التقى وزير القوى العاملة، محمد سعفان 1500 من طلاب جامعة فاروس بالإسكندرية، وذلك على هامش توقعيه بروتوكولين للتعاون بين الوزارة والجامعة، لتدريب الطلبة أثناء فترة الدراسة على مهن فنية تعمل على تشجيعهم لتقبل ثقافة العمل الحر والاطلاع على الأفكار الحديثة لريادة الأعمال، فضلا عن تعزيز نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، وتنمية مهارات الطلاب فى مجالاتها المختلفة، والاستفادة من قدراتهم العقلية والإبداعية واستغلال طاقتهم وحثهم على الابتكار، وذلك من خلال إقامة المسابقات العلمية بين طلاب الجامعة.
وأجاب الوزير علي أسئلة الطلاب وهيئة التدريس، التي تتعلق بالعمالة المصرية في الداخل والخارج، والتدريب، والبطالة ودورة الوزارة في خفض نسبتها، والقوانين التي تم إنجازها في فترة وجيزة، والدور العظيم الذي تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة بدعم من الشعب في اجتثاث الإرهاب الأسود الذي يحاول شق الصف وإحداث الفتنة.
كما تناول خلال اللقاء، الوضع في مصر، والمشروعات العملاقة التي يفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بحضور الدكتور محمود محي الدين، رئيس الجامعة، ونائب رئيس مجلس الأمناء المهندس علاء محمد رجب، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
في البداية طمأن الوزير الطلاب، علي أن مصر تسير علي طريق التنمية، من خلال المشروعات العملاقة التي يفتتحها الرئيس السيسي، ومنها محور قناة السويس، والأنفاق التي تربط تجارة الشرق بالغرب، واكتشافات البترول، وآخرها حقل ظهر للغاز الذي سيوفر ملايين الدولارات كنا نستورد بها الغاز من الخارج، بالإضافة إلى الاكتفاء الذاتي منه ثم تصديره للخارج، مؤكدا أن هذه المشروعات سوف توفر مليون فرصة عمل، وكل ذلك سوف يحقق النهوض بمصر وتحقيق نمو سريع للأجيال القادمة.
وتطرق الوزير لأهمية التدريب للشباب والفتيات، مشيرا إلي أن الوزارة تعمل علي تطوير ملف التدريب علي مستوي الجمهورية يهدف إلي وجود شباب مؤهل على المهن المختلفة، وقادر على اقتحام سوق العمل داخليا وخارجيا، مما يسهم في الحد من نسبة البطالة، منوها إلى أن نسبتها كانت في مارس 2016 عندما تولى مسئولية الوزارة 12.77%، طبقا للربع الأخير من العام 2015، وذلك طبقا لتقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وبدأ انخفاض هذا المعدل ليصل إلي 12.6% في الربع الثالث من عام 2016 ، ثم إلي 12.4% من إجمالي قوة العمل البالغة 29 مليونا و70 ألف فرد ، خلال الربع الرابع "أكتوبر - ديسمبر " لعام 2016، حتي تراجعت إلى 11.9% من قوة العمل فى الربع الثالث من عام 2017.
وأكد أن الوزارة تسعى للوصول من خلال التدريب لنموذج تدريبى جيد للعمالة في مصر، لذا قامت بعقد بروتوكولات تعاون مع شركتين عالميتين لتدريب الراغبين في مجال الخدمات البترولية، واتضح من خلال حفلات تخرج دفعتين مدى الاستفادة الكبيرة للشباب، حيث أصبحوا بالفعل مؤهلين لاقتحام سوق العمل، وتغيرت ثقافتهم تماما تجاه العمل بالقطاع الخاص أو عمل مشروعات صغيرة ، مشيرا إلي أننا نعمل علي نقل هذا النموذج الناجح من التدريب إلى مراكز التدريب التابعة للوزارة لتأهيل الشباب، فضلا عن الإعداد حاليا لعمل بروتوكول في ذات الشأن مع معهد السالزيان الإيطالي لتدريب الشباب ونقل خبرات المعهد لمراكز التدريب التابعة لوزارة.
وأشار إلى أن الجميع شركاء في تحقيق التنمية وتحمل المسئولية، مؤكدا ثقته في الشباب في تقبل العمل في القطاع الخاص باعتباره يمثل 80% من حجم الناتج القومي، مشددا علي تعاون طرفي العملية الانتاجية معا لما فيه الصالح العام، ضاربا مثلا بذلك قائلا: "عندما كنا نعد مشروع قانون العمل الجديد الموجود حاليا في البرلمان، تم التوافق عليه من ممثلي العمال وأصحاب الأعمال، ولم يتم التصويت على أي مادة بالقانون البالغ نصوصه 276 مادة ، بل كان ممثلو أصحاب الأعمال هم من يضعون المواد لصالح العمال في نصوص المشروع، مما يدلل علي حالة التفاهم التام بين جميع الأطراف في وجود الحكومة ممثلة في وزارة القوي العاملة، بما يصب في الصالح العام.
وحول سؤال عن حوادث الاعتداء على العمالة في الخارج، شدد وزير القوى العاملة علي أن توجيهات الرئيس، "أن كرامة المصري في الخارج فوق كل اعتبار، وأن كرامة العامل المصري خط أحمر ولا يجوز المساس بها"، مشيرا إلي أن ما حدث ويحدث بين الحين والأخر مجرد تصرفات فردية، وتحدث مع مختلف الجنسيات، وليس مع المصريين فقط، منوها أن الدولة التي حدث فيها هذا الاعتداء علي المصري كانت هو أول الرافضين بشدة لذلك.
وقال "سعفان"، إن عدد العمالة المصرية فى الخارج وصل إلى 6 ملايين عامل، ووضعهم جيد، وأننا لن ولم نفرط في أي حق لهم، منوها إلي دور مكاتب التمثيل العمالى التابعة للوزارة بسفارات وقنصليات مصر بالخارج في تبصير العمالة المصرية بحقوقهم وواجباتهم حتى لا يقع أي عامل فى خطأ يكلفه الترحيل من مكان عمله، وقد وجهنا المستشارين العماليين فى الدول المتواجدين بها أن يكون هناك تواصل وقناة مفتوحة مع العمالة المصرية.
وأضاف أنه يوجه العمالة المصرية في الخارج - من آن لآخر- بضرورة تقنين أوضاع المخالفة منها، حتي لا يتعرضون للمساءلة والترحيل مع الغرامة التي تفرضها دولة العمل .
وشدد الوزير علي أن الاعتصامات والإضرابات العمالية أمر مرفوض لما يسببه ذلك من تعطيل العمل والإنتاج مما يعود في النهاية بخسائر علي صاحب العمل والعامل، والناتج القومي، مذكرا أنه واجه عدة أزمات خلال الشهور الثلاثة الأولى لتولي مهام منصبه بهذه الاعتصامات ، مشيرا إلي أن دور الوزارة الحفاظ على حقوق العمال دون اللجوء للاعتصامات والإضرابات التي تضر بالعملية الإنتاجية، فضلا عن خوف المستمرين علي ماله ، مؤكدا أن مصر تقدم كل التسهيلات للمستثمرين من خلال قانون الاستثمار الجديد الذي أصبح جاذب للاستثمارات.
وكان الوزير قد وجه الشكر والتقدير في بداية اللقاء لإدارة جامعة فاروس علي المستوي التعليمي بها من خلال 11 كلية تضيف لمصر نموذجا جيدا من التعليم يؤهلنا للريادة، داعيا الجامعات بالتواصل مع الوزارة دائما لدورها في تفعيل الربط بين المجتمع والمؤسسات التعليمية للاستفادة من الخبرات الاكاديمية وتطبيقها على أرض الواقع ، والعمل علي تطوير وتغيير ثقافة العمل الحر لدى شباب خريجى الجامعات وفى اطار سياسة ريادة الأعمال، والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى ترعاها الدولة حديثا والتى من شانها أن توفر فرص عمل دائمة تعمل على زيادة الإنتاج والدخل والحد من البطالة.