فى أول رد فعل على الأنباء التى تداولتها وسائل إعلام كردية، مساء أمس الأحد، تراجع الجيش السورى عن دخول مدينة عفرين دفاعا عنها من القصف التركى الذى يستهدف القرى والمدن فى شمال سوريا، وأعلن الجيش السورى الدفع بقوات شعبية دعما لقوات سوريا الديمقراطية وأهالى المدينة لمواجهة الاحتلال التركى لعدد من المدن السورية.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" على موقعها الالكترونى، اليوم الاثنين، بإن مجموعات من القوات الشعبية السورية ستصل إلى منطقة عفرين لدعم صمود أهلها فى مواجهة العدوان الذى تشنه قوات النظام التركى على المدينة وسكانها منذ 20 يناير الماضى.
وأشارت الوكالة إلى أن وصول القوات الشعبية السورية إلى منطقة عفرين سيعزز من صمود الأهالى ومقاومتهم للعدوان التركى الذى يستهدف البنى التحتية والممتلكات الخاصة والعامة والمنشآت الاقتصادية والخدمية.
وذكرت الوكالة أن انخراط القوات الشعبية فى مقاومة العدوان التركى يأتى فى إطار دعم الأهالى والدفاع عن وحدة أراضى سوريا وسيادتها وإفشال محاولة نظام أردوغان ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية احتلال المنطقة.
ويشن النظام التركى منذ نحو شهر عدوان همجى على عفرين تسبب فى مقتل وإصابة مئات المدنيين عبر استخدامه مختلف أنواع الأسلحة والقذائف بما فيها غاز الكلور السام المحرم دوليا عدا عن تدمير ممنهج تمارسه قواته والتنظيمات الإرهابية التابعة له للبنى التحتية والممتلكات والمناطق الأثرية.
بدورها أعربت وحدات حماية الشعب الكردية عن أملها فى تدخل الجيش السورى لصد العدوان التركى على مدينة عفرين، زاعمة فى الوقت نفسه عدم استجابة دمشق لدعوة قوات سوريا الديمقراطية فى التدخل والتصدى للتجاوزات التركية الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نورى محمود، إن الجيش السورى لم يستجب للدعوات التى أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية لدخول مدينة عفرين فى وجه جيش احتلال السلطان التركى والتنظيمات الإرهابية مثل النصرة والقاعدة وفلول داعش المتحالفة معهم.
وأضاف محمود فى تصريحات لـ"اليوم السابع": ننتظر استجابة الجيش السورى للتدخل والتصدى للجيش التركى وتجاوزاته، والقضاء على بقايا داعش والنصرة والقاعدة.
وبدأت تركيا عملية تحت مسمى "غصن الزيتون" وعمادها "الجيش السورى الحر" ضد وحدات حماية الشعب الكردية فى عفرين، وتواصل قوات الجيش التركى استهداف القرى والمدن شمال سوريا بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابى.
وطرحت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية منذ أيام خطة محاصصة دولية للمنطقتين، قالت فيها إن ملامح تفاهمات دولية - إقليمية بدأت لتوزيع شمالى سوريا، بحيث تنتشر قوات أمريكية - تركية فى مدينة منبج، مقابل "وجود رمزى" لقوات الأسد فى مدينة عفرين برعاية روسية.
ونقلت الصحيفة عن قيادى فى وحدات حماية الشعب الكردية قوله إنهم أبلغوا رئيس مكتب الأمن القومى السورى، اللواء على مملوك، بقبول دخول قوات سوريا رمزية للجيش ومؤسسات أمنية إلى وسط عفرين، كما هو الحال فى مناطق أخرى مثل القامشلى والحسكة شرق نهر الفرات.
بدورها اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان اليوم الاثنين، التدخل التركى فى شمالى سوريا انتهاكا للقانون الدولى وعائقا على طريق الحل السياسى فى بلادها.
وقالت فى كلمة لها خلال منتدى فالداى للحوار المنعقد فى موسكو: "إن النظام التركى ساعد على دخول الإرهابيين إلى سوريا وانتهك القوانين الدولية بتدخله فى الشمال"، مشددة على أن استمرار العدوان التركى على الأراضى السورية يعيق تقدم الحل السياسى ويزيد من وجود الإرهابيين فى سوريا ويعيق الانتصار الكامل عليهم.
وأكدت بثينة شعبان ان تركيا انتهكت اتفاقات خفض التصعيد ووقف القتال الذى وقعت عليه مع روسيا وإيران، مطالبة الأمم المتحدة بإدانة الاحتلال التركى للأراضى السورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة