مصطفى أمين وهيكل.. مدرستان حاضرتان
كان مصطفى أمين موجودا بيننا كأستاذ وصاحب مدرسة نستلهم منها، بالرغم من رحيله يوم 13 إبريل 1997. كان وجوده عبر كتاب «كنوز صحفية» للزميل علاء عبدالهادى، رئيس تحرير «كتاب اليوم»، وهو الكتاب الذى يضم محضر جلسات اجتماع الجمعة فى أخبار اليوم برئاسة الصحفى الكبير الذى كان يفتتح الاجتماع بحديثه عن أهم الأحداث المطروحة التى يجب الاهتمام بها صحفيا، ثم يترك المجال للصحفيين لطرح أفكارهم وأبرز الجوانب التى يجب التركيز عليها فى الموضوعات الصحفية التى سيتم إنجازها.
تم توزيع كتاب «كنوز صحفية» على الزملاء مع بدء العمل فى «اليوم السابع»، وجرت مناقشات حوله تستلهم المستقبل، وبناء عليه كان مصطفى أمين حاضرا بمدرسته المهنية ونحن ننظر إلى مستقبل المهنة.
- كان محمد حسنين هيكل حاضرا بيننا بأكثر من طريقة، فهو الأستاذ والمدرسة التى تعلمت فيها أجيال صحفية عديدة، وكان ينبه بأن الصحافة علم، وصناعة والصحفى صاحب رسالة، ومن موقع عالميته كصحفى كان يشدد على ضرورة معرفة تجارب الآخرين الصحفية فى العالم، وكان يلتفت إلى الأفكار المبتكرة فى عملية البناء الصحفى بما يشمله من كوادر ومؤسسات صحفية، وفى هذا السياق استجاب لطلب صحفيين من «اليوم السابع» لم يكن مضى على عملهم أكثر من شهور قليلة، واستقبلهم وناقشهم وناقشوه كصحفيين جدد فى مؤسسة جديدة، وحين طرحت المؤسسة وثيقتها حول فصل الملكية عن الإدارة وفصل الإدارة عن التحرير، استقبل هيكل فى مكتبه رئيس التحرير خالد صلاح، وأكد الأستاذ على أهمية الفكرة، موضحا تجارب الخارج فى هذا المجال، وناصحا بعدم التراجع عنها.
محمود عوض.. الأستاذ يحضر الاجتماعات
منذ بدء التفكير فى تأسيس «اليوم السابع»، كان محمود عوض حاضرا معنا، فهو مرجعيتنا فى أفكار تتعلق بالمهنة وجديدها، تواصلت اللقاءات معه ودارت معظمها داخل مقر «اليوم السابع»، والقليل منها خارجها، وحضر بعض الاجتماعات مع مجلس التحرير أثناء تجهيز الأعداد التجريبية.
كان منقطعا عن الكتابة فى الصحافة المصرية منذ سنوات طويلة بعد منعه فى جريدته «أخبار اليوم»، على أثر خلاف مع إدارتها منذ تولاها الكاتب الصحفى موسى صبرى، ثم إبراهيم سعدة، وبالرغم من تجربته الرائدة حين تولى لفترة جريدة الأحرار فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى ووصل بتوزيعها إلى أكثر من ربع مليون نسخة، وبعد أن تركها كتب لفترة قليلة فى مجلة الشباب ثم اختار البعد عن الكتابة فى الصحافة المصرية، وكانت استعادته إليها تحديا كبيرا لرفضه الدائم لكل العروض التى تلقاها، ونجحت «اليوم السابع» فى إقناعه بالعودة عبر مقال منتظم فى الصفحة الأخيرة من العدد الأسبوعى استمر حتى وفاته فى 30 أغسطس 2008.
مكرم محمد أحمد.. مساندا وحاميا
كان مكرم محمد نقيبا للصحفيين وقت أن بدأت «اليوم السابع» فى التقدم بأوراق تأسيسها للمجلس الأعلى للصحافة، وكان صفوت الشريف رئيسه بحكم رئاسته لمجلس الشورى، وساند مكرم بقوة الموافقة على تأسيس اليوم السابع، وامتد الأمر بعد ذلك إلى تحرير عقود صحفييها، وكانت هناك انتقادات واسعة لإصدارات سابقة فى تحريرها لعقود ضعيفة مع الصحفيين، ووصل الأمر فى ذلك حد أن بعضها كان يجبر الصحفى على توقيع وثيقة فصله فى نفس الوقت الذى يوقع على عقد عمله، هذا بخلاف ضعف الأجر المنصوص عليه فى العقد، وقررت النقابة اتخاذ إجراءات فورية لحماية الصحفيين فى ذلك الأمر، فأعلنت عن عقد عمل موحد للصحفيين، ينص على الأجر ودخول النقابة كطرف فى العلاقة بين الصحفى ومؤسسته فى حال وجود خلافات، وكانت «اليوم السابع» هى أول الصحف التى بادرت بتشجيع هذه الخطوة، بل ونادت بها، وذهبت إلى النقابة لتوقيع العقود مع الصحفيين فى حضور النقيب مكرم محمد أحمد وياسر رزق عضو المجلس.
الدكتور أحمد محمود.. ثورة الإخراج الفنى
كان الإخراج الصحفى فى مصر على موعد مع ثورة جمالية وشديدة الجاذبية بفضل الدكتور أحمد محمود أهم مدير فنى فى الصحافة الورقية الذى أطلت موهبته فى هذا المجال منذ النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، حين قدم جريدة الدستور فى إصدارها الأول، وتكررت تجاربه بعد ذلك، حتى أصبح اسمه مقرونا بجديد وجماليات الإخراج الصحفى، وأصبح له تلاميذ فى ذلك، ولما قدم «اليوم السابع»، جعل القارئ على موعد مع تجربة جديدة تضع الإخراج بجماله كما لو أنه كلمة مرسومة مع الصورة.
فى تجربة أحمد محمود مع «اليوم السابع»، واصل إرساء قواعد كثيرة فى مجاله هى مسجلة باسمه فى أى مؤسسة صحفية تولى إدارة صحفها الورقية فنيا، منها أن المخرج سيقرأ المادة الصحفية قبل أن يرسمها، وبناء على ذلك ستكون إما مصدر إلهام للمخرج الصحفى أو لا، ومن هنا شعر الصحفى أن هناك عينا إضافية ستكون على مادته الصحفية، وأن كفاءة المحرر الصحفى فى تحرير مادته الصحفية هى الأساس، وبناء على ذلك يتأكد التكامل فى إظهار المحتوى الصحفى للجريدة.
وليد مصطفى.. نجاح فى صمت
كان الدكتور وليد مصطفى أول رئيس مجلس إدارة لـ«اليوم السابع» نموذجا للإدارى الناجح الذى أكد أن الأصل فى النجاح هو أن يعمل كل شخص عمله، فهو عليه مهام، وطاقم التحرير عليه مهام، ولا تداخل بين الاثنين، فعل ذلك منذ بدايات التأسيس فزادت ثقة الصحفيين فى عملهم المهنى بحرية ووفقا لرسالة تحريرية متفق عليها مقدما، وظل حتى خروجه من المؤسسة مشجعا ومحفزا لأى جديد من شأنه أن يؤدى إلى نجاح اليوم السابع كمؤسسة.
علاء الكحكى.. المساند والمشجع
كان علاء الكحكى حتى يوم مغادرته «اليوم السابع» كأحد ملاكها، مساندا وبقوة لمشروعها منذ بدايتها وبالتحديد بعد نجاح إصدارها الأسبوعى بفترة.
دخل الكحكى مساهما بعد مرحلة من شرائه حق الإعلان، ومارس دوره بوعى منه لطبيعة مهمته، فلم يتدخل فى أى محتوى تحريرى، وكان يبدو فى سلوكه كلما جاء إلى مقر المؤسسة أنه زميلا وليس أحد الملاك، أدار «الكحكى» علاقته بـ«اليوم السابع» على قاعدة الود والمحبة، فترك بصمته الإنسانية.
أحمد أبوهشيمة.. التأسيس الثانى
يمكن القول إن التأسيس الثانى لـ«اليوم السابع» كان مع «أحمد أبوهشيمة» الذى دخل مالكا منذ عام 2011، أى بعد نحو 4 سنوات من التأسيس الأول، واقترن دخوله كأكبر الملاك بطموحات فرضت نفسها بحكم نجاح المؤسسة مهنيا واقتصاديا، وجاء هو فى هذا الظرف ليكون بابا للعبور إلى هذا الطموح.
كان طموح قيادة المؤسسة وأبنائها هو العمل فى مقر يليق، وبمواصفات تتساوى مع كبريات المؤسسات الصحفية العالمية، لم يكن هذا الحلم مجرد الوجود فى مبنى فخم، وإنما المهم هو تجهيزه بإمكانيات عصرية، وبنية تحتية قوية، وتوفير السبل لكل الصحفيين لإنجاز مهامهم، وتحقق ذلك بالفعل وبنفس درجة الطموح والحلم وذلك أثناء مرحلة ملكية أبوهشيمة، وذلك دون خلل فى المسار الاقتصادى العام للمؤسسة.
نجيب ساويرس.. وفاء للعهد
لرجل الأعمال نجيب ساويرس كلمة قالها منذ سنوات وهى، أنه يفرح كلما نجحت جريدة جديدة، ويكون على استعداد لتدعيمها.
وكان «اليوم السابع» على موعد مع «ساويرس»، ففى كيمياء التوافق بين الاثنين كانت المعادلة جاهزة وخطواتها صحيحة، وتتمثل فى وجود مؤسسة صحفية ناجحة بالمعايير المهنية والاقتصادية، ووجود «ساويرس» كمشجع وفرح بهذا النجاح الاستثنائى الذى تحقق فى سنوات قليلة.. هكذا كانت المعادلة جاهزة، وهكذا جاءت الخطوة التالية لفرضيتها وهى الانتقال من مرحلة الإعجاب إلى مرحلة التعاون، وتحقق ذلك حين اشترت الوكالة الإعلانية «بروموميديا» التى أسسها «ساويرس» حقوق الإعلان فى «اليوم السابع».
وبالرغم من أن هذه الخطوة تخضع لمعايير اقتصادية تحقق الفائدة لطرفيها، إلا أنها فى جانبها الآخر تعبر عن حقيقة قوة «اليوم السابع»، وحقيقة الوفاء من نجيب ساويرس لمبدئه الذى قطعه على نفسه من سنوات وهو: «أفرح كلما نجحت صحيفة جديدة».
هانى نجيب.. العبور إلى النجاح
هو صانع النجاح فى «بروموميديا» بوصفه نائبا لرئيس مجلس الإدارة الذى تولى مهمة قيادة الشركة فى مرحلة مهمة، استطاع من خلالها أن ينقذها ويدفعها قدما إلى الأمام، هو نموذج فى الإدارة الناجحة التى تجمع بين العلم والكفاءة، وفهم عميق لطبيعة السوق، وبالطبع انعكس هذا بإيجابية عظمية فى العلاقة بين «اليوم السابع» كمؤسسة وبين مؤسسة الإعلانية الأكبر فى مصر.
يحيى سامح.. طموح المستقبل
يتحقق النجاح فى أى دوائر للعمل حين تكون النظرة إلى المستقبل بعزيمة وإرادة، وعلم وفن، ويتوافق كل هذا مع يحيى سامح العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة «بروموميديا»، الذى ينادى بأهمية «الطفرة الإعلامية» كشرط للطفرة الإعلانية، وفى هذا السياق يبذل جهده لأجل المستقبل، وتأتى «اليوم السابع» فى صلب هذا المستقبل الذى يتحدث عنه يحى سامح بوعى كبير يؤدى إلى الثقة فى تحقيقه.