تركت الجمهورية التركية صف الدول الألد عداءً للرئيس السورى بشار الأسد، واصطفت فى صف الدول الداعمة للنظام. من منطلق تحقيق مصالحها الشخصية فقط وليس دعما للديمقراطية والحرية كما يدعى نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لكسب عواطف المسلمين فقط.
فقد خففت أنقرة لهجتها من النظام السورى فى الاشهر القليلة الماضية، فى حين عززت تعاونها مع روسيا، الحليف الرئيسى لسوريا. إلا أن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط، بل دافعت تركيا أمس السبت عن دعم روسيا لدمشق باعتباره دعما للدولة السورية، وليس للرئيس بشار الأسد الذى قالت إن عليه التنحى فى "مرحلة ما" فى المستقبل.
· صورة - إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
وقال إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى أعقاب استضافة روسيا الثلاثاء لمؤتمر سلام فى سوريا، كان الرئيسان الروسى والتركى أعربا عن "الارتياح" بشأنه، أن الموقف الروسى "لم يكن حماية الرئيس الأسد شخصيا بل حماية مؤسسات الدولة وأجهزة الدولة والجيش السورى وعناصر النظام". وقال أيضا: أن روسيا تريد ضمان عدم انهيار الدولة بشكل تام فى سوريا.
وقال كالن، إن موقف تركيا من سوريا متمايز عن إيران الحليف الرئيسى لدمشق. وقال "إيران تدعم النظام ونحن لا نفعل ذلك، وهم يريدون الإبقاء على الأسد ونحن لا"، مشيرا إلى أن طهران لديها "نفوذ واضح" على النظام فى دمشق.
إلا أن التصريحات الصادرة عن الرئاسة التركية أثارت جدلا كبيرا بين جمهور عريض من المتابعين للموقف التركى من الأزمة السورية. حيث أكد معظمهم أن المواقف التركية والإيرانية من الأزمة السورية تثبت وجود أطماع لهما فى الدولة ومصالح شخصية يسعون لتحقيقها على حساب الشعب السورى الجريح والمتاجرة باسمه.
فقد أبدى النظام التركى فى بداية الأزمة السورية، تعنتا من استمرار النظام السورى وتشددا فى إسقاطه لقتله لشعبه وتشريده. واليوم يتخلى عن هذه الشعارات-التى أثبتت الأيام أنها فعلا شعارات- وتناسى الرئيس أردوغان قتل وتشريد الشعب السورى واتجه لدعم الرئيس الأسد دفاعا عن مصالحة فقط.
ويتزايد الترقب لموقف تركيا من الاسد منذ أن أطلقت انقرة عملية حدودية فى 20 يناير فى بلدة عفرين السورية مستهدفة مقاتلين اكرادا.
ويقول محللون أن اتفاق عقد بين روسيا وتركيا لإعطاء الضوء الأخضر لأنقرة لعملية عفرين مقابل اتفاق حول منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة والتى تدعمها تركيا.
فى غضون ذلك، قال رئيس حزب المعارضة التركى الرئيسى كمال كليجدار أوغلو، أمس السبت، أنه ينبغى على تركيا أن تقيم علاقات مع الحكومة السورية، داعيا إلى تغيير السياسة فى أنقرة.
وقال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهورى مخاطبا الحكومة، "تواصلوا بشكل فورى مع الحكومة السورية، فهى تقف مع وحدة الأراضى السورية كما نحن مع وحدتها أيضا، إذا كان المراد الحفاظ على وحدة الأراضى السورية ووقف سفك الدماء، فإنه ينبغى إقامة علاقات مع الدولة والحكومة السورية". وأدلى كليجدار بالتصريحات فى مؤتمر للحزب فى أنقرة سيقوم الأعضاء خلاله بانتخاب قيادة الحزب. وينظم كيليتشدار حملته للإبقاء على منصبه على رأس الحزب المنتمى لتيار يسار الوسط.
تجدر الإشارة أن الرئيس التركى طيب أردوغان لم يستبعد، فى وقت سابق، إمكانية التعاون مع السلطات السورية فى المستقبل بشأن مسألة مواجهة الجماعات المسلحة الكردية. بيد أنه قال أنه لا توجد مثل هذه الاتصالات حتى الآن. ووعد كليجدار أوغلو بحل مشكلة الإرهاب خلال أربع سنوات فى حال جاء إلى الحكم. وتعهد كليجدار أوغلو بالتخلى عن السياسة فى حال لم يستطع حل مشكلة الإرهاب خلال هذه الفترة، وبنشر السلام والاستقرار فى ربوع الأناضول كلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة