تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
المباراة التى تعد من أشهر 10 مباريات فى تاريخ كأس العالم، هى التى قاد خلالها أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، منتخب بلاده للفوز بصعوبة على نظيره الإنجليزي 2-1 والتاهل إلى نصف نهائى البطولة وحسم اللقب فى نهاية المطاف للمرة الثانية والأخيرة فى تاريخ التانجو.
يد الله تقود الأرجنتين للنهائى
تعتبر عبارتا "يد الله"، و"هدف القرن" من فولكلور كرة القدم، وبالنسبة إلى معظم عشاق اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، فإنهما تعيدان إلى الأذهان موقعة مثيرة حدثت فى الدور ربع النهائى من كأس العالم عام 1986 وجمعت بين المنتخبين الأرجنتينى والإنجليزى على ملعب أزتيكا الشهير فى مكسيكو سيتى.
لم يجد المنتخب الأرجنتينى أى صعوبة فى بلوغ الدور ربع النهائى، ودخل المباراة بثقة عالية بقيادة أفضل لاعب فى العالم هو قائده مارادونا، مصمماً على الذهاب بعيداً واستعادة اللقب الذى رفعه منتخب البيسيليستى عام 1978 على أرضه.
هدف القرن من العبقرى مارادونا
قام المنتخب الأرجنتيني بهجمة منسقة بين مارادونا وخورخى فالدانو فى عمق الدفاع الإنجليزى، لكن الأخير لم يحسن التصرف بالكرة وسددها برعونة، لتتهيأ أمام ستيف هودج الذي شتتها فى الهواء عالياً داخل منطقة الجزاء، فركض مارادونا باتجاهها لحظة خروج الحارس شيلتون لملاقاته وحول الكرة بيده داخل الشباك (1-0، 51). احتج اللاعبون الإنجليز طويلاً على صحة الهدف، لكن الحكم التونسى على بن ناصر لم يكترث لهم واحتسب الهدف صحيحا لأنه كان مقتنعاً بأن مارادونا سدد الكرة برأسه.
وكانت "يد الله"، وهى تسمية أطلقها مارادونا بنفسه على تلك الحادثة، نقطة التحول فى المباراة. لكن شاءت الصدف أن يعوض مارادونا عن الخطأ الذى ارتكبه بتسجيله هدفاً وصف بأنه "هدف القرن". عندما انتزع الكرة فى منتصف ملعب فريقه، فتخلص من رقابة بيردزلى وبيتر ريد وتوغل داخل المنطقة الإنجليزية، في وقت كان الجمهور الذي يقدر ب115 ألف متفرج يحبس أنفاسه عندما اقترب مارادونا من مرمى المنتخب المنافس حيث تخطى بوتشر أولاً ثم فينيوك قبل أن يراوغ شيلتون ليسجل الهدف الثانى. لقد كان هدفاً نادراً سجله لاعب كرة قدم عبقرى.
حسم المنتخب الأرجنتينى النتيجة النهائية لصالحه ليضمن عبوره إلى نصف النهائى. وقد أثبتت احتفالات الجهاز الفني الجنونية أن الانتصار الذى تحقق يحمل فى طياته دلالات تتجاوز حدود المفهوم الرياضى، حيث صرح مارادونا نفسه بالقول: "كانت تلك المباراة بمثابة النهائى بالنسبة إلينا، وتعنى لنا أكثر من مجرد الفوز بمباراة، كان الهدف إسقاط المنتخب الإنجليزي، ولن أنسى هذه المباراة إطلاقاً".
ما تلا تلك المباراة كان أفضل بالتأكيد، فبفضل عقلية الفوز التى يملكها مارادونا والموهبة التى يتمتع بها، قاد النجم الأرجنتينى مواطنيه إلى الجائزة المرموقة المتمثلة باللقب العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة