تطورت أحداث تظاهرات "السترات الصفراء" فى فرنسا الساعات الأخيرة، وتحولت إلى صدامات مع قوى الأمن، وحاول مثيرو الشغب الخروج من شارع الشانزليزيه للشوارع الفرعية التى أغلقتها السلطات، للزحف نحو القصر الرئاسى "الإليزيه"، رافعة سقط المطالب لتشمل حل البرلمان ورحيل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن السلطة، وخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبى، بخلاف رفع الحد الأدنى للأجور.
وقالت فرانس 24 الإخبارية، أن صدامات عنيفة تدور بين متظاهرين وقوات الأمن، وحدوث أعمال شغب حيث قامت عناصر باقتلاع اخشاب وقطع الأشجار في منطقة الشانزلزيه وإشعال فيها النار، وسط حالة من الكر والفر بمحيط الشانزليزية، وعدد من المناطق الحيوية فى العاصمة باريس.
جادة الشانزيليزيه تستنشق الغاز المسيل للدموع والمواجهات مستمرة بين #السترات_الصفراء وقوات الأمن#فرنسا #باريس @France24_ar pic.twitter.com/FjJBVv06wW
— Wassim DALY (@wdaly24) December 8, 2018
وبحسب القناة الفرنسية الإخبارية، قامت عناصر بتكسير محال تجارية وحاولت سلب ونهب المحال الفرعية للشانزلزيه، وحرق المتظاهرين حاويات القمامة لإقامة حواجز لمواجهة قوات الأمن، فيما تقول تقارير أن عناصر من الشرطة الفرنسية تعتقل المئات من المحتجين بلباس مدني، ووقوع حالات إغماء بين المحتجين نتيجة استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
من جانبه خرج وزير الداخلية وأعلن ارتفاع حصيلة المعتقلين حتى الآن لـ 1000شخص فى باريس وغيرها من المدن الفرنسية، وأكثر من 200 قيد الحبس الاحتياطى ويبدو أن الرقم مرشح للارتفاع، وأكد على أن وعدد المتظاهرين 31 ألف فى كل فرنسا 8 آلاف منهم في باريس وساحة الباستيل، احتجاجا على الأوضاع المعيشية، وفرضت السلطات الفرنسية طوقا أمنيا.
ومع تصاعد حدة المواجهات بين متظاهرى "السترات الصفراء" وقوات الأمن التى أطلقت الغاز المسيل للدموع، قالت مصادر فرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون قد يضطر إلى إقالة رئيس الحكومة لمواجهة غضب الشارع، مع تصاعد للدموع بحسب سكاى نيوز الإخبارية.
وفى محاولة للسيطرة على المشهد، خرج صباح اليوم رئيس الوزراء الفرنسى فى خطاب مقتضب، دعا خلاله إلى التهدئة والالتزام بالسلمية، وعبر عن شكره لمن رفع مطالبه دون أن يختلط بمن يريد الخراب والدمار للبلاد، وأضاف أنه سيواصل الاطلاع على ما ستؤول إليه الأمور اليوم، ولوح باستئناف الحوار الذى فتح بالأمس مع وفد من السترات الصفراء.
اطلاق الغاز المسيل للدموع
وقبل عدة أيام، أعلنت السلطات الفرنسية أنها تستعد لتظاهرات، السبت، بتدابير أمنية استثنائية، تشمل نشر نحو 89 ألف عنصر أمني، فضلا عن عربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005.
وتوقعت السلطات أن تقع أحداث شغب خلال التظاهرات بعدما دعت حركة "السترات الصفراء" إلى تظاهرات جديدة، للأسبوع الرابع على التوالي، حيث اندلعت احتجاجات هذه الحركة في نوفمبر الماضي، إثر قرار رفع أسعار الوقود الذي تراجعت عنه حكومة الرئيس ماكرون.
ومنذ مساء الجمعة، أغلق برج إيفل ومتحف اللوفر، والمحال التجارية وأصحاب الشركات مقارهم الواقعة فى محيط الاحتجاجات، وأغلقت السلطات كل الشوارع بالقرب من ساحة كونكورد كى لا يصل المحتجون إلى قوس النصر ويتكرر ما حدث الأسبوع الماضى، بينما يرفض المتظاهرون التراجع متمسكين بالتحرك نحو الإليزية.
اشعال النيران
وانتشرت للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، مدرعات تابعة للشرطة الفرنسية فى محيط الإليزية، فى محاولة لردع المحتجين.
وكانت احتجاجات السترات الصفراء التى انطلقت قبل قرابة شهر، تطالب فقط بإلغاء الضرائب المفروضة على المحروقات، وهو المطلب الذى استجابت له الحكومة الفرنسية منتصف الأسبوع الماضى، بتعليقها تلك الضرائب لمدة 6 أشهر.
اشعال صناديق القمامة
وتتهم وسائل إعلام فرنسية وغربية، اليمين المتطرف باستغلال الاحتجاجات وتحويلها إلى أعمال عنف وشغب، ويرى مراقبون أن رفع سقف المطالب لتشمل الإطاحة بالنظام الحاكم، وحل البرلمان وخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، وهى المطالب التى تتشابه مع تلك التى رفعتها فى وقت سابق المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، والتى خاضت جولة الإعادة أمام الرئيس ماكرون فى الانتخابات الرئاسية عام 2017.
وتعد احتجاجات السترات الصفراء أكبر أزمة تواجه الرئيس الفرنسي منذ انتخابه قبل 18 شهرا، إذ يتعرض للضغوط فيما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد 3 أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا منذ الثورة الطلابية عام 1968.
حرق الأشجار
حالة استنفار
مواجهات عنيفة