فى الوقت الذى تحقق فيه مذكرات ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، أرقاما قياسية غير مسبوقة فى سوق النشر الأمريكية والعالمية، غابت السيرة الذاتية عن المشهد الأدبى المصرى، كالمعتاد فى عام 2018.
ورغم الرواج الكبير الذى حققه السياسى عمرو موسى، والكاتب الكبير محمد سلماوى، بعد إصدار كل منهم سيرته الذاتية، خلال العامين الماضيين، إلا أن هذا الزخم غاب عن بعد هذه الأعمال.
ولعل النجاح الذى حققه الأمين العام لجامعة الدولة العربية السابق، عمرو موسى، جاء بعد حديثه فى أمور تخص فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وإدارة دولة الضباط الأحرار لمصر بعد ثورة يوليو 1952، بينما حملت مذكرات الكاتب المسرحى محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر السابق، وأحد أقرب المثقفين من الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، بعضا من الأسرار الذى نشرها الكاتب لأول مرة، فيما تخص حياته الشخصية، كما حقق خلال العام الماضى 2017، كتاب "بدون سابق إنذار" للدكتورة أنيسة حسونة، صدى كبير، لما تحكيه النائبة بالبرلمان المصرى، عن رحلته مع مرض السرطان.
خلال العام الحالى، غابت السير الذاتية عن رفوف المكتبات المصرية، ولم يظهر من هذا النوع الأدبى، سوى "مكان وسط الزحام" للكاتب الدكتور عمار على حسن، والذى لم تحقق الرواج الكبير، ربما بعض المقالات النقدية عن الكتاب، بالإضافة إلى مذكرات الدكتور حسن حنفى، التى صدرت عن الجمعية الفلسفية المصرية تحت عنوان "ذكريات" ورغم صدورها فى الربع الأول من العام الحالى، إلا أنها لم تحقق أى شهرة، ولم يسمع عنها المتابعون للوسط الثقافى، إلا بعد ظهر هجومه على عدد من رموز الفلسفة المصرية فى العقود الأخيرة مثل الدكتور نصر حامد أبو زيد، والدكتور على مبروك، وكتاب "أنا والسينما" للروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، والأخير هو جانب خاص من سيرته الذاتية.
قال الكاتب عماد العادلى، المستشار الثقافى، لمجموعة مكتبات ألف، إن كتب السير الذاتية، التى تصدر فى الفترات الحقيقية، بعضها لا يليق تسميته بأدب السير الذاتية، وأضاف "العادلى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الرواج الذى حققه سير عمرو موسى، والكاتب الكبير محمد سلماوى، جاء لأن الأول سياسى كبير، وله دور كبير أثناء توليه منصب وزير الخارجية، ومن بعده الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكان له حضور بارز فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير، من خلال ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، أو ترأسه لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وهو الأمر ذاته الذى ينطبق على سيرة الكاتب المسرحى الكبير محمد سلماوى.
ويرى عماد العادلى، بأن مذكرات السياسيين عموما، مثل ما عمرو موسى، تحقق رواج كبير، لأن الناس تعتبر مثل هؤلاء الشخصيات كنزا للأسرار، ويذهب إليه البعض، لأنهم يعتقدون بأن مثل هذه السير سوف توضح لهم بعض الأمور الذى لم يعرفوا أسبابها بعد، وتفتح لهم سكك أخرى فى فهم القرارات السياسية الكبرى، وهو الأمر الذى يحدث أيضا مع مذكرات كبار المثقفين والأدباء مثل كل الكتب التى تكتب عن سيرة الأديب الكبير نجيب محفوط وآخرها كتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة" والذى حقق نجاحا واسعا.
لكن المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "ألف"، أبدى اندهاشه من اهتمام عدد كبير من القراء بمتابعة سير السياسيين، فى الوقت، الذى يوجد فيه سيرة لواحد من أهم فلاسفة مصر فى القرن الأخير، وهو الفيلسوف الراحل عبد الرحمن بدوى، وعدم معرفة عدد كبير بصدور مذكرات الدكتور حسن حنفى، صاحب التاريخ الكبير، كما أن مذكرات الدكتور عمار على حسن، لم تحقق الرواج الكبير أيضا.
وعن غياب بعض الأدباء وكبار المثقفين عن كتابة سيرتهم الذاتية، يرى الكاتب عماد العادلى، أن بعض الشخصيات من نبلها تعتقد أن حياتها عادية، لا تستحق ما يجعلها تكتبه فى سيرة ذاتية، بجانب أنه ليس هناك اهتمام كبير لدى عامة القراء بكتابة مثل هذا النوع من الأدب.
عدد الردود 0
بواسطة:
على الله
الدعاية!
انتشار السيرة الذاتية الأدبية ومعرفة الناس بها مرهون بالدعاية.وهناك من الأدباء والكتاب من لا يجيدونها.مذكرات عبدالرحمن بدوي من أفضل ما ظهر في العقد الأخير،والذي قبله، وفيها كلام مهم وخطير عن الحياة السياسية والثقافية بصورة عامة ويمحو الصورة العالقة بأذهان الناس التي صنعتها بعض الكتابات الصحفية. وأذكر أني قراـت سيرة ذاتية ممتازة للدكتور حلمي القاعود وهوأديب زاهد يعيش في قريته منذ مولده قبل أكثر من سبعين عاما، بعيدا عن ضجيج العاصمة. والسيرة في ثلاثة أجزاء، ألأول: زمن البراءة- النيل بطعم الجوافة، والثاني بعنوان: زمن الهزيمة- النيل لم يعد يجري، والثالث بعنوان: زمن الغربة- النيل لا طعم له،وقد صدرت عن دار الوادي،وفيها تعبير فطري حي وجميل وصياغةأدبيةراقية، ورؤية علميةثقافية ناضجة.ولكن الدعايةتحتاج لمحترفين!