انتهت ساعات طويلة من الاجتماع الوزارى للتحالف الدولى ضد تنظيم داعش"، الذى استضافته العاصمة الإيطالية، روما، الثلاثاء، بالفشل ودون التوصل إلى اتفاق على موضوع المناقشة الرئيسى للاجتماع الذى حضره نحو 12 وزير دفاع، حيث دارت مناقشات على مدار 3 ساعات متواصلة لبحث الاتفاق على طريقة للتعامل مع مئات الإرهابيين الأجانب المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن فى سوريا.
وفشلت جهود وزراء دفاع الدول الأعضاء فى التحالف الدولى لمحاربة "داعش"، خلال اجتماعهم فى روما، لتبادل الآراء حول مستقبل أنشطة التحالف الدولى فى مكافحة داعش، وكان هذا الإخفاق نتيجة عوامل عدة لعل أبرزها انحراف ممثلى بعض الدول عن الهدف الرئيسى للاجتماع، والجنوح فى كلماتهم إلى مصالح خاصة تتعلق بخطط وأطماع بلدانهم فى منطقة الشرق الأوسط، دون النظر إلى المصلحة العامة المرتبطة بتوحيد الجهود للقضاء على خطر "داعش"، المتربص بكافة شعوب العالم.
وزير الدفاع التركى يدعو المجتمع الدولى لدعم بلاده ضد الأكراد
وكان لتركيا كلمة الصدارة فى خلط الأوراق خلال اجتماع التحالف الدولى، لينحرف خلال كلمته بالهدف الرئيسى للاجتماع فى مناقشة توحيد الجهود للقضاء على داعش، وكذا بحث كيفية التصرف فى المقاتلين الأجانب فى صفوف التنظيم المتطرف على الأراضى السورية والعراقية، حيث طالب وزير الدفاع التركى نور الدين جانيكلى، مجددًا، المجتمع الدولى بدعم بلاده فى مكافحة "PYD" و"PKK" المعروفين بحزب الاتحاد الديمقراطى، وحزب العمال الكردستانى، وذلك حسب ما نقلته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، عن وكالات الأنباء التركية، اليوم الأربعاء.
وشدد الوزير نور الدين جانيكلى، على المشاركة الفاعلة لبلاده فى مكافحة الإرهاب، وتطلعاتها لدعم المجتمع الدولى لجهودها فى هذا الإطار، وجاءت مطالب الوزير خلال مشاركته فى اجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الدولى لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابى، الذى عقد فى العاصمة الإيطالية روما، الثلاثاء.
وزير الدفاع الأمريكى: مصير المقاتلين الأجانب فى سوريا لم يحسم
ومن جهته، عبر الوفد الأمريكى فى اجتماع مغلق بقيادة وزير الدفاع جيمس ماتيس، عن أمله فى إقناع الحلفاء بتحمل مسئولية أكبر بالنسبة للمقاتلين الأجانب، حيث أن أحد الخيارات التى جرى بحثها هو نقل المتشددين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية لمقاضاتهم، لكن الاقتراح لم يلق قبولًا يذكر من قبل الحلفاء الغربيين، وتجدد الاهتمام بقضية المقاتلين الأجانب عندما قال مسئولون أمريكيون، إن "قوات سوريا الديمقراطية"، احتجزت 4 متشددين معروفين باسم "البيتلز" بسبب لكناتهم الإنجليزية، والذين قد يشكلون تهديدًا أمنيًا خطيرًا إذا أفلتوا من العدالة.
وقال ماتيس، للصحفيين المسافرين معه من روما إلى بروكسل، "لم تُحل القضية بشكل نهائى ويجرى العمل بشأنها"، وأضاف أن الحلفاء مستمرون فى بحث القضية، وإنه يجرى الإعداد لعدد من الخطوات ومنها ترحيلهم إلى أوطانهم، وتابع أنه لا يوجد حل شامل لمشكلة المحتجزين، مشيرًا إلى ضرورة النظر لكل قضية بعناية، وتابع وزير الدفاع الأمريكى، "لا نريد عودتهم إلى الشوارع، لا نريد عودتهم إلى شوارع أنقرة ولا نريدهم فى شوارع تونس ولا باريس ولا بروكسل"، وعندما سئل، هل تدرس الولايات المتحدة نقل بعض المحتجزين إلى معتقل خليج جوانتانامو، رفض "ماتيس"، الرد.
مسئولون فرنسيون: المقاتلون الفرنسيون فى سوريا أعداؤنا ويجب محاكمتهم
فيما، قال مسئولون فرنسيون، مرارًا، إن المقاتلين الفرنسيين الذين تحتجزهم "قوات سوريا الديمقراطية"، ينبغى أن يخضعوا للمحاكمة أمام القوات المحلية، وإن باريس لا تنوى إعادتهم إلى بلدهم، وكان وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، قال - يوم 7 فبراير الجارى - "إنهم مقاتلون، هم فرنسيون لكنهم أعداؤنا، والنتيجة أنهم سيمثلون للمحاكمة أمام من حاربوهم".
دراسة ألمانية: داعش يضم 21500 مقاتل أوروبى وأمريكى
وفى هذا الصدد، ذكرت دراسة أعدها مركز الدراسات الألمانى "فيريل"، أن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية بلغ 21500 مقاتل، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص، وذلك حسب ما نشرته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، اليوم الأربعاء.
وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالى، أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالى 100 إلى السويد، ونحو 200 إلى ألمانيا، و250 إلى فرنسا، و350 إلى بريطانيا، فيما يبلغ عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش 25800 تركى، قتل منهم 5760، وبلغ عدد المفقودين منهم 380 شخصا، فى حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالى 2200 شخصا فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص، أما عدد مواطنى الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم الإرهابى، يصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.
الدواعش العائدين إلى بلادهم يشكلون خطرًا على القارة العجوز
ويشكل "الدواعش العائدون" قضية متفاعلة فى أوروبا منذ أكثر من عامين، أى بعد عودة أوائل من توجه إلى العراق وسوريا للانضمام للقتال إلى جانب وفى صفوف التنظيم الإرهابى، الذى سيطر قبل أكثر من 3 أعوام على مناطق واسعة من هذين البلدين، ويعتقد خبراء، أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصا إلى الدول الأوروبية، يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى وقت، بينما تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء "الدواعش العائدين"، عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.
وبينما تشير التقديرات إلى أن عدد "الأوروبيين الدواعش" أكثر من 5 آلاف شخص، بعضهم قتل فى المعارك بسوريا والعراق، وبعضهم ما زال يقاتل، فقد عاد قرابة 1750 منهم إلى بلادهم، وفقًا لتقرير لمنسق مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى جيل دى كيرشوف، وينص التقرير، الذى لم يتضمن أرقاما محددة بشأن العائدين، بوضوح على أن الدواعش العائدين ينتمون إلى فئتين محددتين، الفئة غير المؤذية، والفئة عالية التدريب التى تشكل تهديدا محتملا للأوروبيين.
وأشارت دراسة، أجرتها السلطات الألمانية، إلى أن 10% من الدواعش العائدين، قالوا إنهم تعرضوا للتضليل من قبل التنظيم، ووجدت الدراسة الألمانية أن 48% من العائدين يظلون ملتزمين بأيديولوجية التنظيم الإرهابى أو يبقون على اتصال مع أصدقائهم المتطرفين، كما أظهرت الدراسة الألمانية أن 8% فقط من العائدين إلى ألمانيا، عادوا قبل أن يلتحقوا بالقتال مع التنظيم فى سوريا والعراق، ونظرا لتداخل وتشابك الكثير من العناصر معا بخصوص العائدين أو التائبين، خصوصا فيما يتعلق بصدقيتهم، فقد طالب التقرير بوضعهم قيد المراقبة على مدار 24 ساعة يوميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة