عرض الملياردير الأمريكى شيلدون أديلسون، أحد الصقور المؤيدين لإسرائيل بين يهود الولايات المتحدة، المساعدة فى تمويل إنشاء السفارة الأمريكية فى القدس، ذلك بحسب وزارة الخارجية الأمريكية التى أوضحت أنه يجرى النظر فى قانونية قبول التبرع.
ووفقا لمسئول سابق فى الخارجية الأمريكية، فأن تكلفة بناء سفارة جديدة للولايات المتحدة بدلا من السفارة الحالية فى تل أبيب تقدر بحوالى 500 مليون دولار. غير أن تمويل أديلسون لبناء السفارة ربما يثير جدل واسع فى أروقة صنع القرار الأمريكية، فبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه بينما ساهم المانحين قبلا فى إنشاء مقرات إقامة السفراء الأمريكيين فى الخارج، فأن مساهمة رجل الأعمال اليهود من شأنها أن تتجاوز كثيرا حجم المساهمات السابقة ومن شأنها أن تقيد الدبلوماسية الأمريكية فى الشرق الأوسط.
مع بيريز وبوش الابن
تلك المخاوف ظهرت حتى من قبل حلفاء الملياردير اليهودى الذين أعربوا عن قلقهم من أن قبول الإدارة الأمريكية عرضه إنشاء السفارة الأمريكية من شأنه أن ينظر إليه باعتباره مساهمة مالية تهدف للتأثير على السياسة الخارجية الأمريكية وخصخصتها. فأديلسون، الذى كان مؤيدا صريحا للخطة المثيرة للجدل لنقل السفارة، ليس مجرد فاعل خير، فأنه أحد أبرز اللاعبين فى العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. ويمثل قوة محافظة فى السياسة الأمريكى ومانحا للرئيس ترامب، وهو الراعى منذ فترة طويلة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو وصاحب أكبر صحيفة يومية تداولا فى إسرائيل.
وقال مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية غير الهادفة للربح التى يمثل أديلسون أحد مانحيها، "أشعر بالقلق من أن الناس سيعتقدون أن ذلك يجرى بسبب مجموعة من الناس الذين يهتمون بها وليس لأن الحكومة الأمريكية تهتم بذلك". وأضاف "يجب أن يكون واضحا أن الحكومة الأمريكية التى تتخذ قرارا نقل السفارة".
كان مسئول أمريكى أكد، أمس الجمعة، نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس فى مايو المقبل احتفالا بالذكرى الـ70 لإنشاء دولة إسرائيل. وقبل بناء السفارة، تتجه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لفتح مقر مؤقت فى القدس للبعثة الدبلوماسية الأمريكية.
وقد أثار قرار الرئيس الأمريكى، فى ديسمبر الماضى، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، غضب واسع فى أنحاء العالم العربى وتوتر فى العلاقات بين العديد من العواصم العربية وواشنطن.
مع نتنياهو
وقال ستيف جولدشتاين، مسئول للدبلوماسية العامة لدى الخارجية الأمريكية، إن محامى الوزارة بدأوا يبحثون منذ عدة أسابيع ما إذا كان من المقبول قبول تبرع خاص لبناء سفارة. وأضاف أن الوزارة لا تتفاوض حاليا مع أى مواطن خاص للتبرع وأن مبنى السفارة الجديد سيستغرق ما بين سبع وعشر سنوات للبناء.
وعلى مدى سنوات، دفع أديلسون، صاحب سلسلة كازينو لاس فيجاس الذى تبلغ حجم ثروته 40 مليار دولار، حكومة الولايات المتحدة لنقل سفارتها إلى القدس. ويعد من بين المانحين الرئيسيين لحملة ترامب الانتخابية فى 2016 كما قدم 5 ملايين دولار إلى اللجنة التى تنظم احتفالات تنصيب الرئيس، وهى أكبر مساهمة من رجل أعمال لحفلات تنصيب رؤساء الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة