يوسف القاضى يكتب: عن ألم التجاهل والصعيد المظلوم أتحدث

الثلاثاء، 27 فبراير 2018 06:00 م
يوسف القاضى يكتب: عن ألم التجاهل والصعيد المظلوم أتحدث أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ زمن ليس ببعيد دعيت إلى احتفالية أقامتها إحدى مدارس المدينة لتكريم مديرها بمناسبة بلوغه سن المعاش، فالرجل المكرم الذى بلغ الستين من العمر أمضى حياته فى تعليم الطلاب ثم فى إدارة المدرسة بإخلاص وحب شديدين، وكان المثل الأعلى للجميع علماً وأدباً وسلوكاً وأخلاقاً، كما أن له الكثير من المؤلفات فى الأدب وأنواع العلوم الأخرى، ولكن لا أحد يسمع به لأنه من مدن الصعيد التى لا يهتم بأهلها أحد، ولا يصلها الإعلام، لذلك بقى مغموراً لا يعرفه إلا أقاربه وزملاءه وجيرانه وأبناء بلدته وأبناء بعض القرى المجاورة، ولذلك كان لابد من تكريمه، علمت بذلك من كلمات الثناء والمديح بالاحتفالية التى اجتمعت عليها الإدارة التعليمية وجميع مدارس المدينة ومدارس القرى المجاورة، وللمصادفة كان اسمه (يوسف) فلم أنسه، ولا أنسى أدبه الجم ولباقته عندما تحدث مرحبا" بالضيوف وشاكرا" حضورهم، للأسف هناك الكثير من أبناء الصعيد ممن يشبه الأستاذ (يوسف)، ولكم آلمنى الجهل والتجاهل الذى حيق بهم لأنهم بعيدون عن القاهرة التى ملكت الأضواء كلها، فهى التى ترفع من تشاء وتنزل من تشاء، ولهذا بقى إبداع هؤلاء بعيداً عن متناول الأيدى والندوات والحوارات والأضواء والفائدة المرتجاة، وطبقاً للمنطق أن العلوم التى تبقى حبيسة الصدور والأمكنة كأنها لم تخلق أصلاً، وعلى العكس من ذلك فقد تطالعنا أسماء أدباء وكتاب جدد لمعت واشتهرت لأنها قريبة ممن بأيديهم الحل والربط، ولكى لا نظلمهم فقد قدم البعض منهم أدباً جيداً حاز على إعجاب الكثير، لكن الأغلب والأعم الكثير منهم قدم أدباً رديئاً ولكن لقربهم من العاصمة أتيحت لهم الشهرة وأضحوا نموذجاً يحتذى ففسد الأدب واستسهل وأهين، أما أدباء الصعيد الذين ملك بعضهم دفة السفينة موهبة وثقافة وأسلوباً، تم تجاهلهم عنوة فنأوا بأنفسهم عن التذلل والتوسل، وخطوا نحو طريق احترام النفس والحفاظ على كرامتهم بالانزواء عن الأضواء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة