شهد مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج اليوم، استكمال مبادرة "سوهاج خالية من الثأر"، والتى كانت قد أطلقتها مديرية أمن سوهاج، العام قبل الماضى، وذلك بإقامة صلح بين أفراد عائلتى " الشوافع والعلالسة"، بناحية قرية أولاد عليو والتى ترجع أحداثها إلى عام 2016، وذلك عقب القسم على كتاب الله أن يكون صلحا نهائيا للنزاع القائم بينهما.
جاء ذلك بحضور الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف نائبا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، واللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، واللواء خالد الشاذلى، مدير المباحث الجنائية، والعميد محمود حسن رئيس مباحث الجنائية، واللواء أشرف نصحى نائب المدير لقطاع الجنوب، والعميد منتصر عبدالنعيم، رئيس فرع الأمن العام، والشيخ محمد ذكى رئيس لجنة الدعوة بالأزهر، وممثلين عن الأزهر والكنيسة وعمد ومشايخ وكبار عواقل العائلات والكاتب الصحفى عبدالمنعم العلكى .
من جانبه، قال وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، :"إننى فى كل مرة أشرف فيها بتواجدى بين أهلى بمحافظة سوهاج أشعر بسعادة غامرة، ونحن نقف جميعا سدا منيعا لوساوس الشيطان التى أوقعت العديد من الضحايا وعطلت الأعمال وأننا بعدما وصلنا إلى هذه المرحلة فعلينا أن نسجد لله شكرا".
وأضاف "شومان"،: "هذا الجمع الكبير غير المسبوق بصلح اليوم لهو خير دليل على أننا لازلنا على الطريق الصحيح، وأن الحقد والبغضاء غير متواجدين بقلوبنا، وشيخ الأزهر يقدم لكم جميعا التهنئة، ويدعو الله عز وجل أن يحل الأمن والأمان بينكم وبين أحفادكم، وأن تتبدل العداوة التى استمرت طويلا إلى ود وحب وسلام، فقد عبرتم باجتماعاتكم أنكم أهل جود وكرم فالعفو والصفح من شيم العظام والقوى من استطاع أن يصرع شيطانه ويشكر جميع رجال الخير الذين سهروا طويلا من أجل الوصول إلى هذا الصلح الكبير".
وأكد "شومان"، فى كلمته، أن لجنة المصالحات بالأزهر أخذت على عاتقها منذ بدء عملها القضاء على عادة الثأر من ربوع مصر خاصة فى الصعيد وقد نجحت اللجنة خلال الفترة القصيرة على إنشائها فى حل عدد من قضايا الثأر التى كانت تؤرق العديد من العائلات".
وقدم وكيل الأزهر الشريف التحية إلى رجال الجيش والشرطة وأعلن دعم الأزهر الكامل لهما فى محاربة الإرهاب بكافة المناطق من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن.
فيما أوضح اللواء عمر عبدالعال، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، أن إتمام المصالحات بين العائلات أمر يدعو للفخر خاصة إذا تم الأمر برعاية الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، مؤكدا دعم أمن سوهاج لكافة الجهود التى تقضى على الثأر فى مدن وقرى مصر، وأشار إلى أن هناك عبئا كبيرا على علماء الأزهر ورجال الدين المسيحى فى تغيير الفكر والمواجهة للخطاب الذى يدعو للعنف بعيدا عن القيم الدينية.
وأضاف مدير أمن سوهاج، أنه طبقا لتوجيهات اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، بضرورة الانتهاء من كافة الخصومات الثأرية وإعلان محافظة سوهاج بلا ثأر وسوف تستكمل المسيرة حتى النهاية لتصبح سوهاج خالية من الخصومات وتكون هى المثل الأول لكافة المحافظات.
من جانبه، قال الشيخ محمد زكى، رئيس لجنة الدعوة بالأزهر الشريف،:" إننى أشارككم فرحتكم لأن هذا اليوم عيد يضاف إلى الأعياد الموجودة، واعلموا أن نعمة الأمن لا تعلوها نعمة وأن نعيش فى أمن وسلام فهذا بغية كانت صعبة المنال فى السابق" .
وأضاف زكى أن مصر ستظل آمنة مهما حاك لها الأعداء، كما أن الصلح بين المتخاصمين فى أى مكان هو دليل أن أهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة لأن من بينهم أمة يدعون إلى الخير وهذا دليل قاطع على أن مصر محفوظة لأن بها من يعمر البلاد، وتابع:"صاحب الفتنة لن يدخل الجنة، والفتنة أكبر من القتل أما من يصلح بين المتخاصمين حفاظا على الأرواح والممتلكات حتى لا ينتشر الإرهاب الأعمى ومن يحمل السلاح علينا فليس منا.. إنهم خوارج هذا العصر".
وأوضح اللواء خالد الشاذلى، مدير إدارة المباحث الجنائية، أن سوهاج ضربت المثل الذى يجب أن يحتذى به فى إنهاء الخصومات الثأرية على مستوى كافة محافظات الجمهورية وتم تحقيق مصالحات لم تتم على مدار سنوات طويلة مضت، الأمر الذى يدل على الوعى المستنير لشعب سوهاج وارتفاع المستوى الثقافى ورغبته القوية فى حفظ الأمن ونبذ العنف من أجل الأجيال القادمة وخلق مناطق للتعايش السلمى الأمن الخالى من كل المنغصات الحياتية واللجوء إلى الطرق القانونية فى حل مشكلاتهم أو إلى الجلسات العرفية التى يقودها الحكماء والعقلاء من كبار وعواقل العائلات المنتشرة بكثرة بكافة المراكز والقرى والمدن والتى تلقى دعما كبير من قبل نواب الشعب الذين يكملون تلك المجهودات.
ترجع الخصومة الثأرية، والمقيدة برقم 1 لسنة 2016 بين أفراد عائلتى "الشوافع" و"العلالسة" بناحية أولاد عليو دائرة مركز البلينا والمحرر عنها المحضرين رقمى 5472 إداري المركز لسنة 2016، و5341 إدارى المركز لسنة 2017 والناجمة عن مقتل كل من، ناصر عرفات محمد زيدان وأحمد عبد العليم أحمد معداوي وأحمد محمد أبو زيد ينتمون لعائلة الشوافع ومقتل محمود محمد أحمد محمود وجبريل ثابت جاد الكريم والبدري مخلوف عبد المبدى وضياء جمال عبد الحميد ينتمون لعائلة العلالسة.
وتولى عملية تأمين الصلح اليوم اللواء أشرف نصحى، نائب المدير لقطاع الجنوب، وتم نشر العديد القوات بمحيط الصلح وتم وضع العديد من البوابات الإلكترونية للكشف على المعادن والأسلحة، وقدم للصلح الدكتور خليفة رضوان عضو لجنة المصالحات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة