قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، نحمل معنا لقيادة مصر ولحكومتها ولعلمائها وشعبها تحيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وحكومة وشعب مملكة البحرين.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة العلمية السادسة بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدولى الثامن والعشرون تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعنوان "صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها"، إننا لننتهز هذه الفرصة لنبارك لجمهورية مصر العربية الشقيقة بما حققه المؤتمر هذا العام من نجاح لافت وكبير، وذلك لما انطلق منه في الأساس من عنوان مهم وما اندرج تحته من محاور تلامس الواقع الذي نعيشه، مشيدين بما تم تقديمه في المؤتمر من بحوث قيمة، وما وقف عنده من مفاهيم دقيقة ينبغي تصحيحها وتوضيحها.
وأكد آل خليفة أن المؤتمر جاء فى وقت حساس تمر به أمتنا العربية والإسلامية؛ إذ تعيش أمتنا ودولنا تحديات كبيرة غير مسبوقة، لإضعافها واستنزاف طاقاتها ومواردها، وزعزعة أمنها واستقرارها، لتجعل منها أمة ضعيفة، ودولاً فاشلة، غير قادرة على النهوض، بل غير قادرة حتى على حماية نفسها وشعوبها، من أي مخططات أو مشاريع استعمارية أو توسعية.
وشدد آل خليفة، أمتنا الإسلامية تعاني اليوم من الإرهاب المجرم، الذى يريد لها أن تتآكل من الداخل وهذا الإرهاب ليس ظاهرة عارضة أو عفوية، بل هو اليوم صناعة شديدة الخطورة والتعقيد والتأثير، وتعتمد على البرمجة الذهنية والنفسية باحترافية عالية، وبدهاء ومكر كبيرين.
وقال إن في العالم اليوم جهات ومؤسسات، بل وللأسف بعض الدول، تعمل ليلَ نهار، وعبر دراسات دقيقة واستراتيجية، على صناعة الإرهاب، وتصديره إلى أمتنا ودولنا، للإضرار بها، وتهديد حاضرها ومستقبلها، كما تعمل على خلق مناهج عقائدية خطيرة، لتغذية الإرهابيين بطريقة تعزلهم عن أوطانهم ومجتمعاتهم؛ فكريًّا وروحيًّا واجتماعيًّا، وتوفر لهم حواضن اجتماعية آمنة، وتعيد برمجتهم تمامًا؛ بحيث تدفعهم إلى أعمال وحشية ودموية تحت شعارات وذرائع مقدسة.
وأكد أن الإرهاب الذي نشاهده اليوم، الذي اكتوى الجميع بناره في السنوات الأخيرة هو إرهاب مصنوع وعابر للحدود، ولا ينتمي إلى تاريخ هذه الأمة، ولا إلى طبيعتها الفكرية والنفسية والاجتماعية، وهو مزيج من الأفكار المتطرفة، والنفسيات المضطربة، التي زُرعت في صدور أناس فقدوا استقلالهم وعقولهم وانتماءهم، وانتظموا في مجموعات عقائدية مغلقة غسلت أدمغتهم، وخلقت لديهم مشاعر الغربة عن مجتمعاتهم، والكراهية لها.
وتابع: فينبغي على المعنيين فى أمتنا أن يتكاتفوا بصدق وعزيمة ويتشاركوا معًا في القراءة والتحليل والعمل، لحماية أوطاننا وشبابنا من هذه الآفة الشيطانية، عبر سلسلة من الخطوات الجادة، وأهمها تقويم الخطاب الديني، والعناية القصوى بمنابع التربية والتعليم والثقافة في المدراس والجامعات والمناهج الدراسية، والاهتمام بالمادة الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام لدينا، والتصدي بكل حزم لكل من ينشر التطرف، أو يثير الكراهية والفرقة في مجتمعاتنا، ومحاصرة رؤوس الفتنة في العالم، ومراقبة حركة الأموال التي تغذِّي الإرهاب والتطرف، مع ضرورة أن يتنادى أكابر علماء الأمة من جميع طوائفها ومذاهبها للتصدي لعقيدة الإرهاب وتفكيكها، والتأصيل الجاد والمسؤول لقيم السلام والتسامح والوئام، وذلك لتفكيك هذه المنظومة الفكرية والنفسية للمتأثرين بالأفكار المتطرفة، وتجفيف جميع منابع الإرهاب. فالتحدي الأبرز والأكبر هو أن نحفظ أبناءنا وشبابنا في أحضان أوطانهم، وضمن السياق التاريخي الصحيح لأمتهم وحضارتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة