بقلق لا ينقطع، وتحذيرات من مزيد من العنف، رصدت صحافة باريس ومواقعها الإلكترونية أحداث السبت الدامى فى العاصمة وغيرها من المدن الفرنسية، والتى شهدت سقوط عدد من المصابين واعتقال ما يزيد على 700 شخص فى مواجهات بين الأمن والمحتجين خاصة فى محيط الشانزليزية، وخلال المسيرات التى حاولت الوصول إلى قصر الإليزية.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة "لوفيجارو" على موقعها الإلكترونى، إن قوات الأمن عززت انتشارها بشكل استباقى تحسباً لتطور الاحتجاجات على مدار اليوم، مؤكدة أن "الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بات يدرك أن ولايته على المحك".
لو فيجارو
وتابعت الصحيفة الفرنسية فى تقريرها أن قوات الامن تواصل التصدى للمخربين ومثيرى الشغب على هامش التظاهرات، مشيرة الى ان ثمانية آلاف شرطى يؤمنون هذه المظاهرات فى باريس وحدها مدعومين بمدرعات لقوّات الدرك لإزالة أى سواتر ينصبها المحتجّون فى العاصمة، بحسب تصريحات لوزير الداخلية كرستوف كاستنير.
يأتي ذلك فيما ارتفع عدد المعتقلين من المتظاهرين إلى 615 شخصا من (السترات الصفراء).
وكانت إحصائيات سابقة تحدثت عن توقيف 500 شخص مع اندلاع المواجهات، جرى وضع نحو 200 منهم قيد الحبس الاحتياطي.
وتحت عنوان "هل تحترق باريس مجدداً"، قالت صحيفة ليبراسيون إن حركة "السترات الصفراء" تتجه دوما إلى التطرف وتعمل على حشد طلاب المعاهد الثانوية ويسعون إلى تكثيف الضغط، على الحكومة ورجال الشرطة ودوما مستعدون لتقديم الأسوأ.
ليبراسيون
وقالت الصحيفة ان السلطات لا تخفى مخاوفها من العنف الشديد، الذى يرافق الفصل الرابع من تحرك السترات الصفرات. وتابعت : "كل الأطياف تخشى أن تتحول باريس إلى ساحة معارك كما جرى فى احتجاجات يوم السبت الماضى. وعدد من المحلات التجارية فى باريس أبقت على ابوابها مغلقة، وباتت فرنسا بلا عروض المسرح وبلا مباريات كرة القدم بسبب هذا اليوم العصيب".
وفى نفس السياق وصفت "لوباريزيان" انتشار الشرطة الفرنسية بانه غير مسبوق واصفة تلك الأحداث بـ"معركة باريس"، مشيرة إلى أن العاصمة باتت مشلولة بسبب التظاهرات والقرارات التى يتم اتخاذها مثل إغلاق برج إيفل ومتحفى اللوفر وأورسى ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا.
لو باريزيان
تطورت أحداث تظاهرات "السترات الصفراء" فى فرنسا الساعات الأخيرة، وتحولت إلى صدامات مع قوى الامن، وحاول مثيرى الشغب الخروج من شارع الشانزليزيه للشوارع الفرعية التى أغلقتها السلطات، للزحف نحو القصر الرئاسى "الإليزيه"، رافعة سقط المطالب لتشمل حل البرلمان ورحيل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن السلطة، وخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبى، بخلاف رفع الحد الأدنى للأجور.
احتجاجات فرنسا
وقالت فرانس 24 الإخبارية، أن صدامات عنيفة تدور بين متظاهرين وقوات الأمن، وحدوث أعمال شغب حيث قامت عناصر باقتلاع اخشاب وقطع الأشجار في منطقة الشانزلزيه وإشعال فيها النار، وسط حالة من الكر والفر بمحيط الشانزليزية، وعدد من المناطق الحيوية فى العاصمة باريس.
وبحسب القناة الفرنسية الإخبارية، قامت عناصر بتكسير محال تجارية وحاولت سلب ونهب المحال الفرعية للشانزلزيه، وحرق المتظاهرين حاويات القمامة لإقامة حواجز لمواجهة قوات الأمن، فيما تقول تقارير أن عناصر من الشرطة الفرنسية تعتقل المئات من المحتجين بلباس مدني، ووقوع حالات إغماء بين المحتجين نتيجة استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
جانب من الاحتجاجات
من جانبه خرج وزير الداخلية وأعلن ارتفاع حصيلة المعتقلين حتى الان لـ 700 شخص فى باريس وغيرها من المدن الفرنسية، وأكثر من 200 قيد الحبس الاحتياطى ويبدو أن الرقم مرشح للإرتفاع، وأكد على أن وعدد المتظاهرين 31 ألف فى كل فرنسا 8 آلاف منهم في باريس وساحة الباستيل، احتجاجا على الأوضاع المعيشية، وفرضت السلطات الفرنسية طوقا امنيا.