قبل قرابة 3 سنوات.. بمراجعات فكرية عميقة، ودراسة متأنية، اختارت أماندا فيجوراس صحفية "الموندو" الإسبانية اعتناق الدين الإسلامى وارتداء الحجاب، مؤكدة فى ذلك الحين على حد قولها إن إيمانها بالكاثوليكية لم يكن قوياً بما يكفى للاستمرار فى اعتناقها للمسيحية.. ومنذ إسلامها حاولت "فيجوراس" فى مناسبات عدة التأكيد على أن الإسلام لا يرتبط بالإرهاب، وأن ما يروجه تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة لا يمت بصلة للدين الإسلامى وتعاليمه.
وقبل يومين، طرحت "فيجوراس" كتاباً جديد "لماذا الإسلام" توثق من خلاله تجربتها فى اعتناق الدين الإسلامى، وتحاول الرد على المعتقدات الخاطئة بشأن الإسلام فى الدول الأوروبية ومن بينها إسبانيا، ومن بينها الربط بينه وبين الإرهاب والفكر المتطرف.
أماندا فيجوراس
وفى حوار لصحيفة الموندو الإسبانية، قالت "فيجوراس" إن عدم اقتناعها بالكاثوليكية منحها الفرصة للتعرف بشكل أكبر على الدين الإسلامى والتقرب إليه، وهو ما جعلها تعتنقه بعد فترة من الدراسة، وبعدما تبين لها "جهلها بالايمان" ـ على حد وصفها.
وأضافت فيجوراس فى حوارها : "لم أكن أعرف الإسلام الحقيقى، واخترت أن أتغير ونجحت فى ذلك.. والآن أحاول من خلال كتابى أن أروى حياة امرأة أوروبية مسلمة، فليس سهلاً أن تكون مسلماً فى بلد أوروبى، لأنه نادراً ما يسمع صوت المسلمين فى بلادنا"، مشيرة إلى أنه على الرغم من وجود العديد من الكتب والدراسات الأكاديمية عن الإسلام سواء تلك التى كتبها مسلمون أو خبراء فى الشأن الإسلامى غير مسلمين، إلا أن غالبيتها لا يقدم الفهم الصحيح للدين إنسانيا واجتماعيا".
وتابعت: "ما أقدمه فى كتابى لا يمكن العثور عليه فى أى كتاب آخر قام بتأليفه خبراء فى الإسلام، آلا وهو الروح".
وخلال الحوار، تطرقت الصحفية الإسبانية إلى ما واجهته من قيود وانتقادات فور إعلان إسلامها، وقالت : "أنا سيدة عاقلة وناضجة إلى قدر كبير، وإلى القدر الذى يؤهلنى لاعتناق ما أؤمن به.. كما أن عدد الإسبان المعتنقين للدين الإسلامى فى تزايد مستمر"، وأضافت : "أنا اخترت بيتى وسيارتى ومهنتى وحياتى بأكملها، وأنا أيضا اخترت أن أكون مسلمة.. الآن أصوم وأصلى واتبع أركان الإسلام الخمس، وشعرت للمرة الأولى بوجود الله منذ اعتناقى هذا الدين".
وأوضحت أماندا فى مقابلة أجرتها معها صحيفة "الموندو" الإسبانية، إن "الاسلام ليس مقابلا للحجاب، فالإسلام ليس داعش أو أى نوع من الإرهاب، حيث أن الإرهاب ليس له دين، وأولئك الذين يدعون أنهم مسلمين هم فى الحقيقة لا ينتمون إلى أى دين".
وتستطرد أماندا بأن 42% من الإسبان لديهم أراء سلبية اتجاه الإسلام والمسلمين نتيجة الحوادث الإرهابية التى يرتكبها البعض باسم الإسلام، إلا أن الارهاب لا دين له وأن الذين يقومون بتلك الحوادث الإرهابية هم فى الحقيقة أكثر من يسيئون للإسلام".
وعن رؤيتها للإسلام، وردها على ما يشاع عن المسلمين فى الأوساط الأوروبية، قالت : "بخلاف الربط بين الإسلام والإرهاب، كثيراً من الأوروبيون يرون أن المرأة المحجبة هى تلك المرأة الفقيرة المهاجرة، والتى تنجب الكثير من الأولاد والزوج الملتحى كثير الصراخ والشجار.. إلا أن الحقيقة غير ذلك فهناك الكثير من النساء المحجبات الناجحات، ولا صلة بين الإسلام والفقر أو الجهل".
وقالت أماندا، إن الاسلام هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل وليس فى المظاهر الخارجية فقط وأنه من الصعب أن تكون مختلفا فى أوروبا، وعلى الرغم من أن الأوربيون يتفاخرون بالحريات التى يتمتعون بها إلا أن الحقيقة أن القليل منهم من يكون لديه الجرأة للتعبير عن حريته، فى حين أن الإسلام الصحيح يضمن الحرية للجميع على مختلف الأجناس والأديان والأعراق.
وما يقال عن الإسلام أنه يضطهد المرأة ، فهذا "هراء" ، ولكن الحقيقة أن هناك العديد من الأشخاص يرون أن الحجاب علامة "القمع"، وفى حال فهمنا ذلك، فالقمع هو تجريد السلطة من شخص ما، ولكن الحجاب فى حد ذاته سلطة ويعطى قوة للمرأة ويسترها، ويجعلها تتحلى بالشجاعة، وكتابى يؤكد كل ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة