«اليوم السابع» تعيش أجواء الحرب الباردة فى شبه الجزيرة الكورية «1-2».. كوريا الجنوبية تمد يدها للحوار وتزيد قوتها العسكرية.. وجارتها الشمالية تتقدم خطوة للأمام وتعقبها بتهديدات «نووية»

الأحد، 11 فبراير 2018 07:02 م
«اليوم السابع» تعيش أجواء الحرب الباردة فى شبه الجزيرة الكورية «1-2»..  كوريا الجنوبية تمد يدها للحوار وتزيد قوتها العسكرية.. وجارتها الشمالية تتقدم خطوة للأمام وتعقبها بتهديدات «نووية» رئيسا كوريا الشمالية والجنوبية وترامب
رسالة سيول: يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكوريون الجنوبيون منهمكون فى أعمالهم ويتجاهلون التهديدات.. ونائب وزير الدفاع: نحن شعب وعرق واحد والأمور ستعود إلى الصواب

يوسف-ايوب
لا يمر يوم إلا وهناك تهديدات بتصعيد عسكرى، واحتمالية لمواجهات تكون نتيجتها كارثية.. الولايات المتحدة تهدد بتوجيه ضربة قاضية لكوريا الشمالية، والأخيرة ترد بأنها قادرة على تدمير الجميع، جارتها الجنوبية ومعها اليابان، كما أنها تملك صواريخ قادرة على الوصول إلى المدن الامريكية.. تهديدات وتصعيد وسجال إعلامى ودبلوماسى لا تخلو منه وسيلة إعلامية فى العالم كله، لكن على الأرض الواقع يبدو مختلفا، فأى زائر لليابان وكوريا الجنوبية سيجد أن الحياة تسير على طبيعتها، ومخاوف المواطنين ربما لا ترقى لدرجة سخونة الأخبار والتقارير الإعلامية، والتلاسن الذى نسمعه يوميًا بين قادة الدول المعنية بالملف النووى الكورى الشمالى.
 
كوريا-رويترز
 
جولة شملت كوريا الجنوبية واليابان، وبدعوة من المركز الدولى للصحفيين فى واشنطن ICFJ، عشت خلالها أسبوعًا متنقلًا بين سيول وطوكيو، وبينهما زرت مع صحفيين مصريين، المنطقة العازلة بين الكوريتين، الجنوبية والشمالية، وأيضًا مدينة هيروشيما التى شهدت كارثة إلقاء القنبلة النووية الأمريكية على اليابان فى 6 أغسطس 1945، وخلال هذا الأسبوع التقيت مع مسؤولين فى البلدين معنيين بالملف الكورى الشمالى، واستمعت لتقييمات واقعية، وتقديرات للموقف، من مسؤولين «دبلوماسيين وعسكريين»، وأكاديميين، وإعلاميين ومواطنين، كل يتحدث وفقًا لما هو متوفر لديه من معلومات وقدرات على التقييم أيضًا، ومن مجمل ما سمعت يمكن القول بأن الملف النووى الكورى الشمالى سيظل يراوح مكانه ما بين التهديد والاستفزاز دون أى حركة للأمام، ربما لتضارب المصالح، وأيضًا لخوف بعض القوى الدولية والإقليمية من الوصول إلى حلول دبلوماسية ربما تكون نتيجتها ضارة بمصالح هذه القوى، خاصة إذا ما استطاعت الكوريتان التوصل إلى توافق أشبه بالصيغة الفيدرالية فى التعامل، وهو ما سيمثل تهديدًا لمصالح الكثيرين فى منطقة شرق آسيا المليئة بالكثير من التناقضات، والتى تحظى دومًا بترقب شديد من القوى الكبرى لكل حركة تجرى بها، ويريدون أن يظل الخوف والقلق والتوجس هو المسيطر على هذه المنطقة، لأن فرص توحدها أو عودة الهدوء إليها حتى وأن كانت فرصه بعيدة بعض الشىء، لكنها ستكون مقلقة لأصحاب المصالح الكبرى من خارج الإقليم.

فى كوريا الجنوبية الحياة تسير بشكل عادى

 

فى كوريا الجنوبية رأيت كيف تسير الحياة بشكل طبيعى حتى فى ظل تصاعد التهديدات العسكرية، والتجهيزات التى تجرى فى كل أرجاء البلد لاستقبال الأولمبياد الشتوية بمنتجع بيونج تشانج الكورى الجنوبى، التى انطلقت أمس، الجمعة، والتى شهدت مشاركة الكوريين الشماليين بعد مفاوضات مع الجنوبيين، يأمل المراقبون أن تكون بادرة أمل للمستقبل.
فى الشوارع والهيئات والمؤسسات والمصانع والشركات، الكل منهمك فى عمله، لا فرق بين العاصمة سيول، ولا غيرها من المدن، الكل يعمل ولا يفكر فى شىء آخر، وربما ليس لديهم أدنى تخوف من الصدام العسكرى الذى طالما تحدث الكثيرون عنه، لأن الكوريين يدركون صعوبة الدخول فى هذا الطريق لأن عواقبه ستكون وخيمة على الجميع، ليس كوريا الشمالية فقط وإنما الجنوبية وكل جيرانهما فى اليابان والصين أيضا، لذلك حينما تسأل أى مواطن فى كوريا الجنوبية عن توقعاته للمستقبل أو رأيه فيما يحدث يكون الرد شبه واحد وهو أنهم لا يتوقعون صدامًا، وفى نفس الوقت تركيزهم على أعمالهم الخاصة يبعدهم كثيرا عن الجدال السياسى.
 
2018-02-09T142506Z_2105230605_RC1F8A41D3B0_RTRMADP_3_OLYMPICS-2018-OPENING
 
أمر آخر مهم يتعلق برغبة أو أمنية الجنوبيين ليعودوا مرة أخرى مع الشماليين تحت غطاء واحد وينهوا هذا الخلاف، الذى امتد لسنوات طويلة، وربما يحدوهم الأمل فى تكرار تجربة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية فى دولة واحدة، ورغم أنهم يدركون صعوبة ذلك فى ظل مواقف قيادة كوريا الشمالية التصعيدية، لكنهم ما زالوا يحلمون، وربما تكون الأولمبياد الشتوية بداية لتصحيح المسار، بعد انطلاق المفاوضات السياسية مرة أخرى بين الجنوبيين والشماليين واتفاقهم على أن تحمل فرقهما علم «كوريا الموحدة»، واتفاقهم أيضًا على تشكيل فريق نسائى مشترك فى لعبة هوكى الجليد، وذلك خلال محادثات نادرة جرت بقرية الهدنة «بانمونجوم»، وهى المباحثات رفيعة المستوى بين الكوريتين الأولى من نوعها منذ أكثر من عامين.
 
حتى اقتصاديًا باتت التهديدات الآتية من كوريا الشمالية غير ذات قيمة، والمعيار لذلك هو بورصة كوريا الجنوبية، التى كانت قبل أربع أو خمس سنوات تتأثر سلبا وإيجابا بما يحدث فى الملف النووى الكورى الشمالى، خاصة أن بورصة سيول تعتمد بنسبة كبيرة على مستثمرين أجانب، باتوا اليوم أكثر إدراكًا أن ملف كوريا الشمالية أصبح سياسيًا، مستبعدين ولو بشكل مؤقت الصدام العسكرى، لذلك لم يعد هذا الملف ذا تأثير قوى على البورصة أو الاستثمارات الأجنبية فى كوريا الجنوبية.

كوريا الجنوبية وبدء المحادثات مع الشماليين

 

ربما ساعد على ذلك المواقف الأخيرة لرئيس كوريا الجنوبية، مون جاى أن، الداعمة لبدء مفاوضات سياسية مع جارته الشمالية، وهى السياسة، التى تسببت فى حدوث تباعد فى المواقف بينه وبين الإدارة الأمريكية الحالية، التى تتبنى لهجة شديدة تجاه الملف الكورى الشمالى، وكان من نتاج هذا التباعد فى الرؤى بين سيول وواشنطن إعلان الأخيرة مؤخرًا سحب ترشيحها لفيكتور تشا، المسؤول السابق فى البيت الأبيض، لشغل منصب السفير الأمريكى لدى كوريا الجنوبية، لأن البلدان، وفقًا لدبلوماسى كورى جنوبى، لا تتبنيان مواقف متطابقة تمامًا، فالرئيس مون يدعو إلى الحوار حتى من قبل وصوله إلى السلطة فى مايو الماضى، بينما يطالب البيت الأبيض بيونج يانج بإجراءات ملموسة لنزع سلاحها كشرط مسبق لأى حوار. ويفضل البعض استدعاء القرار الأمريكى بتأجيل المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية إلى ما بعد الألعاب الأولمبية الشتوية، باعتباره جاء متأثرًا بالخلاف بين البلدين، رغم إعلان وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس فى الخامس من يناير الماضى أن القرار اتُخذ لأسباب عملية وليس سياسية، وأن المناورات العسكرية ستجرى فى توقيت يلى الألعاب الأولمبية للمعوقين، التى تختتم فى 18 مارس.
 
لكن ما قاله الوزير الأمريكى يعتبره مراقبون للوضع أنه تجميل للواقع، الذى يسير عكس ما يريد دونالد ترامب، فهو لا يفضل الحوار مع الكوريين الشماليين، لكن الأخيرة انخرطت فى الحوار مع جارتها الجنوبية، حتى وإن كان ذلك ناجمًا جزئيا عن الخوف من أن تنفذ الولايات المتحدة التهديدات التى أطلقها ترامب بشن حرب، لكنها فى النهاية تعبر عن تغيير فى تفكير القيادة الشمالية، حتى وإن استمرت تهديدات زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون، وتعهده أنه سيحقق «النصر فى المواجهة» ضد الولايات المتحدة بترسانته النووية، التى تتطور بشكل متسارع.

دبلوماسى أمريكى: التحالف مع سيول مهم

 

دبلوماسى أمريكى مسؤول عن علاقة بلاده بسيول أكد لنا أن «التحالف العسكرى بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مهم جدًا، ومن مهامنا تنمية الخطط ومتابعة القيمة الحالية للقاعدة العسكرية للولايات المتحدة فى سيول، ونحن نركز على تعزيز العلاقات الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى فى المنطقة مثل أستراليا وسنغافورة، ونركز على تعزيز القوة الأمريكية فى كوريا الجنوبية»، مؤكدًا أن السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية منذ تولى ترامب تأخذ موقفا حازما وشاملا، ومنذ وصول ترامب أطلقت كوريا الشمالية العديد من التجارب النووية، وبعدها أصبح الأمر واضحا لواشنطن، وهو أن كوريا الجنوبية هى الحليف وليس أمامنا خيار آخر، لذلك فإن الإدارة الأمريكية تركز بشكل كبير على إيجاد حل دبلوماسى شامل للموضوع، ونتبع حاليًا سياسة تكثيف الضغط على بيونج يانج، وفى نفس الوقت تشجيعهم للدخول فى مفاوضات التخلى على النووى.
 
ترامب-و-مون-جاى-رويترز
 
 
وأشار الدبلوماسى الأمريكى إلى أن «تصريحات زعيم كوريا الشمالية يمكن النظر لها باعتبارها مهددة لنا، لكن من الصعب تحديد ماذا يقصد من هذه التصريحات، ونحن نعمل على تقييم تصريحاته وأفعال كوريا الشمالية، أخذًا فى الاعتبار أن هناك محادثات بين الكوريتين الآن، أنتجت مشاركة الشماليين فى الأولمبياد الشتوية، وهو ما يعطينا فكرة مهمة عن مستقبل العلاقات بين الكوريتين»، لكنه نفى إمكانية التوصل إلى تفاهم يجمع واشنطن وبيونج يانج، وقال: «الإدارة الأمريكية دائما لديها باب مفتوح للحوار مع كوريا الشمالية، وفى حال اختارت بيونج يانج المشاركة فى الحوار معنا عليها أن تقوم بذلك من خلال الأمم المتحدة، وهناك خيار آخر متاح للتواصل عن طريق دولة تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإذا فشلت كل هذه الخيارات يمكن لكوريا الشمالية أن تتواصل معنا من خلال الخطاب الرسمى العام أو الصحافة، حتى الآن لا توجد مؤشرات تدل أن كوريا الشمالية مهتمة بالحوار مع الولايات المتحدة، وهناك أعضاء من مؤسسات إعلامية كبرى ركزت على موضوع الحوار، وليس سرًا أن مسؤولين كوريين شماليين شاركوا فى محادثات أو حوارات أو مشاركات فى الحوارات مع أشخاص لا يعملون تحت راية الحكومة الأمريكية، وسبق لوزير الخارجية الأمريكى تيلرسون أن رحب بالمحادثات مع كوريا الشمالية، لكن لا توجد للآن مؤشرات من الشماليين».
 
ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة تحاول منذ فترة بناء رأى عام دولى مضاد لتصرفات وتحركات كوريا الشمالية، واستطاعت أن تستميل معها الصين، لكنها فشلت فى تحقيق ذلك مع روسيا، مما دفع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى القول: إذا «كانت الصين تساعد فإن روسيا لا تساعد» الولايات المتحدة فى ملف كوريا الشمالية، مؤكدًا أن واشنطن «ترغب فى أن تساعد روسيا (فى الأمر) هذا مهم جدا».

روسيا تفضل البقاء فى المنطقة الرمادية

فى المقابل تفضل روسيا أن تقف فى المنطقة الوسط، تقف مع العقوبات الدولية، لكنها ترفض أى تحرك عسكرى، وهو الموقف الذى يسانده الأمين العام للأمم المتحدة إنتونيو جوتيريش، الذى حذر من خطر الدخول «فى حرب بلا تفكير» على كوريا الشمالية، داعيًا إلى إفساح المجال للمساعى الدبلوماسية للاضطلاع بدورها.
 
موقف جوتيريش هذا جاء بعد زيارة نادرة قام بها مساعده المكلف بالشؤون السياسية، الأمريكى الجنسية، جيفرى فيلتمان لبيونج يانج، فى ديسمبر الماضى، واستمرت لخمسة أيام، التقى خلالها وزير خارجية كوريا الشمالية رى يونج - هو، ونائبه باك ميونج - كوك، وتعد هذه الزيارة هى الأولى لمسؤول أممى رفيع المستوى منذ عام 2011، وكان الهدف منها عقد «مباحثات بخصوص المباحثات» لفتح قناة دبلوماسية وإبعاد شبح الحرب، وبعد عودته لنيويورك التقى فيلتمان فى الثالث عشر من ديسمبر الماضى مع سفير كوريا الشمالية فى الأمم المتحدة، وقال للصحفيين: إنه فيما لم تتعهد بيونج يانج بإجراء مباحثات، لكنهم «اتفقوا على أنه من المهم منع الحرب»، فيما قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية: إن بيونج يانج قالت لفيلتمان «إن سياسة العداء التى تتبعها الولايات المتحدة حيال جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وابتزازها النووى هما مسؤولان عن الوضع الحالى المتوتر فى شبه الجزيرة الكورية»، مع الإشارة إلى أن كوريا الشمالية اتفقت مع الأمم المتحدة فى الوقت نفسه على «إجراء اتصالات منتظمة عبر زيارات على مختلف المستويات».
 
