أنهى قرار الحكومة الأردنية آمال عدد كبير من مرضى السرطان بشمولهم ضمن الإعفاء من رسوم العلاج، وتحويل المرضى للمستشفيات الحكومية بدلا من العلاج فى مركز الحسين المتخصص، ما سبب سخطا شعبيا عاما، وذلك حسب ما نشرته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، اليوم الأحد.
ولقى القرار احتجاجات مرضى يراجعون وزارة الصحة وإدارة التأمين الصحى، طالبوا خلالها بإعادتهم للمركز من أجل معالجتهم، لكن طلبهم لم يستجب له، برغم أن ملفاتهم المرضية تظهر متابعاتهم للعلاج منذ عدة أعوام فى المركز، ويذهب القرار الجديد إلى تحويلهم لمستشفيات الوزارة ومدينة الحسين الطبية.
واعتبر مرضى أن نقلهم لمستشفيات الحكومة، ينعكس سلبا على حالتهم الصحية، ويتسبب بانقطاع مؤذ لمتابعاتهم السابقة مع أطباء فى مركز السرطان، مضى عليها عدة أعوام، وأسهمت باستقرار حالاتهم.
وقال مدير إدارة التأمين الصحى فى وزارة الصحة الدكتور أحمد البرماوى، إن "الإجراءات تنظيمية لإيصال خدمة التأمين الصحى لمستحقيها وتفاديا لازدواجية التأمينات الصحية"، من جانبه، أكد رئيس اللجنة الصحية فى مجلس النواب إبراهيم البدور، أن اللجنة ستضغط على الحكومة لحل قضية مرضى السرطان من ناحية توفير الخدمات الصحية اللازمة لهم أو تحويلهم مباشرة إلى مركز الحسين للسرطان لتلقى العلاج.
وأضاف البدور، أن وزارة الصحة مطالبة بتوفير العلاج والخدمات الصحية لهولاء المرضى بشكل يحفظ كرامتهم، وتوفير العلاج المناسب كما يقدم فى مركز الحسين للسرطان من خلال التعاقد مع أطباء مختصين فى هذا المجال وعدم حرمانهم من أبسط الحقوق التى يجب أن تقدم لهم، مضيفًا أن هناك تخبطا حكوميا واضحا فى هذا الملف من خلال تحويل المرضى للمستشفيات الحكومية دون أن توفر الخدمات الضرورية والصحية لهم.
وبلغت كلفة التأمين الصحى لمرضى السرطان فى مركز الحسين العام الماضى، نحو 100 مليون دينار أردنى، فى وقت يعتقد فيه أن "تخفيض موازنة التأمين الصحى للمرضى جاء على حساب الإعفاءات"، وكان مجلس الوزراء قرر شمول المواطنين فوق الـ60 عاما بمظلة التأمين الصحى، فى نطاق استكمال سياسة الحكومة، بتوسيع مظلته وصولا للتأمين الصحى الشامل للمواطنين.
اعتصامات احتجاجًا على القرار الحكومى
ومن جهتهم، نفذ عدد من مرضى السرطان وذويهم وحملة "لا" اعتصاما أمام مبنى مركز الحسين للسرطان، تعبيرا عن الاستياء الذى خلفه قرار تحويل مرضى السرطان الجدد المؤمنين صحيا، إلى مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات العسكرية، وذلك على اعتبار أن مركز الحسين للسرطان هو المركز الوحيد فى الأردن المتخصص بالتعاطى مع مرضى السرطان.
وحمل المشاركون فى الاعتصام لافتات دعت إلى إيقاف القرار باعتبار أن مركز الحسين للسرطان حق لكل طفل أردنى، وأخرى تقول "لا لبيع المركز وليبق ملكا للشعب"، بينما حمل شباب من حملة "لا" الوطنية 3 نعوش مغلفة برداء أسود تعبيرا على ما ستؤول إليه أجساد الأطفال المصابين دون علاج.
وقال عضو ناشط فى حملة "لا" الوطنية المنظمة للاعتصام محمد فرج، إنه من حق مرضى السرطان أن يحظوا بعلاج متقدم فى مركز عالمى متخصص بعلاج الأورام السرطانية، خاصة وأن المركز تأسس من أموال جمعها أفراد الشعب.
5400 حالة سرطان فى الأردن سنويًا
وهناك 5400 حالة سرطان فى الأردن سنويا، ونسبة الزيادة فى عدد الإصابات تساوى 20%، أى أنه فى 2020 سيصل عدد حالات الإصابة بالسرطان إلى 20 ألف مريض، ويعتبر السرطان ثانى مسبب رئيسى للوفيات فى الأردن بعد أمراض القلب، ونسبة الوفيات من المرض فى الأردن تصل إلى 16%، ومعدل الإصابة بمرض السرطان محليا يقدر بـ130 حالة لكل 100 ألف نسمة.
والسرطانات الخمسة الأكثر شيوعا بين الأردنيين للجنسين وفقا للسجل الوطنى للسرطان هى سرطان الثدى بنسبة 19.6% من إجمالى الأنواع، سرطان القولون والمستقيم بنسبة 11.5%، يليه سرطان الغدد الليمفاوى 8.1%، ثم سرطان الدم بنسبة 3.6% وأخيرا سرطان الرئة بنسبة 6.2%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة