قال الفنان التشكيلى المصرى العالمى الدكتور أحمد مصطفى، إن الغرب حينما يأتى إلى مصر ويشاهد حضارتنا الفرعونية يسأل عن عطائنا الحالى للفن.
جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى الذى عقد مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، والذى استضاف الفنان التشكيلى الدكتور أحمد مصطفى، وأدار اللقاء الشاعر وائل السمرى، رئيس قسم الثقافة فى اليوم السابع.
وفى بداية حديثه قال الشاعر وائل السمرى، إن لى كامل الشرف والفخر بأن أجلس على منصة واحدة مع الدكتور أحمد مصطفى، فى أول لقاء جماهيرى له، خاصة أن هذا اللقاء مع غير المختصين.
وقال وائل السمرى: أهوى الفن وأتابع كل أخباره، بحثًا عن الأعمال الفنية واللوحات فى المزادات العالمية، وحينما تعثرت فى اسم الفنان أحمد مصطفى ظننته باكستانى الجنسية خاصة أن له لوحات تتخطى مبلغ النصف مليون يورو، واستبعدت تماما أن يكون مصرى الجنسية.
وتابع "السمرى" تتبعت مسيرته الفنية، وما يقدمه من أعمال فنية لها طابع شديد الخصوصية تتعلق بالخط العربى والمدهش أننى أثناء تتبع هذه الرحلة لاحظت أن الصحف المصرية لم تنتبه لهذه الموهبة الكبيرة، حتى علمت بأن مكتبة الإسكندرية نظمت له ندوة فى بيت السنارى، وبعد الندوة تعرفت عليه ودهشت بانتمائه للثقافة العربية ولهويته المصرية.
وأضاف "السمرى": توطدت علاقتى الشخصية به، كالمريد مع شيخه، فأنا مريد الفن وهو مرشدى لما يتمتع به من روح المعلم والشيخ الكبير، وبرأيى أنه منذ أن ترك مصر كان الدكتور أحمد مصطفى يمثل معادلة كبرى، وقبل أن يتركها كان يمثل مصر فى محافل الفن العالمى مع رموز الفن العظماء، وهذا حينما كان فنانًا تشكيليًا.
وأشار وائل السمرى إلى أنه اكتشف أن الفنان الدكتور أحمد مصطفى يتمتع بجرأة وشجاعة فى تغيير "الكاريير"، فبعدما أثبت تحققه فى الفن التشكيلى قام بالاتجاه إلى فن الخط العربى وهذا ما جعل بريطانيا تضع لوحته بالخط العربى أمام لوحة المسيح لسيلفادور دالى.
كما أشار وائل السمرى إلى أنه حينما أرادت ملكة بريطانيا أن تهدى باكستان عملا فنيا فى عيدها القومى اقتنت لوحة للفنان أحمد مصطفى وأهدتها إلى باكستان، لكن رغم كل هذا النجاح إلا أن احمد مصطفى لا يزال مجهولاً لدى الكثيرين فى مصر وهو ما يثير التساؤلات.
وتابع "مصطفى" حينما ذهبت إلى إنجلترا والتقيت رئيس قسم التصوير فى الجامعة الملكية، ورأى أعمالى قال لى ليس لدينا ما نعلمك إياه، وبعد سنوات على تواجدى فى إنجلترا قرأت مقالا عما قام به "ابن مقلة" لفن الخط العربى ولم أكن فى هذا الوقت أعرف شيئًا عن الخط العربى ودهشت جدًا بما رأيته، وبدأت أبحث عن الكتب التى كتبت عن نظرية الخط لابن مقلة، والتى عجز الخبراء والمحققين عن فهمها على مدار 260 سنة.
وتحدث الدكتور أحمد مصطفى عن قيامه بعمل رسالة ماجستير عن ابن مقلة، مضيفًا: وفى رسالة الماجستير أعتقد أنه ليس على الباحث أن يأتى بجديد، بقدر ما عليه أن يحقق فى الملابسات، وبعد الانتهاء رفض خمس مناقشين، من وجهة نظرهم، منحى الدرجة حيث رأوا أننى لم أقدم شيئًا.
وأشار "مصطفى" إلى أنه لا يعرف من أين أتته الشجاعة ليقول للمناقشين "أنتم غير أكفاء لأخذ قرار بشأن هذه الرسالة، وسوف أرفع خطابًا للمجلس الوطنى للشهادات العليا لتعيين خبراء".
وتابع أحمد مصطفى وبعد أيام أتى مايكل روجيرز، المسؤل عن المتحف البريطانى آنذاك، وهو رجل يتحدث خمس لغات شرقية، وشرحت له جدوى الرسوم والوحدة الهندسية التى تنبثق منها، فقال لى: "الآن أدركت حديث أبن حيان التوحيدى وقيمة الخط عند ابن مقلة، ولم أكن أدرك وقتها أنا شخصيًا من هو "التوحيدى" لهذا سألته عنه فقال لى إنه عميد الأدباء فى القرن الرابع الهجرى، أو العاشر الميلادى وقال لى المقولة: إنه نبى الكتابة لقد أوحى إليه كما أوحى الى النحل لتسديس بيوته.
وأضاف "مصطفى" وقال لى أنت ستحصل على رسالة الماجستير بامتياز لكن يجب أن تعمل فى رسالة الدكتوراه على تحقيق النقطة ومن أين تأتى.
ورأى أحمد مصطفى أن العملية الإبداعية فى مصر والدول العربية تعتمد المنهج الغربى ولا تعرف للأسف حقيقة الفن الإسلامى وهى إحدى الطلاسم التى وقعت فيها المجتمعات العربية.
وأضاف أحمد مصطفى أن الرجل الغربى الذى يأتى إلى مصر ويشاهد الأهرامات والحضارة الفرعونية يسأل عن إبداع الشعب وعطائه الحالى للفن.