" لا تأخذ شيئا معك.. ولا تترك شيئا خلفك".. بتلك الكلمات تستقبلك محميتى الغابة المتحجرة ووادى دجلة، بعد تطويرهما، تلك المساحات الشاسعة من الصحراء، التى تضم مجموعة من الصخور ذات الخصائص الجيولوجية المختلفة عن تلك التى تشاهدها فى حياتك اليومية، فبعض صخور وادى دجلة ترجع عهد الإيوسين الأوسط بين 41 و38 مليون سنة قبل الآن.
وتضم مصر 30 محمية طبيعية، تمثل 15% من مساحتها الكلية، والتى تضم مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات التى كان لها تأثير مباشر على نشأة حضارة ونحت ثقافة المصريين، ونتيجة لزيادة أعداد الزائرين لتلك المناطق ذات الطبيعة المختلفة، أطلقت وزارة البيئة استراتيجية لتطوير البنية الأساسية وخدمات الزوار للمحميات الطبيعية في مصر، منذ أبريل الماضى.
وزير البيئة يفتتح عمليات تطوير المرحلة الأولى
وافتتح الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، المرحلة الأولى من عمليات التطوير، وبحضور لفيف من أعضاء مجلس النواب، وممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج التعاون الإيطالي ووزارة الخارجية، من مشروعات تطوير محمية وادي دجلة بالمعادي ومحمية الغابة المتحجرة بالقاهرة الجديدة، استعدادا لاستقبال الزوار للمرة الأولي.
وشملت أعمال التطوير في المحمية تصميم وتنفيذ العلامات الإرشادية واللوحات المعلوماتية ومظلات استقبال الزوار، ومناطق الزيارات، وتطوير مدخل المحمية الغربي امام الجامعة الألمانية، وإنارة السور الغربي للمحمية عن طريق تركيب أعمدة إنارة داخل المحمية، وربطها بالمولد الكهربائية، مع مراعاة تسهيل استخدام ذوي الاحتياجات الخاصة للمحمية، للاستمتاع بقضاء رحلة داخل المحميات دون عناء أو جهد.
كما تم أيضا تطوير البنية الأساسية بالمحمية، بربط المدخل الغربي للمحمية بشبكة مياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير الحمامات والمكاتب الإدارية.
وعن محمية وادي دجلة وأعمال التطوير بها، فقد تم تطوير خدمات الزوار بالمحمية، ومن أهم تفاصيل عملية التطوير خلال المرحلة الأولى، تصميم وتنفيذ العلامات الإرشادية، واللوحات المعلوماتية والحدودية، ومنطقة ألعاب الأطفال، ومعرض الحرف اليدوية، ومناطق الزيارات الرئيسية، ومسار الدراجات بالمحمية، مع تطوير وتوسعة منطقة انتظار السيارات، ورفع كفاءة بوابة المحمية، وإنشاء حديقة نباتية بمدخل المحمية، وتنفيذ لوحات توجيهية في الشوارع المحيطة لإرشاد الزوار للمحمية.
وتضمنت أيضا أعمال التطوير رفع كفاءة البنية الأساسية للمحمية، ويشمل ذلك مشروع الصرف الصحي، وربط المحمية بالشبكة العامة لحي لمعادي، ورفع كفاءة المكاتب الإدارية ومكاتب التحصيل وغرف الأمن، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة.
أهداف البيئة فى تطوير مشروعات المحميات الطبيعية
وكان اهتمام وزارة البيئة بمشروعات تطوير المحميات الطبيعية يحمل عدة أهداف، على رأس تلك الأهداف دعم البنية الأساسية، وتطوير خدمات متميزة لزوار المحميات مما يساهم في تشجيع السياحة البيئية، والحفاظ على المحميات الطبيعية وزيادة أعداد الزوار، ودعم الاستدامة المالية للمحميات ودعم المجتمعات المحلية، ورفع الوعي البيئي بأهمية المحميات الطبيعية، واهمية التنوع البيولوجي في مصر.
جميع هذه الاعمال تم تنفيذها مع مراعاة الاشتراطات البيئية، بحيث يكون التنفيذ بشكل صديق للبيئة، وذلك من خلال مشروع الاستدامة المالية للمحميات الطبيعية الممول من وزارة البيئة المصرية ومرفق البيئة العالمي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
وأوضح الدكتور خالد فهمى، أن سبب اختيار وزارة البيئة لمحميتى الغابة المتحجرة، ووادى دجلة، يرجع إلى كونهم بعدا نموذجا لأكثر تغول عمرانى على المحميات، خاصة أنهم اصبحوا في منتصف التجمعات السكنية، مشيرا إلى أن ملف المحميات شائك، وكافة الوزراء كانوا يبتعدون عنه، قائلا: أنا مش هخاف، ودارس قانون كويس، وايدى ليست مرتعشة".
وأضاف فهمى، أن سبب تأخر دخول الكهرباء والمياة لتلك المناطق لوجود مشاكل، والتى عملت الوزارة على إزالتها خلال الفترة الماضية، والرواية السخيفة الخاصة ببيبع المحمية، اللى عنده عقد بيع يجيبه، ويعرفنا الفلوس راحت فين، الغابة منفعه عامة ولا يمكن بيعها".
قانونا الاستثمار والمناقصات لا يطبقان على المحميات
وأشار إلى إن قانونى الاستثمار والمناقصات لا يطبقان على المحميات الطبيعية، نظرا لأنها ملكية عامة، لافتا إلى أن الوزارة لا تنظر الى العائد المادى فى المقام الأول، موضحا أنه سيتم عمل مناطق داخل المحميات لاستثمارها، لكنها ستكون فى مناطق محددة، ولأنشطة بعينها، للمساهمة فى حماية تلك المناطق بعد تطويرها.
وأضاف فهمى، أن الوزارة مطالب بالاستثمار في المحميات، وسيتم تشكيل لجان مالية وعلمية، لدراسة إمكانية الإستفادة من تلك العروض، بجانب الحفاظ على المحميات وعمليات تطويرها، موضحا أن دجلة والغابة المتحجرة في مرحلتى التطوير تم تخصيص 75 مليون لهما، من بينهم 68 مليون للغابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة