أصبح من المعتاد لدينا أن نرى بالقاهرة، مكان أثرى مهمل أو مهجور دون الإهتمام به على الرغم من أهميته، ويظن البعض إننا كلما عرضنا صوراًلمظاهر الإهمال الموجودة بتلك المناطق سيتغير الوضع أو ينصلح الحال، لكن ما سيتم عرضه فى السطور التالية يوضح أن الأمور تسير عكس ذلك.
قلاع بنيت لتهزم الأعداء فهزمها الإهمال
"الجبخانة" مثال حى يوضح الإهمال الذى تعرضت له معظم الأماكن الأثرية بالقاهرة، فهذه المنطقة تقع أعلى هضبة زهراء مصر القديمة، بنيت فى عهد محمد على 1829، على الطراز العثمانى، لتخزين العتاد والذخيرة، ويستعد فيها الجيش للحرب، كما بنى بها سجن تحت الأرض ليزج به الأعداء.
عندما تثير فى المكان تشعر وكأنك تسير فى ساحة حرب ويحيط بك الخيول والجنود، وتسمع صهيل الخيل، وصوت السيوف وتدريب الجيش، فداخل هذا المكان تشعر بالتاريخ وتشاهد نموذج يحكى قصص عصر عاشه الأجداد وشهد حروب خاضها المصريين دفاعا عن بلدهم، وهزم على أسواره قادة غزوات شنها الأعداء على المحروسة.
سجن ومكان لتخزين عتاد الحرب
و"الجبخانة" هى عبارة عن مكان واسع المساحة محاط بسور مكون من الحجارة المتراصة لتكون جدار سميك يصعب اختراقه، خصص أعلاه أماكن للحرس ورماه الأسهم، ويتوسط المكان مبنى ضخم، ذو أسوار عالية به نوافذ ضيقة مغلقة بالحديد، لا يمكن دخوله إلا من خلال فتحات أرضية وممرات ضيقة أسفل سطح الأرض، عندما تشاهد هذه الفتحات تشعر وكأنك تشاهد الجنود يقفون عليها لمنع من بداخلها الخروج لأعلى، تؤكد لك أن من بالداخل مجرمى حرب شديدى الخطورة وضعوا فى سجن مشدد الحراسة، خصصت فتحات للتهوية به وأخرى لتقديم الطعام من خلالها.
الإهمال يزداد بالمكان يوما بعد يوم
كثر الحديث عن مثل هذه المناطق ولكن الحال بها يزداد سوءا، فالمكان يملئه الإهمال بمرور الزمن، فبالرغم من انتشار القمامة فى أرجاء المكان التاريخى والكلاب، إلا أن الوضع زاد إهمالا بعد سقوط الأبواب الخشبية الثقيلة، ما يوضح السير عكس الإتجاه.
هذا بالإضافة إلى العشوائية التى أحاطت المكان من الخارج وورش الأخشاب التى اتخذت من أسوار المكان مخزنا لبضائعها، فبالرغم من أهمية المكان إلا أنه لم يحظى بالإهتمام الأدنى من وزارتى الأثار أو الثقافة، وكأن الجميع تعاون على تشويه كل ما نملكة من تاريخ، وما نتباهى به أمام العالم أجمع.
الأهالى نقبت عن الأثار بالمكان وسرقتها
ويقول أحد الأهالى إن البعض نقب عن الآثار بهذا المكان، واستخرجوا خناجر وسيوف، مشيرا إلى أن هناك سراديب داخلية تم ردمها كانت تصل للقلعة، لافتا إلى أن المكان شهد تصوير بعض المشاهد من الأفلام التاريخية مثل فيلم الناصر صلاح الدين، وأيضا فيلم عنترة بن شداد، الذى قام ببطولته النجم الراحل فريد شوقى، وأن المنطقة سميت بأسطبل عنتر بعد تصوير هذا الفيلم، وكانت تسمى قبل ذلك بعشش العرب.
المكان تحول لوقر لتعاطى المخدرات
وأضاف لـ"اليوم السابع"، أنه دائما ما يرى شباب المنطقة يتعاطون المخدرات داخل المكان، أو ينقبون عن الآثار، بالتزامن مع إنعدام الرقابة، خاصة بعد أن غادر حارسان المكان منذ فترة كبيرة، ما جعل المكان يزداد إهمالا.
حى مصر القديمة: غير مسئولين عن المكان لخضوعه للأثار
وبدوره قال محمد زين العابدين رئيس حى مصر القديمة، أن دوره كرئيس حى لا يتعلق بالرقابة على المكان أو رعايته، وأن هذه مسئولية وزارة الأثار التى تشرف على المكان.
خطة محافظة القاهرة لتطوير "الجبخانة"
ومن جهتها، قالت الدكتورة ريهام عرام، مدير عام إدارة الحفاظ على الثراث بمحافظة القاهرة، إن "الجبخانة" لها تاريخ كبير يصعب ثرده فى سطور قليلة، مشيرة إلى أن هناك ملف كامل عن المكان بمحافظة القاهرة، يشمل تاريخه وخطة تطويره وتوظيفه سياحيا.
وأضافت مدير إدارة الحفاظ على التراث بالقاهرة، لـ"اليوم السابع"، إن خطة تطوير المكان تم إرجائها لحين الإنتهاء من نقل المناطق العشوائية المحيطة به والتى يتم العمل عليها الآن، وذلك حتى لا يتم إهدار المال والجهد على التطوير ثم يعود الإهمال مرة أخرى للمكان، نظرا لما يحاط به من مبان عشوائية وورش وغير ذلك وقله الوعى و ثقافة الإهتمام لدى السكان.
وأوضحت الدكتورة ريهام عرام، إن الخطة المعدة للتطوير تشمل تطوير المنطقة كاملة وليثت "الجبخانة" فقط لتكون مزارا سياحيا يليق بالأثر وتاريخة الممتد على مر عصور.
معنى لفظ "الجبخانة"
يذكر أن لفظ "الجبخانه" هو مصطلح تركى أطلقه الأتراك على الأماكن التى كانت تستخدم لحفظ العتاد الحربى وتستعد فيها الجيوش العربية القديمة بأسلحتها وخيولها للمعارك الحربية، ويترجم بالعربية لمخزن الذخيرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود نور الدين
أماكن أثرية كثيرة مهجورة
يوجد على مستوى الجمهورية أماكن أثرية كثيرة مهجورة وغير مستغلة منها على سبيل المثال قصر شامبليون الذى يعد تحفة معمارية نادرة وهو موجود بشارع شامبليون بوسط القاهرة ذلك العالم الفرنسى الذى كما تعلمون فك طلاسم حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر سنة 1879م وهذا القصر به نقوش ورسومات قلما تجدها فى الوقت الحاضر بالاضافة الى حوائطه المجلدة بالرخام المرمر أتمنى قيام وزارة الثقافة وهيئة الآثار بترميمة وفتحه وجعله مزارا سياحى خاصة السياح الفرنسيين وغيرهم حيث يعد من المعالم السياحية الذى تتميز بها مصر . ارجو من اليوم السابع تبنى هذا المقترح وعرضه حتى يتحرك المسئولين بالتنفيذ الفورى ولا يعلقوا الموضوع بسبب التمويل