إذا عدنا إلى الصين، التى تحظى بعلاقات قوية مع نظام بيونج يانج، فرغم انضمامها لفكرة العقوبات، لكنها تدعم «تسوية من خلال الحوار»، لأنها ترى نفسها «تدفع ثمنا أكبر من الآخرين» لأن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية تؤثر سلبا على الصين، الشريك الاقتصادى الأساسى لبيونج يانج، واقترحت بكين فرض «وقف مزدوج»، أى تعليق التجارب النووية والصاروخية لبيونج يانج، وفى الوقت نفسه وقف المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية، لإحياء المفاوضات، وهو ما رفضته واشنطن بشدة.

سيول تواصل الحوار وتستعد عسكريًا لأى طارئ

ورغم الهدوء المسيطر حاليًا، لكن كوريا الجنوبية واصلت استعداداتها لأية تغييرات قد تؤثر على سير مجريات الحوار، فالدبلوماسيون والسياسيون يقومون بمهامهم، فى حين أن العسكريين منهمكون فى تطوير أنظمتهم الدفاعية، وأيضًا وضع الخطط الهجومية، فخلال زيارة لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية تابعت عرضا تليفزيونيا لسياسة الدفاع والتأكيد أن هناك تحديات تواجه كوريا الجنوبية بسبب المشاكل حول الحدود والأراضى، وأيضًا محاولات كوريا الشمالية المستمرة فى تطوير الصواريخ النووية بما يشكل تحديا كبيرا.

كوريا-الشمالية-من-على-الحدود-مع-كوريا-الجنوبية2
 
 
سو تشو سوك، نائب وزير دفاع كوريا الجنوبية لسياسات الدفاع، شرح الوضع الجارى حاليًا من وجهة نظر العسكريين بقوله: «منذ شهر توقع الكوريون حدوث حرب بين الكوريتين، لكن الآن الأمور تسير بشكل عادى، والأزمة مع كوريا الشمالية تأتى بين حين وآخر وتشهد تصعيدا وهدوءا»، معربا عن أمله فى عودة الأمور إلى طبيعتها، وقال إن الكوريين شعب واحد وعرق واحد ومهما اشتدت الأزمة بينهما ستعود الأمور إلى الصواب، مؤكدا أن توحيد الكوريتين هو أمل ورغبة لدى غالبية الكوريين ولكن الأمر معقد الآن ونركز على الأمن والسلام وأنظمة الدفاع التى تساعد منطقة شرق آسيا.
 
بالتأكيد دخول كوريا الجنوبية فى محادثات مع جارتها الشمالية له أهداف، لخصها لنا دبلوماسى كورى جنوبى بقوله: إنه «كان لها ثلاثة أهداف أولها أن ترسل كوريا الشمالية وفدا رياضيا للمشاركة فى الألعاب على أن توفر كوريا الجنوبية مساعدات والاعتناء بهم، والثانية أن يحدث تبادل للتعاون فى المجالات الأمنية، والنقطة الثالثة أن تستمر المحادثات والاجتماعات لتعزيز الحوار المشترك بين الجانبين، ومن خلال تلك المحادثات كانت هناك نقاط تم التأكيد عليها أهمها أن الكوريتين عليهم أن يحتفوا بهذا الحوار، الذى حدث بعد فترة كبيرة من الانقطاع، وخلال هذه الاجتماعات كنا نرغب فى التعرف على نية الشماليين من تلك المحادثات، التى تعد فرصة لتشجيعهم على المشاركة فى المحادثات وأى محادثات أخرى قد تجرى فى المستقبل»، متحدثًا أيضًا عن دور المجتمع الدولى فى تشجيع هذا الحوار من زاويتين، الأولى أن تواصل الدول ضغوطها على بيونج يانج، سواء بقطع العلاقات الدبلوماسية معها أو التهديد بذلك، وفى نفس الوقت تنفيذ العقوبات الدولية المفروضة على النظام الكورى الشمالى، أما الثانية فمرتبطة بدور الدول الحليفة لبيونج يانج، وتحديدًا روسيا والصين، التى يربطها بكوريا الشمالية تبادل تجارى هو الأكبر، لذلك للصين دور قوى للضغط على بيونج يانج للتخلى عن برنامجها النووى، ومواصلة الانخراط فى المحادثات.

30 ألف لاجئ شمالى يعيشون فى الجنوب

على الأرض يوجد فى كوريا الجنوبية قرابة الـ30 ألف لاجئ سياسى كورى شمالى، وفرت لهم الحكومة الجنوبية الحماية اللازمة، خوفا من أن تطولهم أيادى الشماليين الانتقامية، لذلك هم بعيدون تمامًا عن الظهور خاصة الإعلامى، وأغلبهم اندمجوا بسرعة مع أشقائهم الجنوبيين، لأن اللغة والثقافة والعادات واحدة، فهم كانوا من قبل شعبًا واحداً ودولة واحدة، قبل أن تدخل بينهما يد الانفصال الخارجية. وسبق أن أعلنت سيول عن تراجع عدد الكوريين الشماليين الفارين من بلادهم عام 2017 إلى أدنى مستوياته منذ 15 عاما، فى مؤشر على تشديد بكين وبيونج يانج تدابير المراقبة، وأوضحت الوزارة الكورية الجنوبية لإعادة التوحيد أن 1127 كوريا شماليا تمكنوا من الفرار إلى الجنوب العام الماضى بمعدل أقل من مائة فى الشهر، ما يشكل تراجعًا بنسبة 21% عن العام 2016، وأدنى مستوى منذ 2001.

وخلال تواجدى فى سيول التقيت مع الصحفيين المصريين، برئيس مركز دراسات كوريا الشمالية، تشوا هوان كانج، وهو كورى شمالى، هرب من بيونج يانج، واستقر فى سيول، وفتح هذا المركز، الممول من الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات دولية، وتحدث عن أوضاع حقوق الإنسان فى كوريا الشمالية، وقال إنه فى اللحظة التى هرب خلالها من كوريا الشمالية، كان من الصعب الحصول على جواز سفر إلا إذا كان شخص رسمى فى الدولة ولا يستطيع السفر، لذلك يهرب الفارون بطرق غير شرعية، وحينما يصلون إلى كوريا الجنوبية يخضعون لتحقيقات من الشرطة، ودائمًا يذهب إلى مركز الشرطة للمتابعة المستمرة، موضحًا أن هناك شخصا اسمه هيم يونج قريب للعائلة الحاكمة فى كوريا الشمالية وجاء لكوريا الجنوبية وبعد فترة تم اغتياله فى سيول على يد أشخاص تابعين لنظام بيونج يانج.
 
ويأمل تشوا هوان كانج مثل غيره من الكوريين سواء الشماليون أو الجنوبيون فى التوحيد، ويرى أن هذا الأمر سيتحقق يوما ما، لكنه قال أن ذلك «يعتمد على عوامل كثيرة لكن يجب أن يأخد مراحل تدريجية»، مشيرا إلى أن المحادثات بين الكوريتين مهم جدا وقال «نأمل تشجيع كوريا الشمالية على المحادثات باستمرار»، مؤكدا أن فكرة التوحيد هى الحل الأفضل للكوريتين، ولكن إذا تم التوحيد بشكل مفاجئ سوف يسير اختلاف كبير لدى كوريا الشمالية، والحل الأمثل أن يحدث تنمية فى كوريا الشمالية وتتحول من نظام شيوعى إلى بلد منفتح اقتصاديا ويكون لدى الكوريين الشماليين وعى كامل.
 
صفحة اليوم السابع









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة