فى خطوة للحفاظ على الوثائق والمخطوطات التاريخية، وفى مبادرة هامة للأرشفة وحفظ البيانات والمعلومات، كانت مبادرة "تراثك أمانة" التى أعلنتها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد الشوكى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، التى لاقت استجابة واسعة رغم إنه لم يمر عليها أكثر من أسبوعين.
دار الوثائق القومية، والتى تمتلك أكثر من 100 مليون وثيقة، وخمسة ملايين كتاب، وحوالى 60 ألف مخطوط وعدد كبير من البرديات والعملات الأثرية والتسجيلات الصوتية النادرة، قامت بتكريم عدد من المواطنين ممن استجابوا للمبادرة وقاموا بتسليم عدد من الوثائق والشهادات القديمة، التى تؤرخ للحقبة الملكية فى مصر.
وقال الدكتور أحمد الشوكى، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن مبادرة تراثك أمانة، لقيت استجابة واسعة من المواطنين، موضحا أنها لا تزال تحتاج للدعم الإعلامى كى يصل صوتنا للمواطنين.
وأضاف "الشوبكى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الهيئة تسلمت عددا كبيرا من الوثائق والمخطوطات وكتب من أوائل المطبوعات، ومازلنا نتلقى يوميا اتصالات من مواطنين لإهدائنا مقتنيات هامة ونادرة لديهم، مشيرة إلى أن تلك الوثائق سوف تقوم دار الوثائق بترميم ما يحتاج إلى ترميم، ثم تقوم بعملية الرقمنة له، ثم تتيحه للباحثين للاطلاع عليها.
وفى سياق آخر، أكد الدكتور أحمد الشوبكى، أن الهيئة بصدد افتتاح مبنى دار الكتب فى باب الخلق، خلال الفترة القليلة المقبلة، والتى وصلت تكلفته إلى حوالى 31 مليونًا حتى الآن، منحةً من الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، كما أننا بصدد فتح قاعات الفنون والمكفوفين والتراث الشفهى فى مقر دار الكتب بكورنيش النيل.
كما التقى "اليوم السابع" بعض المواطنين ممن قدموا وثائق لديهم لدار الكتب، استجابة للمبادرة، حيث قال المهندس عمرو حلمى عثمان، إنه عندما سمع عن المبادرة، قرر أن يتقدم بشهادة "البدارية"، وهى شهادة للإعفاء من الخدمة العسكرية، مقابل مبلغ مالى، أثناء حكم الأسرة العلوية لمصر، خاصة فى عهد الخديويين إسماعيل ونجله توفيق.
المهندس عمرو حلمى عثمان
شهادة التكريم الخاصة بالمواطن محمد عبد الرحمن إبراهيم
وأضاف "عثمان"، أن الهيئة تعطى اهتماما خاصة بالوثائق، كما أنها سوف تظل موجودة فى الهيئة باسمه، ويستطيع هو أو أى شخص من أسرته الاطلاع عليها فى أى وقت، مشيرا إلى أنه على من يمتلك وثائق مهمة أو قديمة، أن يقدمها لدار الكتب لأنهم الأجدر بالحفاظ عليها، موضحا إلى أن ما شجعه لتقديم الوثيقة هو "مصر" التى يجب أن نهتم بها، خاصة بعد الأحداث التى تبعت الثورة من سرقة للمتاحف وتدميرها.
شهادة البدارية
من جانبها قالت الدكتورة سحر محمد عبد الرحمن، إنها تقدمت بشهادة القبانة، -وهى شهادة الوزان وهى خاصة بالتعرف على كل كمية الغلال التى من المفترض أن تزرع هذا العام وذلك عن طريق الوزان التى يكون لديه هذه الرخصة، وهو شخص كان ذو اعتبارية فى ذلك العصور، مشيرة إلى أن الشهادة خاصة لجدها لوالدها، مشيرة إلى أن الأخير هو صاحب تسليم الشهادة لدار الكتب، بعدما سمع عنها من الصحف.
رخصبة القبانة
وأوضحت "عبد الرحمن" أنها كانت تفكر فى الاحتفاظ بالوثيقة كآثر، أو تقديمها لقسم الوثائق والمخطوطات بمتحف الحضارة، لكنها استجابت لرغبة والدها، كون دار الكتب هى الجهة المنوطة بالحفاظ على الوثائق والشهادات النادرة.
شهادة التكريم الخاصة بمحمد عبد الرحمن إبراهيم