أثارت ظاهرة تشوية الأعضاء التناسلية للإناث "ختان الإناث" جدلا واسعا فى إسبانيا بعد تأكيد عدة منظمات غير حكومية بوجود أكثر من 18000 فتاة فى إسبانيا، وثلث هذا العدد يعيش فى كتالونيا، وتقل أعمارهن عن 14 عاما، وذلك على الرغم من وضع الحكومة لبروتوكول خاص لمنع ختان الإناث منذ عام 2007.
ووفقا لصحيفة "كاسو أيسلادو" الإسبانية، فإن فى كل عام يتعرض ما يقرب من 3 ملايين فتاة لتشويه الأعضاء التناسلية فى جميع أنحاء العالم، و30 مليون فتاة عرضة لهذا فى السنوات العشر القادمة، ووفقا لمنظمة "مديكوس ديل موندو" غير الحكومية فإن هذه الظاهرة "أحد أخطر مظاهر العنف الجنسى".
وانتقدت الصحيفة المتحدث باسم المركز الثقافى الإسلامى فى أيرلندا فى كلونسكيج، على سليم، الذى يدافع عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مدعيا أنه جزء من الإسلام.
أما صحيفة "الباييس" الأوسع انتشارا فى إسبانيا فنشرت تقريرا عن ختان الإناث، تتهم فيه الحكومة الإسبانية بالتقصير فى الاهتمام بالقضية، وعدم تنفيذ البروتوكول الذى تم وضعه فى 2007 بالشكل المناسب للتقليل من عدد الفتيات اللاتى يتعرضن للختان.
وقالت الصحيفة، إن "البروتوكولات التى تم وضعها منذ 2007 حول ختان الإناث، أصاغها وزير الهجرة حينذاك لإدارة العمل الاجتماعى بالتعاون مع مسئولين من التعليم والصحة والداخلية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم العمل بها بالشكل المطلوب ولا تزال تلك العمليات مستمرة فى حق الفتيات فى إسبانيا"
ونقلت الصحيفة قول الباحثة الإسبانية إينا مانجاس فى منظمة "واسو –وآب" المتخصصة فى الوقاية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والتى قامت بدراسة ميدانية ،"أين تنفيذ البروتوكول؟ وهل هو مجرد توثيق على الأوراق فقط ولم يتم تطبيقه حتى الآن؟"، مشيرة إلى أن هناك 73 مكانا محليا يتم فيها ختان الإناث، وينتشر بشكل غير منتظم على المستوى الإقليمى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحلول 2030 سيكون عدد ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أكثر من 140 مليون فتاة.
وعلى النقيض من تقرير الباييس، تدافع صحيفة "الكاسا" عن إسبانيا فى تلك القضية، وقالت إن إسبانيا تعتبر هذه الممارسة شكلا متطرفا من أشكال العنف والتمييز ضد النساء، مثل الاتجار والاستغلال الجنسى، ومن خلال الوكالة الإسبانية للتعاون "إيسيد" تعمل إسبانيا فى السنوات الأخيرة فى مختلف الإجراءات الرامية إلى مكافحة هذه الممارسات، سواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية أو مع سلطات البلدان الآخرى التى تشترك فى مكافحة هذه الممارسات، من منظمات محلية تعمل على القضاء عليها.
وأضافت الصحيفة أن مالى تعد من أكبر الدول التى تشهد ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث تبلغ النسبة 91% من النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 49 عاما، ومنذ عام 2000 قدمت الوكالة الإسبانية للتعاون الدولى الدعم لمختلف المبادرات الرامية إلى مكافحة تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية بما فى ذلك التوعية بالمخاطر الناجمة عن تلك الممارسات، وتقدم إسبانيا تمويلات تصل إلى 200.000 يورو سنويا ، فقط لمالى.
كما أنه فى العام الماضى وافقت الوكالة الإسبانية على مبلغ جديد قدره مليون يورو لتنفيذ برنامج الصحة الجنسية والإنجابية فى منطقة كايس فى مالى أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة