نظام رصد و تهديف حراري كهروبصري جديد ذات مدى موسع من أجل رصد و تعريف الأهداف ، و نظام الحرب الإلكترونية ذات قدرات جديدة محسنة للتحذير و التشويش على بواحث الصواريخ المضادة للطائرات.
وبما أن معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية " إيديكس 2018"، يذخر بالعديد من المفاجآت التى تحمل كثير من المفاهيم والمؤشرات الإيجابية لمصر، ففى جولة اليوم السابع، بمعرض إيديكس اليوم، تعرفنا على شكل جديد من صناعة السيارات تتم فى مصر، وهى سيارة " هاند ميد"، قام بها صانع مصرى فى الشركة العربية العالمية للبصريات.
يقول المهندس أحمد شوقى، إن السيارة " كليوباترا" أو " نفرتيتى" _ لم يحدد الاسم النهائى لها حتى الآن_ سيارة صناعة هاند ميد، قمت بعمل كل شيئ فيها، من رفارف وزجاج وتابلوه واطارات وكافة التفاصيل، صناعة داخل الشركة العربية للبصريات، وبدعم كامل من قيادات الشركة.
ويضيف المهندس أحمد شوقى، لـ"اليوم السابع"، أن السيارة التى وضعت لها لافتة كتب عليها " تحيا مصر 1"، هى سيارة مصرية خالصة، يمكن صناعتها بالطلب، فهى ليست سيارة " أنتيكة"، بل سيارة حقيقية تسير فى الشارع، وتعمل بطاقات مختلفة، وتعمل أتوماتيكيا، ويمكنها أن تدور بالبنزين أو الكهرباء.
ويؤكد المهندس أحمد شوقى، أن السيارة المصرية التى تعمل بالبنزين أو الكهرباء، يمكن انتاجها فى المصانع المصرية، ومنتظر طرحها قريبا فى الأسواق، والاتفاق على السعر النهائى، الذى سيكون فى متناول الجمهور، مشيرا إلى أن السيارة تعمل بقوة دفع " 4 سلندر"، بـ 3 غيارات.
ويوضح المهندس أحمد شوقى، أن شكل السيارة يعود لموديل 1932، ويعبر عن شكل يشعر به المواطن بالسعادة، وتذكره بأجواء مصر الجميلة، مؤكدا أنه يمكنه صناعة سيارة بأربع ركاب أو بأشكال مختلفة، كما يمكنه وضع اسم صاحبها عليها، وكل تلك تفاصيل يطلبها المشترى ويمكن تحقيقها.
وأكد المهندس أحمد شوقى، الذى يشغل منصب رئيس قسم انتاج وتشغيل المعادن، بالشركة العربية للبصريات، أنه صنع سيارة له فى منزله، تعمل بالكهرباء، ويقودها فى كافة تحركاته يوميا، معربا عن سعادته البالغة فى انتاج شكل مصرى خالص، ومن مواد مصرية، باستثناء الماتور اليابانى فقط.
ويشارك المهندس أحمد شوقى، ضمن الشركة العربية العالمية للبصريات، فى الجناح المصرى، بمعرض الصناعات الدفاعية والعسكرية " إيديكس 2018".
من جانبه، يقول الدكتور محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، أن المعرض استطاع تحقيق الأهداف الموضوعة له، وحظى بإشادة وإعجاب الحضور جميعا، وكان رسالة إيجابية عن مصر فى كافة النواحى، وجاءت النتائج مبشرة للغاية.
ويضيف الدكتور العصار، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن حجم التعاون والتبادل والنتائج التى خرجت من المعرض، تجعله فى مصافى المعارض العالمية، وأثبت أن مصر تستطيع العمل وتنظيم الفعاليات الكبرى بشكل يبهر العالم.
فى سياق متصل، أكد الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أن معرض إيديكس رسالة قوية للجميع، أن مصر بلد أمن واستقرار، وأنها قادرة على تحقيق كل ما تضعه من خطط ودراسات، ولذلك جاء معرض ايديكس نتيجة مهمة لكل المجهود المبذول من القوات المسلحة المصرية، ووزارة الإنتاج الحربى ، والهيئة العربية للتصنيع ، وكل الإدارات المعنية والوزارات التى شاركت فى اخراج هذا الشكل الذى أشاد به الجميع.
ووعد الفريق عبد المنعم التراس، بأن يكون معرض إيديكس 2020 أفضل بكثير وبه معروضات عسكرية أكبر، ومشاركات أكثر، بما يصب فى صالح مصر والمصريين، وسيبدأ الإعداد له بعد الانتهاء من المعرض الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة