بتوترات متزايدة ، تراقب الولايات المتحدة الأمريكية المشهد الآسيوى فى ظل التهديد المستمر الذى تشكله كوريا الشمالية وترسانتها النووية ، والذى يتزامن فى الوقت نفسه مع تهديدات من نوع آخر تقف ورائها الصين التى تتنازع مع دول الجوار على جزر بحر الصين الجنوبى ، والتى تعكف فى الوقت نفسه على تطوير قدراتها العسكرية للاستعداد لسيناريوهات الحرب المحتملة.
وفى تحدى جديد للقوات البحرية الأمريكية المتواجدة فى بحر الصين الجنوبى اختبرت الصين الصاروخ "DF-21D" الذى يعتبر الخطر الرئيسى لحاملات الطائرات الأمريكية بعد تحديثه، وزيادة قوته بنسبة 30 %.
الصاروخ الصينى الجديد
وقالت صحيفة "آسيا تايمز"، إنه من المحتمل أن تخصص للصاروخ قاعدة إطلاق متحركة قادرة على اجتياز الطرق الوعرة، و يعتبر الصاروخ "DF-21D" الذى يبلغ مداه 2700 كلم، أول صاروخ باليستى مضاد للسفن فى العالم، ويمكنه حمل رأس نووى تصل قوته "إلى 300 كيلونيوتن"، كما تحدد أهداف الصاروخ بواسطة محطات الرادار والأجهزة البصرية الإلكترونية للأقمار الاصطناعية "Yaogan" .
وأشارت الصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة تعتبر الصاروخ "DF-21D" الخطر الرئيس الذى يهدد حاملات طائراتها، ويمكن استخدامه ضد الأقمار الاصطناعية أيضا.
وحسب المعطيات الأمريكية، أجرت الصين فى نوفمبر الماضى 2017 بسرية تامة اختبارين للصاروخ الباليستى الجديد 17- DF المجنح الذى تفوق سرعته سرعة الصوت.
نموذج للصاروخ الصينى
وقال مصدر فى الحكومة الأمريكية فى حديث أدلى به لصحيفة "The Diplomat"، نقلته "روسيا اليوم"، إنه بحسب المعلومات التى توفرت لدى الاستخبارات الأمريكية فإن مدى إطلاق الصواريخ التى خضعت للاختبار، فى 1 و15 نوفمبر الماضى، يتراوح بين 1.8 ألف كيلومتر و2.5 ألف كيلومتر، وهى قادرة على حمل الرؤوس النووية وغير النووية، وبصورة خاصة رأس "فرط" صوتى ينطلق من الصاروخ.
ويعتقد الخبراء فى الاستخبارات الأمريكية أن صاروخ "DF-17" تم تصمميه على أساس صاروخ "DF-16B" الصينى قصير المدى. ويتوقعون أن الصاروخ الفرط الصينى سيكون جاهزا للإطلاق بحلول عام 2020.
وقبل يومين ، دعا الأميرال هارى هاريس، الذى يشغل حالياً منصب القيادة العسكرية الأمريكية فى المحيط الهادى، وعين مؤخراً سفيراً لبلاده لدى أستراليا، إلى الاعداد جيداً للحرب المحتملة مع الصين، مشيراً إلى أن الأخيرة ماضية فى تعزيز قدراتها العسكرية بشكل لافت.
وحذر هاريس من "نوايا بكين وسعيها إلى بسط هيمنتها على منطقة بحر الصين الجنوبى"، وقال فى كلمة أمام لجنة الشئون العسكرية بمجلس النواب الأمريكى إن قيام الصين ببناء 7 منشآت عسكرية فى الجزر المتنازع أمر يدعو للقلق.. وهو ما علق عليه السفير الصينى لدى واشنطن تسوى تيان كاى، بقوله إن استمرار التهجم على بلاده "سيترتب عليه عواقب وخيمة".
ويرجع سبب النزاع فى منطقة بحر الصين الجنوبى، الذى يربط الشرق الأوسط بمنطقة القارة الهندية بشمال شرق آسيا وتمر به ثلث الشحنات البحرية العالمية بقيمة 7 تريليون دولار، أى 15 ضعف قناة بنما وثلاثة أضعاف قناة السويس، ويحتوى على 7 مليار برميل نفط كاحتياطى محتمل، و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعى؛ ما قد يجعل منه خليجًا نفطياً جديداً.
وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصين وفيتنام والفلبين وإندونيسيا وماليزيا وبروناى بسبب النزاع على تلك الجزر، حيث تدّعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى عدد من الجزر التى يصل لنحو ثمانين جزيرة صغيرة لا يتجاوزه حجم أكبرها 4 كيلومترات ويغمر البحر هذه الجزر فى كثير من الأوقات.
وبدأ النزاع على تلك الجزر يأخذ منحى حادًا وجادًا مع إصدار الأمم المتحدة عام 1972 دراسة نظرية ترجّح وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن فى تلك المنطقة من بحر الصين الشرقى.
يذكر أن الصين أجرت فى الفترة ما بين عامى 2014 و2016 نحو 7 اختبارات للنماذج التجريبية الفوق صوتية، لحماية مجالها الجوى والبحرى، وتعمل على تصميمها أيضا كل من الولايات المتحدة وروسيا التى لم تختبر بعد نظام إطلاق رأس فرط صوتى من الصاروخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة