اللعبة الجديدة دائمًا ما تكون محط أنظار الأطفال خاصة فى هذا العصر الذى أصبح كل شىء فيه معتادا لدرجة الملل، ودائمًا ما تهتم الأم بما يشغل ابنها ويجعله فى حالة من الرضا ويقلل من "الزن المستمر"، إلا أن القليلات من الأمهات فقط من يتعرفن على المواد المصنعة منها هذه الألعاب ومدى سلامتها أو خطورتها للطفل.
ولعل من بين الألعاب الجديدة والخطيرة معًا التى ظهرت مؤخرًا لعبة تسمى"سلايم"، ويحدثنا الدكتور سميح عبد القادر، أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومى للبحوث، ورئيس اللجنة الوطنية للسموم بأكاديمية البحث العلمى، عن طبيعة هذه اللعبة التى انتشرت سريعًا والتى تشبه مادة الصلصال، قائلا: "أيا كانت محتواها فيتوقف ضررها على التعامل، وخطورتها الحقيقية تبدأ عند وضعها فى الفم".
أكد عبد القادر، أن كل شىء له سمية وهى درجات، حتى الماء إذا زاد عن اللزوم يكون له سمية، مضيفًا: أنه إذا كانت المواد الطبيعية العادية لها سمية عند سوء الاستخدام، فالمواد الكيميائية الضارة لها مساوئ أكثر بكثير، خاصة مادة البوراكس التى تعتبر بمثابة مهيجات للجلد ومادة الفينيل التى تسبب مشكلات فى الجهاز الهضمى.
الألعاب الخشبية هى الخيار الأفضل
وأشار عبد القادر، إلى أنه من الصعب إثبات مدى خطورة اللعبة على المدى القصير، فهى تحتاج للكثير من الأبحاث، لذلك يجب أن يتم وقف التعامل بها بسبب المواد التى تصنع منها، مؤكدًا أن استبدال هذه اللعبة للطفل بلعبة أخرى من الخشب يكون أفضل خيار للأم عن باقى أنواع اللعب خاصة البلاستيك، لأن هناك بعض المواد المعقدة التى تستخدم أثناء تصنيعها، كما يضاف لها مواد ضارة للطفل.
وأضاف عبد القادر، أن تصنيع اللعب الخشبية يكون من مواد نباتية غير ضارة، وتبين من الأبحاث أن لها مميزات أخرى تضح عند رش مبيد أو معطر جو داخل المنزل، حيث تبين أن الخشب هو أقل مادة تمتص هذه المواد، وبالتالى تنعكس بصحة أفضل للطفل وحماية.
الرقابة على منتجات الأطفال شرط وليس رفاهية
فيما شدد رئيس اللجنة الوطنية للسموم، على الرقابة على منتجات الأطفال بشكل خاص، فليس فقط الألعاب التى تحمل الأمراض للطفل، ولكن أيضًا الملابس، مستشهدًا بواقعة حدثت من قبل بسبب تصنيع ملابس واقية للحريق لحماية الطفل حال أى حادث غير متوقع، والتى تبين بعد انتشارها فى أكثر من 60 دولة أن بها مادة tris التى تسبب سرطان فى الجلد.
وفى السياق ذاته، استنكرت الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارى أمراض الأطفال بطب قصر العينى، انتشار اللعبة على الأرصفة فى الشوارع وداخل محلات الأطفال والإكسسوارات وفى كل مكان، وكذلك على الإنترنت فى المتاجر الإلكترونية، دون رقابة الجهات المسئولة، مؤكدة أن لها آثار جانبية سيئة على صحة الطفل ونسبة سمية يجب الاحتياط لها.
وأكدت أبو الوفا أن اللعبة موجودة منذ فترة طويلة ولكنها انتشرت مؤخرًا بسبب غرابتها ولأنها أكثر مرونة للطفل وتتخذ أشكال بسرعة فهى متغيرة، ما يجعل الأطفال ينجذبون إليها.
لعبة سلايم
نصائح مهمة قبل شراء لعبة لطفلك
وقدمت استشارى أمراض الأطفال، بعض النصائح للأمهات بشأن ألعاب أطفالهم:
- الابتعاد عن لعبة سلايم تمامًا.
- عدم استخدام لعب مجهولة المصدر.
- التحقق من بلد التصنيع وأمان المواد.
- إذا كانت الألعاب مرنة، يجب ألا يلعب بها الطفل أقل من 5 سنوات، تجنبًا لامتصاصها أو بلعها.
- تجنب اللعب البلاستيكية خاصة المباعة على الأرصفة.
وقائع خطيرة عن ألعاب طفلك
كما أن هناك عددًا من الألعاب الأخرى التى اعتاد عليها الأطفال، ولكن كثرت حولها المخاوف مؤخرًا وتعددت الحوادث، ومنها مسدس الخرز والألوان وبعض الألعاب الإلكترونية مثل الحوت الأزرق، وغيرها من الألعاب التى تؤذى الطفل بدنيًا ونفسيًا.
فقد توفيت طفلة فرنسية بعمر ثلاث سنوات ونصف، وذلك بعد اختناقها بلعبة صغيرة داخل بيضة الشيكولاتة، حيث تعرضت لانسداد مجرى الهواء نتيجة تناول الطفلة لعبة مصغرة داخل بيضة الشيكولاتة، ووضعت الطفلة اللعبة فى فمها ولكنها التصقت بمجرى الهواء ولم تتمكن من التنفس حتى أدت إلى وفاتها.
كما أن الألعاب الإلكترونية أيضًا خطيرة خاصة على نفسية الطفل، حيث توفى أكثر من طفل فى جميع البلدان بسبب لعبة "الحوت الأزرق"، وآخرهم طفل فى الجزائر لم يبلغ من العمر 12 عامًا، وذلك نتيجة اتباعه تعليمات اللعبة، وهى بمثابة تطبيق على الموبايل يتكون من 50 مهمة، ويعمل على الجزء النفسى ثم السيطرة على تفكير الطفل، من خلال بعض الطلبات التى توجهها له والتى تؤذيه عاطفيًا وتتسبب فى إيذائه نفسيًا وصولاً للانتحار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة