تيلرسون يزور أنقرة اليوم وسط توتر على خلفية النزاع فى سوريا

الخميس، 15 فبراير 2018 10:32 ص
تيلرسون يزور أنقرة اليوم وسط توتر على خلفية النزاع فى سوريا تيلرسون
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يزور وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون أنقرة، اليوم الخميس، لإجراء محادثات تتوقع واشنطن أن تكون "صعبة" فى وقت حذرت أنقرة من "انهيار كامل" للعلاقات الثنائية على خلفية العملية العسكرية التركية فى سوريا.

يصل تيلرسون إلى تركيا قادما من بيروت التى وصلها صباح الخميس فى زيارة تستغرق ساعات، وسيلتقى الرئيس رجب طيب أردوغان حول مائدة عشاء قبل أن يجرى محادثات الجمعة مع نظيره مولود تشاوش أغلو.

وتركيا هى المحطة الأخيرة من جولة قام بها تيلرسون فى الشرق الأوسط غير أنها ستكون الأشد توترا بين كل محطاته، وحذر تشاوش أوغلو هذا الأسبوع بأن العلاقات بين البلدين "وصلت إلى مرحلة حرجة. إما أن يتم إصلاحها أو أن تنهار بالكامل".

وأقرت مصادر فى واشنطن بأن "المحادثات ستكون صعبة على ما يبدو" مشيرة إلى أن "الخطاب التركى نارى جدا" سواء بشأن سوريا أو المواضيع الخلافية الأخرى العديدة التى تلقى بظلها على العلاقات بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسى.

وفى مؤشر إلى هذه المرحلة الصعبة من العلاقات، قررت أنقرة تغيير اسم جادة محاذية لمقر السفارة الأمريكية التى سيتوجه إليها تيلرسون، لتطلق عليها "غصن الزيتون"، وهو اسم العملية العسكرية التى باشرتها تركيا فى 20 يناير على عفرين فى شمال سوريا.

ويستهدف الهجوم التركى وحدات حماية الشعب الكردية التى تعتبرها أنقرة "إرهابية" غير أنها حليفة أساسية لواشنطن فى محاربة تنظيم داعش، وهذه العملية العسكرية هى السبب الأول خلف التوتر بين البلدين.

وبعد الدعوات إلى "ضبط النفس"، حذر تيلرسون الأربعاء بأن العملية "حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم داعش فى شرق سوريا بعدما انتقلت قوات من هناك باتجاه عفرين"، وقال عضو فى الوفد الأمريكى إن "الوضع معقد بما يكفى كما هو، دعونا لا نزيد التصعيد".

غير أن الأمور قد تتفاقم إن نفذت تركيا تهديدها بتوسيع عمليتها إلى مدينة منبح "على بعد حوالى 100 كلم شرق عفرين" التى قد تكون هدفها المقبل وتسيطر عليها أيضا وحدات حماية الشعب الكردية الى جانب قوات أمريكية.

وقال مسؤول تركى كبير لوكالة فرانس برس "أننا متوجهون إلى منبج، وإن كانوا هناك، فليتحملوا العواقب. لسنا بحاجة إلى توصياتهم، بل إلى تدابير ملموسة على الأرض".

وفى ظل هذه المواقف المتعارضة، قد تتحول المحادثات إلى حوار طرشان، ويؤكد الأمريكيون استعدادهم لبحث "التدابير التى يمكن إتخاذها" حيال "المخاوف الأمنية المشروعة" التركية.

غير أن أنقرة تطالب واشنطن بقطع علاقاتها تماما مع وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما رفضه تيلرسون الأربعاء مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستواصل تدريب قوات أمنية محلية" مع الحرص على "ألا تشكل تهديدا للدول المجاورة".

وقالت الدبلوماسية الأمريكية السابقة أماندا سلوت الباحثة فى معهد بروكينغز إنه إن كان الأتراك ينتظرون من الأمريكيين أن يعرضوا لهم إستراتيجية "واضحة" فقد "يخيب ظنهم"، موضحة لوكالة فرانس برس أن "العلاقات الثنائية تشهد بالتأكيد مرحلة فى غاية الصعوبة".

غير أن عضو الوفد الأمريكى قال إن "مجرد زيارة وزير الخارجية" بعد اتصالات أخرى على مستوى رفيع "يثبت أننا نعتبر أنها رغم كل شئ علاقة تسمح لنا بالتحادث بشكل صريح".

ويضاف النزاع فى سوريا إلى قائمة طويلة من الخلافات بين البلدين وخصوصا بعد تحركات الجيش التى وقعت فى 2016 فى تركيا، ولم تستجب واشنطن لطلب أنقرة تسليمها الداعية فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة والذى تتهمه بتدبير تحركات الجيش.

كما أدى توقيف موظفين تركيين على الأقل من البعثات الدبلوماسية الأمريكية فى تركيا مؤخرا إلى اندلاع أزمة مع تجميد كل من البلدين تاشيرات الدخول، ولم يستأنف منحها إلا فى ديسمبر.

وتندد الولايات المتحدة أيضا بتوقيف العديد من الأمريكيين بينهم العالم فى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" سركان غولجى الذى حكم عليه الأسبوع الماضى بالسجن سبع سنوات ونصف لإدانته بالانتماء إلى شبكات جولن، وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "قلقها الشديد" لحكم "لا يستند إلى دليل جدير بالمصداقية".

وقال ماكس هوفمان من مركز التقدم الأمريكى إن "معاداة الولايات المتحدة مزدهرة فى تركيا، إنها من المواضيع القليلة التى تجمع بين المتدينين المحافظين والقوميين العلمانيين"، مضيفا أن إردوغان "اختار تأجيج غضب الرأى العالم لتسجيل نقاط سياسية".

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة