قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، إن مصر بأشد الحاجة لثقافة جديدة تعود بها لسابق عهدها فى الزمن الجميل، مضيفًا: "عشت طفولتى فى قرية لم يكن فيها مسيحى على الإطلاق ولم يكن فيها تعصب ضد أى دين، موضحًا أن المسلمين ظلوا قرنين من الزمان أقلية فى مصر، لأن الإسلام حريص ألا يجبر أحد على الدخول فيه "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
وأضاف زقزوق، بكلمته خلال اللقاء المفتوح بينه وبين طلاب جامعة القاهرة بقاعة أحمد لطفى السيد اليوم الأربعاء، بحضور الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق: "لا أعتبر المسيحيين كفارًا مثلما قال بعض المشايخ من يبتغى غير الإسلام دينا لن يقبل منه"، لأن تفسير هذه الآية خاطئ، هناك المعنى العام للإسلام فى أن "يسلم الشخص وجهه إلى الله" وفى هذا التعبير وجدنا القرآن الكريم يتحدث عن إبراهيم وإسلامه وإسلام الأنبياء بهذا المعنى العام.
وتابع الدكتور حمدى زقزوق، أن كتاب "فى محبة الأقباط"، هو وجبة شهية تعبر عن مأساة حقيقية موجودة فى مصر خاصة فى السنوات الأخيرة التى أطلق عليها السنوات العجاف، موضحًا أنه لم يعرف أى تناقض بين المؤذن وجرس الكنيسة وأن الخلافات بين الأديان لا تعنى الأفراد، كل يدين بالدين الذى يرتضيه لنفسه وهناك آية معبرة فى القرآن الكريم تحض على المواطنة والألفة والتضمان: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، مؤكدًا أنها تعطى القواعد فى الأخوة والمواطنة والتعاون والعمل الصالح التى نعيش عليها.
واستكمل زقزوق: "سعدت بصداقة البابا شنودة لأكثر من 15 عامًا ولم أجد لديه إلا كل المحبة والتقدير وكان حينما أدعوه لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليلقى كلمة فى الجلسة الافتتاحية، كان يبدأ حديثه بـ"اسم الإله الواحد الذى نعبده جميعا" وهذه العبارة لا يستطيع أى إنسان أن يخترقها بأى تأويلات أخرى"، موضحًا أن أقباط المهجر كان له موضوع معهم حينما عين وزيرًا للأوقاف، حيث إنه شكل لجنة مشتركة مع البابا شنودة لبحث أوقاف الأقباط، قائلاً: "عندما تركت الوزارة استرد أقباط المهجر 95% من أوقافهم التى تشرف عليها وزارة الأوقاف ولا يقل عن 3 آلاف فدان وكان هذا أول تعامل مع البابا شنودة".
وتابع أن كتاب "فى محبة الأقباط" يغير الكثير من المفاهيم التى يجب أن تشيع بين المواطنين المصريين، مضيفا: "أردد مع البابا شنودة قوله إن مصر ليست وطن نعيش فيه ولكنها وطن يعيش فينا، وستظل هذه العبارة ولابد من إعادة النظر فى حصة الدين فى المدارس، ولابد أن يكون هناك نظرة جديدة فى المواطنة، لأن الحديث عن حرمانية تهنئة المسحيين بأعيادهم خاطئ وسيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وقف احترامًا للميت فقالوا له هذه جنازة يهودى فرد أليست نفسًا؟".
وأضاف زقزوق أن كلمة حرام كلمة كبيرة لأنه لا تحريم إلا بنص قاطع وليس نص من هذه النصوص التى يعتمد عليها السلفيين هداهم الله، مشيرًا إلى أن الكتاب تضمن نصًا للمسيح الذى قال أحبوا أعداءكم وباركوا لأعنيكم بما يعكس التسامح إلى أقصى الحدود، موضحًا أن الوحى الذى نزل على جميع الأنبياء دعا للمحبة والأخوة والصداقة ولا يوجد نص يحض على الكراهية.
