لم يمكن أكثر المتشائمين من انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولاسيما المسئولين الفلسطينيين يتوقع أن يمنح "ترامب" وعد جديد لإسرائيل على غرار وعد "بلفور" الذى يوصف فى كتب التاريخ بأنه وعد "ممن لا يملك لمن لا يستحق"، وما ترتب عليه من إقامة كيان لليهود فى العالم.
قرار ترامب المشئوم
وبعد مرور عام كامل على إعلان "ترامب" القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى حيث وقع على مرسوم بذلك فى مكتبه البيضاوى بواشنطن العاصمة فى 6 ديسمبر من العام الماضى، وما ترتب عليه من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية التى يقودها اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو هذا القرار بأنه بمثابة ضوء أخضر لتل أبيب لكى تمارس من عمليات القمع والاستيطان والتهويد بحق المدينة المقدسة ما لم تفعله منذ إقامتها فى عام 1948، حيث سارع "نتنياهو" بالترحيب بالقرار واعتبره بالتاريخى.
دونالد ترامب
وفى أعقاب القرار، صادقت بلدية القدس على بناء 700 وحدة سكنية استيطانية جديدة فى مستوطنة راموت بالقدس الشرقية، وتأتى هذه الوحدات السكنية الجديدة ضمن مخطط "القدس 2000" وفيها سيتم توسعة الحى الاستيطانى رمات شلوم باتجاه الشمال فيما سيتم توسعة الحى الاستيطانى راموت باتجاه السفوح الشمالية الشرقية من الحى. وإلى جانب الوحدات السكنية، من المقرر إنشاء مبان عامة ومؤسسات دينية وإقامة تجمعات تجارية وساحات عامة مفتوحة.
إلى جانب السياسة الاستيطانية التوسعية لحكومة إسرائيل، قمعت تل أبيب المظاهرات الفلسطينية الرافضة للقرار، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى ومصابين فلسطينين.
وأعـــلن مركز القـدس لدراسات الشأن الإسرائيلى والفلسطينى فى تقرير له، أن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا منذ إعلان "ترامب" بلغ 345 شهيداً فى مختلف أنحاء المناطق الفلسطينية، منهم 61 طفلاً و6 من ذوى الاحتياجات الخاصة.
شهداء فلسطين
كما انتهز المستوطنون القرار لانتهاك حرمات المسجد الأقصى المبارك، من خلال تنظيم اقتحامات منظمة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من جهة باب المغاربة يقودهم وزراء فى الحكومة الإسرائيلية وأعضاء متطرفين فى الكنيست.
وذكر تقرير أعده مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلى والفلسطينى أن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، بلغ ذروته فى شهر سبتمبر حيث وصل 5200 مستوطناً، بينهم عناصر فى جيش الاحتلال بلباسهم العسكرى، وما يسمون بطلاب الهيكل المزعوم.
ولم يكتفِ الاحتلال بالسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى فحسب، إنما سمحوا لهم باستباحة ساحات الأقصى عبر تنظيم ما تسمى بجماعات الهيكل مهرجاناً تهويدياً صاخباً جنوب المسجد الأقصى، وأدوا فيه طقوسٍ تلمودية، وأدخلوا الخمر إليه بالإضافة إلى سياسة الملاحقة للمقدسيين وإبعادهم عن الأقصى واعتقال آخرين دون تهمة سوى محاولة عرقلة اقتحامات المستوطنين.
المسجد الأقصى
وأشار مدير مركز القدس، عماد أبو عوّاد، إلى أنّ هذا العدد الكبير من المقتحمين، سيُمهد لوصول عددهم مع نهاية العام إلى حوالى 50 ألف، الأمر الذى يعنى زيادة بنسبة 200% بالمقارنة مع العام 2017، وزيادة 900% بالمقارنة مع العام 2009، بمعنى أن خطة التقسيم الزمانى للمسجد تسير فى خطوات ثابتة نحو هدفها عقب إعلان ترامب المشئوم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة