سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..22 فبراير 1968.. عبدالناصر لشعراوى جمعة: «الناس مش هتصدق كلامك عنى وهتعتبره نفاق».. واجتماعات لبحث مطالب المظاهرات

الخميس، 22 فبراير 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..22 فبراير 1968..   عبدالناصر لشعراوى جمعة: «الناس مش هتصدق كلامك عنى وهتعتبره نفاق».. واجتماعات لبحث مطالب المظاهرات عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت مظاهرات 21 فبراير 1968، احتجاجا على الأحكام ضد قادة الطيران أثناء نكسة 5 يونيو 1967، «راجع: ذات يوم 20 فبراير و21 فبراير 2018»، ولأن يوم 22 فبراير «مثل هذا اليوم» كان إجازة بمناسبة عيد الوحدة بين مصر وسوريا «1958»، انتهزت الأجهزة المعنية الفرصة لمناقشة ما حدث والتوقعات بالنسبة للأيام المقبلة.
 
يروى شعراوى جمعة، وزير الداخلية وقتئذ، فى مذكراته، إعداد: محمد حماد، عن «الأهرام - القاهرة»، أنه توجه إلى المستشفى لزيارة المصابين من المتظاهرين، وكان معه الدكتور النبوى المهندس، وزير الصحة، وسامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر، ويقول: «التقينا بالمصابين وطيبنا خواطرهم، وشرحنا لهم الخطأ الذى وقع، سواء منهم أو من رجال الشرطة»، ويضيف: «عدت إلى مجلس الأمة، وكان منعقدا، وطبعا الأخبار تواترت، وطلب منى أن أشرح الموقف، وكنت منهكا جدا وتعبان، وتحدثت إلى المجلس، دون تحضير، وشرحت ما حدث فى المستشفى، واستقبلنا العمال بترحاب، ولما تكلمنا معهم تفهموا الظروف، وقاموا فقبلونا، وقالوا والله تبلغ تحياتنا وقبلاتنا للريس عبدالناصر»، يؤكد شعراوى: «هذا بالفعل هو ما حدث، وكنت صادقا فى نقل هذه العبارة، فلم أكن أكذب ولا اخترعت هذه الوقائع».
 
ويكشف، أنه بعد انتهاء جلسة مجلس الأمة طلبه الرئيس، وقال له: «خطابك كان ضعيفا، لأنك لم تحضره، وكان يجب ألا تتكلم وأنت غير محضر، وبعدين من الخطأ أن تأتى على سيرتى فى هذا الموقف، لأن الناس لن تصدق، البلد فيها مظاهرات، وفيه ناس عاملة إضراب، وناس مصابون فى المستشفى، ولا أحد سيصدق ما ذكرته فى كلمتك، والكلام الذى قلته أنت أنا واثق من صدقك فيه، ولكن الناس لن تصدق، خاصة حكاية تحياتنا وقبلاتنا لجمال عبدالناصر، وسوف تعتبره نفاقا، وأنا لا أحب لك أن تظهر بهذه الصورة التى لا أرضاها لك»، ويرى جمعة: «كان هذا أحد الدروس التى استفدت منها، وهذا هو جمال عبدالناصر القائد والمعلم والناصح الأمين لمن يعملون معه». 
 
شهد يوم 22 فبراير، اجتماعا بمكتب على صبرى أمين الاتحاد الاشتراكى، وحسب أحمد كامل، أمين شباب منظمة الشباب فى مذكراته، إعداد: أحمد عز الدين، عن «دار الهلال - القاهرة»، حضره مديرو الجامعات وأمناء المكاتب التنفيذية ولبيب شقير وزير التعليم، وأمين هويدى وزير الدولة، وأحمد كامل، إضافة إلى شعراوى جمعة، وسامى شرف، واتفق على أن يجتمع وزير التعليم بالطلاب، لكن لم يحدث. 
 
كانت منظمة الشباب، وهى التنظيم الشبابى الذى أنشأه عبدالناصر فى 21 يوليو 1966، واحدة من الكيانات المهمة التى تبحث فى كيفية التعامل مع الحدث، خاصة أن العديد من كوادرها طلاب فى الجامعة وتصدروا المشهد، وفقا لتأكيد عبدالغفار شكر فى كتابه «منظمة الشباب» عن «مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت»، وأبرزهم فى كلية الهندسة الطلاب، محمد فريد حسنين، رشيق محمد رفعت، سيد سرحان، وفى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أحمد شرف، أحمد يوسف أحمد، أسامة الغزالى حرب، عبدالقادر شهيب، عثمان محمد عثمان، أمل الشاذلى، وفى كلية الآداب علاء حمروش، وفى جامعة عين شمس، معتز الحفناوى، شريف حافظ، هانى الحسينى، عادل بدوى، أحمد الحمدى، أحمد عبدالرحمن، ويكشف أحمد شرف فى كتابه «براءة سياسية» عن «مركز الحضارة العربية - القاهرة»، أنه بعد انتهاء مظاهرة يوم 21 فبراير توجه فى المساء إلى مقر منظمة الشباب نتيجة استدعاء له، واجتمع مع بعض قياداتها، وسألوه ماذا يريد فأجاب: «غدا الخميس يوم إجازة 22 فبراير عيد الوحدة، وبعد غد الجمعة، وأعتقد أن الجامعة ستخرج عن بكرة أبيها يوم السبت لأن أحداث اليوم جاءت بنتيجة أساسية هى، أن حاجز الصمت انهار، لذلك أرى أن الغلطة ستتحول إلى جريمة إذا لم تخطط للسبت القادم حتى لا يتجه السيل ليدمر ويخرب»، ويؤكد أن أحمد كامل، أمين الشباب بالمنظمة، طلب منه وضع تصورا للأحداث فى الأيام المقبلة، فرد شرف بأن يمهله إلى الغد الخميس 22 فبراير «مثل هذا اليوم»، وكان اللقاء. 
كان تصور «شرف»، هو الدفع للخروج من الجامعة للشارع، ولكن تحت قيادة كتلة متحركة وسط المظاهرة، تدفع بالمظاهرة لأن تكون واضحة فى تبنى خط التغيير الثورى، واستمرار الثورة، ومشاركة الجماهير فى السلطة وفى عملية إزالة آثار العدوان، ويؤكد «شرف» أن «كامل» أقر هذا التصور، لكن حذره: «إذا كان اتجاه الطلبة عدم الخروج للشارع، يجب ألا تكون أنت ومجموعتك خالقين لهذا الدافع، فمهمتنا ليست إنشاء التظاهرات الجماهيرية»، وأحاله إلى سكرتارية اللجنة المركزية للمنظمة برئاسة عادل عبدالفتاح، فماذا حدث معهم؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة