"الدم بقى مايه" تنتطبق هذه المقولة المعكوسة التى فى الأصل من المفترض أن تكون "عمر الدم ما يبقى مايه" على الوضع الحالى بعد مجموعة من الجرائم التى نسمع عنها مؤخرا، وحالات القتل التى تحدث بين الأقارب لأسباب تافهة، فطلب مال أو أخذ جرعة إضافية من المخدرات أصبحت دوافع قوية بالنسبة للبعض ليذهقوا نفس أقاربهم، فى حين أن النزاع على أحد قطع الملابس التى قد تكون "شبشب" من الممكن أيضاً أن يتحول سبب ومبرر قوى لقتل الأخ.
وفى هذا التقرير نستعرض بعض حالات القتل الغريبة بين الأقارب وغير المبررة لأسباب ودوافع تافهة وسطحية، وتعليق الطب النفسى على الظاهرة.
الشبشب سبب الجريمة:
الواقعة الأغرب التى خرجت علينا خلال الساعات الماضية هى إحالة نيابة حوادث شمال الجيزة، طالبا فى السابعة عشرة من عمره إلى محكمة جنايات الطفل، لاتهامه بقتل شقيقه "النقاش" بسلاح أبيض "سكين" بسبب وصول مياه لـ"شبشبه" أثناء تنظيف المتهم ووالدته الشقة بمدينة 6 أكتوبر.
المخدرات
الكيف بيذل:
فى حالة إسلام يمكنك القول "أن الظفر طلع من اللحم" فبدم بارد طعن أخوه الذى سقط جثة هامدة بسبب الشجار على فلوس الكيف لشراء مخدر الاستروكس.
وفى أسوان قام "محمد.ع" 25 سنة بقتل والدته المسنة "فوزية.ع" 60 عاما، وشقيقتها "نعمة.ع" 65 سنة بثلاث رصاصات أودت بحياتهما، وذلك بعد أن نشبت مشاجرة بين الأم ونجلها للحصول على مال لتعاطى المخدرات.
قتل الأقارب
المخدرات والعنف المجتمعى
ومن جانبها تعلق الدكتورة فاطمة على استشارى الطب النفسى وتعديل السلوك على قتل الأقارب لبعضهم، خاصة لأسباب تافهة وغريبة عن المجتمع، قائلة: إن القتل يرجع لأسباب خاصة بالشخصية أو البيئة المحيطة، وغالبا ما يكون القاتل شخص عدوانى يرغب فى التعدى على الآخرين، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا فى ذلك عن طريق تربية الأم لطفلها على مبدأ "اللى يضربك اضربه وخد حقك" مما يأصل العنف فى سلوكه.
وتضيف استشارى الطب النفسى أن انتشار البلطجة فى المجتمع وتغذيته بالعنف جعل قتل الأقارب والأهل لبعضهم أمرا سهلا، كما يعد تدنى المستوى الاقتصادى والتعليمى عاملا مساعدا فى زيادة هذا العنف، وتعد المخدرات وحبوب الهلوسة السبب الرئيسى لفقد الوعى والسيطرة على الذات والقيام بكثير من جرائم القتل.