صوّب وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، سهامه تجاه إيران، وألقى أسنة رماحه فى قلب المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، ناصحا بلاد آية الله العظمى بالكف عن تصدير الثورة، من خلال كلمته تلك التى ألقاها، أمام البرلمان الأوروبى يوم الخميس، على خلفية السلوك الإيرانى التوسعى المنخرط فى الشؤون الداخلية لدول الإقليم.
سهام الجبير
وقال الجبير فى كلمة شديدة الوقع إن "علينا التعاون كى نلزم إيران بعدم التدخل فى دول المنطقة، ونقول لإيران كفى، والثورة انتهت، وأن الاتفاق النووى الحالى لا يكفى لتعديل سلوك إيران".
المرشد الإيرانى على خامنئى
ومن خلال كلمة الجبير يتضح أن الرؤية السعودية لديمومة الأمن والسلم الدوليين فى الإقليم تنهض على تحميل إيران المسؤولية كاملة عن كل ما يحدث فى الدول العربية، لذلك تحدث عن العراق بقوله: "نعمل على دعم العراق بكل السبل لضمان عدم عودة داعش".
سوريا رأى الجبير أن المملكة العربية السعودية تسعى لتسوية سياسية فى سوريا، مضيفا قوله: "يجب الضغط على الأسد كى يبدى جدية تجاه الحل السياسى"، ومن خلال تطرقه إلى هذين المحورين يفهم أن الرياض ترتئى ضرورة الربط بين سياسة إيران فى بغداد ودمشق وتفاهم أزمات الدولتين.
وللدلالة على تلك الرؤية يمكن متابعة ما قاله الوزير الخبير فى الشؤون الأمريكية، عن اليمن إذ رأى أن الحوثيين المدعومين من إيران انقضوا على الجميع فى اليمن، وتسببوا بالمجاعة فى مسقط، وزرعوا الألغام فى كل مكان، ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم، مشددا على أن الحوثيين يحصلون من إيران على صواريخ باليستية".
حديث الخبراء
إلى ذلك رأى عدد من المحللين والمراقبين لتطورات المشهد الإيرانى وتفاعلات إيران فى بيئتيها الداخلية والخارجية أن المملكة العربية السعودية عاقدة العزم على استخدام نفوذها الدولى وسمعتها الخارجية لاستخلاص مواقف دولية مؤيدة لضرورة ثنى إيران عن سلوكها الإقليمى خاصة أنه ما من ملف استبكت فيه إيران إلا وتعقد وتأزم واستعصى على المجتمع الدولى التعامل معه.
كاثرين باور
ورأت كاثرين باور، خبيرة سياسات الشرق الأدنى وزميلة "بلومنستين كاتس" فى برنامج مكافحة الإرهاب فى معهد واشنطن ومسؤولة سابقة فى وزارة الخزانة الأمريكية، أن إيران لا تزال تعانى من قصور فى تجريم تمويل الإرهاب، معتقدة أن إحدى أهم المشاكل الرئيسية لدى إيران تتمثل فى أن تعريف الإرهاب المنصوص عليه فى "قانون مكافحة الإرهاب" فى البلاد يعفى "الإجراءات التى تتخذها الدول أو الجماعات أو منظمات التحرير بهدف وضع حد للاحتلال الأجنبى والاستعمار والعنصرية".
وأضافت من خلال دراسة لها نشرتها فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، تحت عنوان "دفع إيران إلى اتخاذ خطوات ضد تمويل الإرهاب" أنه على الرغم من أن "فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية" تشترط اعتماد البلدان للعقوبات التى تفرضها الأمم المتحدة فقط، والتى لا تدرج الجماعات التى ترعاها إيران مثل حماس وحزب الله، فإن الإعفاءات المماثلة لـ"قانون مكافحة الإرهاب" لم تلق قبولاً لدى الجهات المختصة فى البلاد.
بين نجاد وحاتمى
فى غضون ذلك تدور معارك سياسية وحقوقية طاحنة فى الداخل الإيرانى فبينما فجر الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد مفاجأة من خلال مطالبته المرشد الأعلى بالدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، محملا النظام مسؤولية الأزمات الداخلية والصراعات على السلطة وحماية القضاء "الفاسد"، أعرب عدد من نجوم المجتمع عن استيائهم من الحملات التى يشنها النظام على كل من يعارض أو يعبر عن رأيه.
نجاد
ولفتت النجمة الإيرانية وعضو أكاديمية الأوسكار، ليلى حاتمى، عن أسفها وغضبها إزاء قمع المحتجين فى بلادها، قائلة إنه "من المخجل أن الاحتجاجات تكلف الناس أرواحهم"، فى إشارة منها إلى المظاهرات التى جرت فى نهايات ديسمبر وبدايات يناير الماضيين.
وأضافت حاتمى من خلال كلمة لها على هامش مهرجان أفلام برلين، حول مشاركتها فى فيلم "الخنزير"، من إخراج مانى حقيقى، الذى شارك فى مسابقة المهرجان، وقالت "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن غضبى العميق وأسفى على كيفية التعامل مع المتظاهرين فى إيران"، وبدا واضحا إشارتها كذلك إلى مظاهرات الطائفية الصوفية الكنابادية التى جرت فى حى باسداران قبل أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة