"تحية" اسم على مسمى فهى فتاة مكافحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، بعد أن قهرت الظروف، وأعلنت التحدى بكل ما تملك من قوة رغم أنها من ذوى الاحتياجات الخاصة ، وتعيش فى نجع تابع لقرية حاجر مشطا بمركز طهطا بمحافظة سوهاج ،ومن الصعوبة تعليم الفتيات فى هذا النجع إلا أنها بكل ارادة وعزيمة استطاعت أن تخرج من الظلام إلى النور ومحت أميتها وحصلت على مؤهل متوسط بعدها عملت مؤخرًا معلمة فى محو الأمية، كما تمتلك موهبة كبيرة فى تأليف وإلقاء الشعر.
تحية هدية على، 30 سنة، فتاة معاقة بشلل الأطفال لم تحصل على حظ وافر من التعليم فى طفولتها بسبب ظروف والدها المادية ، واستسلمت وقتها للأمر الواقع بعدم ذهابها للمدرسة، فيما تعلم أشقائها الذكور وحصلا على دبلوم ، هى أصغر أشقائها وكانت لديها رغبة ملحة فى التعليم وعندما وصلت سن 12 سنة عرضت على والدتها الخروج من الظلام إلى النور والتعليم ، ولم ترفض وقتها والتحقت " تحية " بفصول محو الأمية رغم إعاقتها ثم حصلت على مؤهل متوسط وكانت السعادة تغمرها وعملت معلمة فى محو الأمية لتمحو أمية فتيات قريتها، بالإضافة إلى مواصلة كفاحها فى الحياة فتعمل أيضا فى "الغيط" وكذلك تقوم بالخياطة لتحسين دخلها كما تمتلك موهبة الشعر وتقوم بتأليفه.
انتقل "اليوم السابع" إلى نجع طايع بقرية حاجر مشطا بمركز طهطا بسوهاج ، والتقى الفتاة تحية لتروى بنفسها قصة كفاحها ومحو أميتها ونجاحها فى الحياة فقالت فى البداية أنها خرجت من الظلام إلى النور بعد سنوات تحسرت فيها على نفسها بعد جلوسها فى المنزل، وكانت تحب العلم وحرمت منه إلى أن تبدلت حياتها تماما فى سن 12 عاما عندما عرضت على أسرتها خروجها للتعليم رغم ما تعنيه من ظروف الاعاقة وبعد المسافة ، وعندما وافقت أسرتها شعرت بسعادة كبيرة ، وبدأت على الفور فى الالتحاق بفصول محو الامية إلى أن حصلت عليها عام 2007 ثم حصلت على الشهادة الاعدادية من مدرسة أحمد عبد الرؤوف الاعدادية بنزلة عمارة عام 2010 وحصلت مؤخرا دبلوم التجارة عام 2014 وكانت قادرة فى الالتحاق بالجامعة واستكمال تعليمها ولكن ظروفها منعتها مؤقتا ، فعملت معلمة محو أمية، وكان ذلك بتشجيع من مدير إدارة محو الأمية بمركز طهطا ناصر محمد على، والذى تدين له بالفضل بعد الله لتشجيعها ومساعدتها وكذلك محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج.
وقالت تحية ، أنها فكرت فى محو أمية فتيات قريتها من خلال تعليمهن ، بل وتقوم بالعمل فى "الغيط" رغم اعاقتها، وكذك الخياطة لتحسين دخلها المادى ومساعدة أسرتها فهى فخورة بنفسها بعد أن تحدت الظروف المحيطة بها كما لديها موهبة تأليف الشعر وإلقائه، وتقرأ الكتب للعديد من الأدباء الكبار ،
ووجهت تحية ، نصيحة لأى فتاة لم تتعلم بأن تسارع إلى محو الامية ، على الفور دون تردد لأن العلم أساس كل شيء، فقد عانت هى كثيرًا، ولكنها وصلت لهدفها رغم اعاقتها وتتمنى استكمال تعليمها للحصول على مؤهل عال ترضى به احلامها وطموحاتها، بالإضافة إلى مطالبتها بالتعيين فى هيئة محو الأمية فهى تعمل حاليًا مؤقتة وبالعقد وهذا حلم حياتها.