وأشار إلى أن الإرهاب فى الفترة الأخيرة لم يترك المسلمين ولا المسيحيين ولكنه أخذ الجميع معًا ورأينا ذلك فى الكنائس مثل كنيستى القديسين والبطرسية والمسجد فى سيناء "جامع الروضة" الذى قتل فيه 300 مسلم يؤدون الصلاة، قائلاً: "ثقافة المجتمع لابد أن تتغير لأن السلفيين لهم أسلوب فى استقطاب كثيرين يسيرون على نهجهم وهذا فى منتهى الخطورة على الوطن والمواطنة، والنبى أصدر أول وثيقة فى العالم للمواطنة على قاعدة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" بالمدينة المنورة، مؤكدًا أن الجميع متساوون فى الحقوق والواجبات تمامًا ولا فرق بين هذا وذاك، وإكراه الناس على الدين لا يجوز بأى حال من الأحوال، لأن الله لم يفوض أحد من خلقه للحكم على مدى قربه أو بعده من الله فهذا ليس شأنا من شئون البشر.
وأوضح أن من ينادى بهذه الأمور الغريبة يحتاج لدراسة الإسلام مرة أخرى لأنهم درسوه على منهج معين، قائلاً: "نسأل الله أن يهديهم إلى سبيل الرشاد لأن المواطنة أمن مصر، وعلى الذين يتساءلون عن أن مجدى يعقوب هيدخل الجنة أم لا، ترك مثل هذه التفاهات، متسائلاً أنت مالك هناك رابطة الإنسانية بين الناس لأن الله قال وكرمنا بنى آدم بدون غير تفصيل، ومجدى يعقوب يقدم خير للجميع والعالم كله اعترف به والرجل جاء يخدم وطنه بلا مقابل ولابد أن يتعامل الجميع بمنطق الإنسانية وهذا المعيار الذى نستطيع أن نقيس الناس عليه من خلال النظر لما يقدمه من خير للناس.
وأكد الكاتب الصحفى حمدى رزق، أنه لم يأت إلى جامعة القاهرة ليبيع المواطنة فى جامعة المواطنة والمحبة فى منبع المحبة، قائلا: "أجتهدت أخطأت وأصبت بكتاب فى محبة الأقباط وكل ما حاولته رصد 7 سنوات عجاف من تاريخ مصر على الوطن كله"، موضحًا أن البعض ينظر للعنوان فى محبة الأقباط وينسى أن كل مصرى قبطى، ومصر فيها قبطى مصرى وقبطى مسيحى، و"فى محبة الأقباط" هى فى محبة المصريين.
وقال رزق، بكلمته خلال اللقاء المفتوح بينه وبين طلاب جامعة القاهرة بقاعة أحمد لطفى السيد اليوم الأربعاء، بحضور الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، غالبية الذين اقتنوا الكتاب من المصريين المسلمين والمسيحيين، موضحًا أن أقباط المهجر ليسوا أناسًا سيئون مثلما يروج عنهم، قائلاً: "أقباط المهجر مش وحشين ومش بيناموا غير لما بيطمنوا على الوطن وهم مسلمين ومسيجيين ولا تنقطع أرجلهم من القاهرة، وقبل أن يناموا فى نيوجيرسى الأمريكية بيطمنوا على كفر الشيخ وسيرس الليان، لأن اللى جرب إحساس الغربة يهفو قلبه إلى حب الوطن وأخباره".
وأشار إلى أن تبرعات أقباط المهجر فى سيدنى فى أستراليا وصلت إلى زوجة أمين الشرطة الذى قتل فى انفجار كنيسة حلوان وكانت تبلغ 140 ألف جنيه، قائلاً: "القمص الذى وقف فى الصف الأول فى الصلاة مع المحافظ بيقول أنا هنا أنا موجود، واللى بيموت على الجبهة محدش عارف هو مسلم ولا مسيحى"، موضحًا أن كتاب "فى محبة الأقباط" يتحدث عن فلسفة المواطنة فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة