"عزيزى الصحفى.. زميلك القادم روبوت".. الذكاء الاصطناعى يهدد وظائف الصحفيين.. أكثر دقة وأسرع ولا يمرض أو يشتكى.. والبقاء فقط لأصحاب المهارات العالية بمرتبات ضخمة.. والأقل موهبة يعملون لدى الروبوتات

السبت، 10 فبراير 2018 06:00 م
"عزيزى الصحفى.. زميلك القادم روبوت".. الذكاء الاصطناعى يهدد وظائف الصحفيين.. أكثر دقة وأسرع ولا يمرض أو يشتكى.. والبقاء فقط لأصحاب المهارات العالية بمرتبات ضخمة.. والأقل موهبة يعملون لدى الروبوتات الروبوت يهدد مهنة الصحافة
كتب: محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 5 أعوام فقط، وبينما يكتب صحفييو الاقتصاد والتكنولوجيا بجريدة الواشنطن بوست، تقاريرهم عن الذكاء الاصطناعى والروبوت وتهديده وظائف البشر، لم يكن يتخيل أحد منهم أنهم فى قلب دائرة الخطر، وأنهم أنفسهم مهددون.

 

إذا كنت أخبرت محرر الواشنطن بوست آنذاك، أن الجريدة ستستعين خلال بضع سنوات بزميل روبوت يكتب الأخبار بسرعة ودقة، سيتهمك بالجنون.. العام الماضى روبوت الواشنطون بوست حرر  850 مقالا.

 

ليست الواشنطن بوست الصحيفة الوحيدة التي قررت استخدام التقنيات الذكية الحديثة، وكالة أسوشيتد برس الأميركية استخدمت أيضا الذكاء الاصطناعى لتغطية خسائرها، فى حين استخدمت صحيفة USA Today خاصية الفيديو المتطورة لإنشاء مقاطع مصورة قصيرة دون تدخل بشرى.

من كان يصدق أن الصحافة -وهى مهنة إبداعية- ستمتهنها الروبوتات، ومن كان يصدق أن زميلك الصحفى سيكون روبوت، أسرع منك وأكثر دقة ويمكن أن يعمل 24 ساعة لن يشتكى من الإرهاق أو التعب.

 

وسائل الإعلام، ساقت أسباب اعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعى فى مكاتب التحرير الخاصة بها، بأنها تستهدف تفرغ الصحفيين لأداء مهمات صحفية ذات القيمة العالية، بالإضافة لتوفير الوقت، حتى إن أسوشيتد برس كشفت العام الماضى أن معدل الأخطاء تراجع حتى مع زيادة حجم الإنتاج أكثر من عشرة أضعاف.

من لن يطور نفسه سيموت

بوضوح المؤسسات الصحفية، توجه رسالة لمحرريها: من لن يطور نفسه سيموت، والروبوت أكثر إنتاجا وأكثر دقة منكم.. لا نريد منكم الأخبار، فها هو زميلكم الروبوت سيتكفل بهذه المهمة.. الروبوت بالتأكيد لن يمرض ولن يضيع الوقت فى الأكل والشرب والكلام مع أصدقائه، ولن يطلب إجازة سنوية أو أسبوعية أو طارئة، أو حتى إجازة "وضع".

 

مشروع جوجل لإنتاج 30 ألف قصة شهريا باستخدام الذكاء الاصطناعى

التهديد فى مهنتنا الصغيرة ليست من استخدام الروبوتات داخل الصحف فقط..هذا العام 2018، سيخرج إلى النور مشروع جوجل الضخم بإطلاق وكالة صحفية ضخمة، لإنتاج 30 ألف قصة شهريا، من خلال تطوير معالج صحفى إلكترونى يجمع البيانات والمعلومات ويحللها ، وتستثمر جوجل فى هذا المشروع  800 مليون يورو.

والمفاجأة أن هذا المشروع الضخم، أنه يضم 5 صحفيين لتعريف المبرمج على قاعده البيانات.. أى أن مشروعا استثماراته 800 مليار دولار سيعمل فيه 5 صحفيين.. نعم 5 صحفيين فقط سيعملون لدى الروبوتات.. يساعدونها ويمدون الروبوت بمصادر البيانات المفتوحة الرسمية.

 

فيس بوك.. الخبر فى لمح البصر

فيس بوك سيفعل ما هو أخطر من ذلك.. فى حال وقوع حادث فى ميدان التحرير ستجد أن المواطنين ينشرون الصور والفديوهات ويكتبون تفاصيل الحادث على مواقع التواصل الاجتماعى.. ما سيفعله فيس بوك بسيط لكنه خطير جدا على الصحافة.. الروبوت سيجمع كل ما تم نشره ويحلل المعلومات وينتج خلال بضع دقائق من الحادث خبرا صحفيا موثقا بالصور والفيديو وأكثر دقة.. كل هذا خلال دقائق.. كل هذا سيتم قبل أن ترسل الصحف محرريها لتغطية الحادث.. من سينتبه وقتها للصحف.

لكن ماذا سيتبقى لنا نحن الصحفيون؟

هل ستتوقف الصحف عن إرسال محرريها لتغطية المؤتمرات الصحفية واللقاءات ومتابعة تفاصيل الجريمة أو تتبع ما يحدث فى سوق المال وغيرها من المهام؟..

 

بالتأكيد لا..

لكنه فى الوقت نفسها لن تكون مهمة الصحفى فقط تغطية الخبر.. تهديد التكنولوجيا للصحافة يقربنا من الدور الحقيقى الأهم للصحفى وهو "ما وراء الخبر".. لن تقتصر مهمتك فقط على التغطية، سيكون عليك بذل جهد أكبر يليق بك وبالمهنة.

 

بوضوح أكبر:

المؤسسات نفسها لن تتحمل تكلفة أنصاف المواهب.. ستفرغ الصحفيين لمهمات ذات القيمة العالية.. من لن يطور نفسه طبقا لقواعد السوق لن يبقى.. الصحف إذا لم تطور نفسها لن تبقى، والصحف وهى تعيد هيكلة نفسها لن تتحمل عبء وتكلفة هؤلاء الذين يقفون فى الظل والذين ستكون الروبوتات قادرة على أداء مهامهم.

 

لكن ما يهدد الصحافة، يبدو أنه يحمل البشرى فى الوقت ذاته للصحفيين ممن يقعون فى المنطقة الفاصلة بين الصحافة والتكنولوجيا حتى لو كانوا من محدودى الموهبة، وهؤلاء فى الغالب سيعملون كأدوات مساعدة، هيكل المهنة سيكون الصحفيون ذوو القيمة العالية بمرتبات ضخمة، أما الروبوتات فستحل محل متوسطى الموهبة أو الموهبين ممن لم يطوروا أنفسهم، أما محدودى الموهبة فربما يكونون هم الأدوات المساعدة للروبوتات.. هذا لن يحدث بين عشية وضحاها ولكن الروبوت يدق ناقوس الخطر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة