- بعض وسائل الإعلام تروج لقصص الإرهاب والطغيان والدمار فى العراق
- بغداد مستقرة وشعبنا صمد وتوحد فانتصر
- "صراع النفوذ" وراء القتال العنيف فى سوريا والبلاد تشهد كارثة إنسانية
- "دولارات ملطخة بالدماء" تريد إثارة الفتن بين المذاهب والقوميات.. والعراق دمر مرتين خلال السنوات الثلاث الأخيرة
- "السوشيال ميديا" سلاح خطير يهدد المجتمع.. ويجب الضغط على شركات مواقع التواصل الاجتماعى لوقف بث خطاب الكراهية والإرهاب
- حجم الأموال المنفقة فى صراعات المنطقة تكفى لحل مشكلات الدول العربية
- الفساد والإرهاب توأمان ينتجان نفس الدمار ويريدان إسقاط المجتمع.. ومصرون على فرض الحكومة الاتحادية لسلطتها
"بغداد صمدت.. توحدت.. فانتصرت" جملة لخص بها رئيس الوزراء العراقى كيفية انتصار الشعب العراقى بصموده ووحدته، ما مكنه من دحر تنظيم داعش الإرهابى، مشيدا بالدور الوطنى لأبناء الشعب العراقى فى القضاء على الإرهاب ودعم جهود الأجهزة الأمنية فى البلاد.
العبادى الذى تمكن من تحقيق المعادلة الصعبة بنجاح حكومته فى الانتصار على داعش عسكريا ووضعه استراتيجية وطنية شاملة للقضاء على الطائفية وترسيخه لمفهوم المواطنة والشراكة تحدث لـ"اليوم السابع" عن مكافحة الإرهاب فى العراق وتفاصيل مؤتمر الكويت المقرر انعقاده شهر فبراير المقبل بحضور عدد كبير من الدول، إضافة للتأكيد على دور الإعلام العربى فى تشكيل الوعى بين المواطنين.
وقال رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى فى حواره إن بلاده ترحب بمشاركة الشركات المصرية فى إعادة إعمار العراق، موضحا أن بلاده تحتاج لما يقرب من 100 مليار دولار لإعادة الإعمار، مشيدا بالخبرات الكبيرة التى تمتلكها الشركات المصرية فى عدة مجالات يحتاجها العراق فى الفترة المقبلة.
وفيما يلى نص الحوار..
ما الصورة الحقيقة للأوضاع الأمنية فى العراق؟ وهل بغداد آمنة؟
العراقيون عانوا لمدة 50 عاما وللأسف لم يسمع الكثير عن العراق سوى قصص الإرهاب والطغيان وحكايات الحرب والدمار، وهو ما يخلق انطباعا سلبيا يجب إزالته وإبراز حقيقة الأوضاع فى بلادنا، هناك من كان لا يريد للعراقيين أن يروا تحرير بلادهم من الإرهاب بل كان يريد أن يمحو العراق من خارطة العالم، والبعض لا يريد أن يتم تعمير العراق لكن صمود ووحدة العراقيين بددت كل تلك المؤامرات التى أرادت ضياع البلد ودفعه إلى الصراعات، وحدة العراقيين وصمودهم حقق النصر بتقديم التضحيات لتحرير أراضيهم وأبنائهم، والعاصمة بغداد آمنة والأوضاع مستقرة فى البلاد واختيارها عاصمة للإعلام العربى يؤكد مدى حرية بلادنا.
الإرهاب قبل سنوات هدد بغداد وكل المحافظات العراقية لكننا أبقينا حرية الإعلام والكلمة بشكل كبير ونريد أن نحافظ على ذلك، شريطة أن تكون حرية الحقيقة والكلمة الطيبة وعدم الترويج للأكاذيب والشائعات.
رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى
ما الاستراتيجية التى واجهتم بها تنظيم داعش الإرهابى؟
عقب سيطرة تنظيم داعش على عدة محافظات عراقية وهدد العاصمة بغداد تحرك أبناء الشعب العراقى وتوحدوا لمواجهة التنظيم المتطرف، وتقدم عدد كبير من المتطوعين للقتال بجانب القوات الأمنية، ومع صمود أبناء الشعب ووحدتهم بددنا مشروع داعش الإرهابى.
رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى فى حوار لليوم السابع
ومع احتدام المعارك وتسابق القادة العسكريين فى ميادين القتال للقضاء على الدواعش، أصدرت أوامرى خلال العام الأخير بعدم تقدم القادة فى الصفوف الأمامية للمعركة كى لا نخسر أيا منهم ويحقق الإرهابيون هدفهم بتصفية القادة العسكريين، فما يحدث فى العراق يحدث فى غالبية الدول، وعلينا دعم صمود الناس مع نقل الحقيقة ودعم تطلعات الشعب وإحياء بداخلهم روح الأمل كى تتحول المسيرة بشكل صحيح، فالتجربة الإنسانية مهمة فى هذا الإطار وأتمنى أن يركز الإعلام على هذا الجانب.
الدمار فى سوريا
الصراعات المسلحة فى سوريا
الواقع العربى أمام مناطق مشتعلة وخلافات بسبب الاستقطاب وشعرت أن دول تسعى لتحقيق مصالحها وأجنداتها على حساب الآخرين، على سبيل المثال القتال فى سوريا عنيف وهو قتال من أجل النفوذ وتحول الأمر لكارثة إنسانية فى الدولة الشقيقة، فمأساة سوريا ونزوح الملايين وما يجرى فى اليمن وليبيا يجب أن يتم مواجهته بقرار عربى وعدم الانتظار لأى توجيهات من الغرب، فالدول الغربية لها مصالح ونحن جزء من هذه المصلحة، وإذا تم رهن حياتنا ومصالحنا بهم لن يحدث حل لأن دول الغرب لها أولويات غير أولوياتنا.
الدكتور حيدر العبادى يعلن انتصار الجيش العراقى على داعش ودحره من أراضى العراق
الإرهابيون سيطروا بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة.. ما أثر ذلك على العراق؟ وكيف يمكن مواجهة خطر السوشيال ميديا؟
اليوم العالم كله يشهد مشكلة حقيقية فى انفتاحه على مواقع التواصل الاجتماعى حتى أصبحت مصدر المعلومة لكثير من الناس بما فيهم السياسيين، وأرى وجود مشكلة فى المعلومات بحيث اختلط الكلام الذى يبنى والآخر الذى يريد إسقاط الآخرين ويحرمنا من نعمة الحرية التى لا يجوز التجاوز عليها، وعلينا ألا نسمح بنشر الأكاذيب والشائعات.
هناك حملات تريد إثارة فتن فى الدول بين القوميات والمذاهب ويصرف عليها دولارات ملطخة بالدماء، الكلمة كما هى تعمر القلب وتوحد الأمم كذلك يمكنها أن تكون رصاصة وعبوة مدمرة عندما تستخدم فى الباطل، نحن مع حرية الإعلام شريطة أن يكون هناك التزام من قبل الإعلام فنحن لا نريد السيطرة على وسائل الاعلام.
مواقع التواصل الاجتماعى
الإرهابيون يرسخون أفكارا خبيثة تستهدف شبابنا وندعوا الإعلاميين العرب والصحافة للحذر من ظاهرة التواصل الاجتماعى التى لا يمكن أن تواجهها الدول بشكل كامل، أنا مع إبقاء الحريات لكن لابد من أداة مع الشركات للضغط عليهم كى لا يستخدموا الجريمة المنظمة والإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فالتكنولوجيا الحديثة التى يستخدمها الإرهابيين وتوجيه الشباب عبر القدرات الهائلة التى تمتلكها تلك الجماعات يمكنها تدمير المجتمعات فقد أضحت مواقع التواصل الاجتماعى مثل السلاح، ويجب علينا الضغط على شركات مواقع التواصل الاجتماعى لمنع الخطاب الداعم للإرهاب والمروج للأكاذيب.
استخدم الإرهاب "السوشيال ميديا" بشكل بشع وشركات مواقع التواصل الاجتماعى غير مهتمة بالرأى العربى ولم يعملوا على مواجهة هذه الظاهرة.
رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى
كيف يمكن مواجهة الفكر التفكيرى الذى أصاب العراق؟
سلاح التنمية الاقتصادية مهم جدا وهو الآلية الأنسب لمواجهة الأفكار التكفيرية، وحجم الأموال التى تم إنفاقها فى النزاعات والصراعات بالمنطقة، لاسيما الحرب العراقية الإيرانية وغيرها كانت ستحل كل المشكلات التى تواجه الدول العربية، ونتطلع لأن تذهب تلك الأموال للطبقات الفقيرة لتدشين مشروعات تنموية وعلينا أيضا خلق أمل للشباب وأن تكون دول المنطقة معنية بذلك.
يجب أن يكون هناك تواصل مع دول المنطقة والعراق الذى يمتلك تحألفات عدة فى المنطقة، ونسعى للتعأون اقتصاديا مع الدول التى نتحألف معها، والسؤال هنا هل بإمكاننا وقف الاستقطاب فى المنطقة الذى استنزف ثرواتنا وقدراتنا.
الآن بدأ العراق يتعافى لكن لا تزال هناك مشكلات تواجهنا، وعلى الرغم من تعدد المذاهب الدينية فى بلادنا لكن الكل يعيش فى جو من الوحدة الوطنية فالحاكم بيننا هو الدستور العراقى، والاختلاف بين المكونات صحى وجيد وهناك حقائق يجب أن نبرزها لكن رفض الحوار والرأى الآخر يؤدى للإرهاب ويشكل خطرا على الدول.
رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى يلتقى المهندس إبراهيم محلب
متى ينطلق إعادة إعمار العراق فعليا على الأرض؟ وما هى الفرص المتاحة للشركات المصرية؟
صراحة نحن نعمل على إعادة الأمن والاستقرار لكل المناطق المحررة بتوفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وإعادة النازحين، ثم نبدأ بعد ذلك بالإعمار، وشكلنا مجلس أعلى لإعمار المناطق المحررة لأن كل مدن العراق تحتاج لإعمار بسبب الحرب على الإرهابيين الذين دمروا عددا كبيرا من المدن العراقية، وقد تسبب انهيار أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة والحرب بإهمال فى تقديم الخدمات المقدمة للمواطن العراقى، فالمناطق المدمرة تحتاج لإعادة إعمار العراق بالكامل.
هناك مدن عراقية مستقرة والأمور تسير بشكل جيد ومنها على سبيل المثال الأنبار وصلاح الدين وعادت الشركات النفطية للعمل فى هذه المدن، أما عن مؤتمر إعادة الإعمار فقد طالبنا الكويت بأن تحتضن الكويت استضافة مؤتمر إعادة الإعمار العراق بحضور ممثلى شركات عالمية.
والحقيقة أن الإعمار قائم بشكل أساسى على الاستثمار لكن الوضع الإقليمى والدولى لا يسمح للدول بإعطاء منح بسبب انخفاض النفط وأمور أخرى، لكننا نطمح أن تكون هناك منح وأن يكون هناك جزء موجه لاستثمار فى إعادة الإعمار، وسيكون للشركات المصرية دور كبير بسبب الخبرات الواسعة لها فى عدد من المجالات التى نحتاج إليها خلال ألفترة المقبلة، أما المستثمر فهو يبحث عن فرص للاستثمار وبلادنا مواتية للاستثمار وهو ما يخلق فرص عمل كبيرة فى العراق.
ويوفر الاستثمار القيمة المضافة للمواطن الذى يشعر بتحسن الأوضاع فى ظل وجود الاستثمار بشتى المجالات، وقد مرت بعض الدول بتجارب خاطئة والعراق يعانى من الفساد إضافة للبيروقراطية فى البلاد، لكننا عازمون على مواجهة تلك المشكلات وحلها لخلق البيئة المواتية الخصبة للاستثمار، ونسعى للانطلاق بشكل صحيح فى إعادة الإعمار ونعمل جاهدين على مواجهة الفساد ومحاربته، ونعمل على ألا يشكل الروتين عبئا على المواطن العراقى ونحن نرحب بالشركات المصرية للعمل فى إعادة الإعمار.
رئيس الوزراء العراقى يلتقى المهندس إبراهيم محلب والوفد المصرى المرافق له
أما عن المواطن العراقى فهو يريد تنمية العراق باعتبارها بلد نفطى ولا يعى كمية التحديات التى تواجه البلد وعدم قدرته على إعادة الإعمار، ويواجه العراق مشكلات فى عدم وضوح الأنظمة فى شرح الصورة للمواطن الذى يطالب دوما بالتنمية، لدينا محافظات داعش بنيتها التحتية وآخرى تأثرت حيث قدمت تلك المحافظات أبنائها لدحر داعش، ونحن سنهتم بكافة المحافظات العراقية لأنها بألفعل تحتاج لتنمية.
وهنا أشير إلى أن البعض تصور أن ظهور داعش سيمكنهم من تنفيذ مخططاتهم الخبيثة فى العراق وخدعوا الشعب العراقى الذى رحب بعضه فى بداية الأمر، وتسبب التنظيم الإرهابى فى تدمير البنية التحتية فى العراق.
لقد دمر العراق مرتين الأولى عندما دخل تنظيم داعش والثانية عندما قاتلنا لدحر داعش وقدمنا تضحيات كبيرة، والأولوية فى الفترة المقبلة ستكون للمواطن العراقى كى يشعر بالتنمية، وقد تمت إعادة نسبة كبيرة من النازحين إلى مدنهم.
وقد تسبب تمسك داعش بتواجده فى الموصل فى تدمير البنية التحتية بالكامل، وحسم الجيش العراقى المعركة بشكل واضح لكن دمرت البنية التحتية للمدينة التى بها بنايات قديمة.
رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادى يلقى خطاب النصر على داعش
هل ستحل الأزمة مع إقليم كردستان العراق قبل تنظيم الانتخابات التشريعية المقبلة؟
بداية أؤكد أن المشكلة الكردية جزء منها تاريخى ونحن نحترم تطلعات الأكراد، وكانت المشكلة الكردية هى معركة كل الحكومات العراقية المتعاقبة، وهناك مشكلة قومية لأنهم يمتلكون نقاط قومية، وهناك أزمة فى النفط وإعادة الرواتب للعاملين فى الإقليم ونعمل على حل تلك المشكلات.
نحن نعترض لعدم وجود شفافية أو محاسبية فى إقليم كردستان ونرفض إدارتهم للأمور هناك، حيث تدار بطريقة حزبية، ونحن بالعراق وعلى مدار سنوات اعتمدنا على المحاصصة فى المناصب السياسية العليا باعتبار الانتخابات حزبية تكون بنظام المحاصصة، لأن البرلمان العراقى يتشكل على أساس حزبى وبالتالى الحكومة تكون حزبية.
وقد التقيت خلال مشاركتى الأخيرة فى مؤتمر دافوس مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزانى وقوباد طالبانى، وتم الاتفاق على خارطة طريق ونتمنى أن تنفذ بشكل سليم، وهنا أشير إلى أن البعض لا يريد حل الأزمة ويصر على إقامة وطن قومى للأكراد وهذا حلم وطموح، لكننا كى نرفض ذلك بشكل كامل، ولدى إصرار كامل على حل هذه المشكلة بشكل كامل، وحريص على الحل وفرض السلطة الاتحادية لسلطتها فى الاقليم فى إطار التزامنا بالدستور والقانون.
الدكتور حيدر العبادى يلتقى رئيس وزراء إقليم كردستان فى دافوس
هل مؤتمر إعادة الإعمار فى الكويت سيكون مساهما فى الإسراع بوتيرة محاربة الفساد خصوصا أن الدول المانحية تربط مساهمتها بإدارة شفافة مالية ومحاسبية فى العراق؟
هذا صحيح نحن نعمل على تنفيذ إجراءات محاربة الفساد وتحجيمه لكن لا يستطع أحد القضاء على الفساد بشكل كامل فى الدولة العراقية، لكننا ماضون فى طريقنا للقضاء على أسباب الفساد ببلادنا.
فى سنوات سابقة كان هناك فساد وعلى سبيل المثال كان يتم إصدار جوازات سفر للمواطنين للمواطنين العراقيين عبر دفع مبلغ يتراوح بين 2 إلى 3 آلاف دولار، الحكومات السابقة حاولت الضرب بقوة واعتقلت عددا كبيرا، والآن نجحنا فى إصدار جوازات السفر بيوم واحد وذلك بتنفيذ إجراءات وآلية واضحة لمحاربة الفساد، إعادة الإعمار بالبلاد العراق يحتاج لمبلغ يقدر بـ100 مليار دولار، ربما لا يستطيع أحد أن يحارب الفساد بشكل كامل لكن فى الاستثمار نحرص أن يكون المال فى مكانه الصحيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة