داخل منزل صغير بقرية الشيخ مكرم بمحافظة سوهاج، يعيش طفل كفيف 15 عاما ذات موهبة كبيرة فذة، فقد برع فى فن الخطابة، وهو فى هذا السن، واستطاع أن يبهر الجميع بأسلوبه الجذاب، وبدأ يخطب الجمعة فى أحد المساجد بالقرية منذ شهور، بالإضافة إلى أنه يحفظ القرآن كاملا تجويدا وترتيلا، فيقوم بتجهيز خطبة الجمعة على طريقة برايل، وكذلك دروسه فى المعهد الدينى الأزهرى بقرية تونس، حيث أنه يدرس فى الصف الثالث الإعدادى الأزهرى، ويحصل سنويا على المركز الأول على فصله والمعهد والدرجات النهائية.
الطفل الصغير "على أيمن" ولد كفيفا، وحاول والده كثيرا إجراء العمليات الجراحية له، إلا أن الأطباء أكدوا أن الطفل ليس له علاج، ومن وقتها وهو فى سن الثالثة من عمره بدأ فى حفظ القران الكريم، وأتم حفظه خلال 3 سنوات فقط، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة، وعندما تعدى سن العاشرة اكتشف أحد الشيوخ موهبته فى الخطابة، واتجه إليها حيث تدرب تماما على إلقائها بعد سماعها ودراستها عن طريق الخطب الناطقة، وبالفعل بدأ فى إلقاء الخطب منذ 6 أشهر بطريقة متقنة وبارعة جعلت الجميع يستمع إليه.
التقى "اليوم السابع" بالطفل على أيمن فى منزله، ليحكى رحلته مع الخطابة وتفوقه الدراسى، وقال فى البداية أنه يشعر بسعادة كبيرة أثناء إلقائه خطب الجمعة، فقد اكتشف موهبته أحد الشيوخ بقريته، والذى كان يحفظ على يديه القرآن ويتدرب أيضا معه على إلقاء الخطب، وعندما شعر أنه متمكن فى إلقائها، قرر أن يخطب متطوعا فى قريته، فيقوم بتجهيز الخطبة بطريقة برايل بعد كتابتها، وكانت فى البداية تحتاج منه مجهودا كبيرا، بالإضافة إلى سماعه الخطب الناطقة والخاصة بالمكفوفين.
ويضيف الطفل: بدأت فى حفظ القرآن الكريم وأنا فى سن الثالثة من العمر، وأتممت حفظه فى 3 سنوات، بتجويده وترتيله، وأعكف حاليا على دراسة القراءات السبع، وبالتزامن معها حفظ بعض الأحاديث النبوية.
أما عن دراسته، فيقول "على"، إنه يذهب يوميا إلى معهده الأزهرى بقرية تونس بسيارة مع زملائه، ويحب الدراسة جدا ويحصل دائما على المركز الأول على المعهد والدرجات النهائية، حيث أنه يقوم بالمذاكرة 4 أو 5 ساعات يوميا بطريقة برايل، ولكنه يواجه مشكلة فى ذلك، حيث أنه يحتاج إلى الكتب الخاصة به مطبوعة بطريقة برايل جاهزة لمذاكرة وشرح دروسه بسهوله، حيث أنه يقوم بطباعة الكتب الذى يحصل عليها من المعهد، وتأخذ منه وقتا كبيرا فى طباعتها مما تعطله عن المذاكرة.
ويضيف الشيخ على قائلا: "عايز كتبى مطبوعة بطريقة برايل لأنى بتعب فى طباعتها، وبطلع الأول على المعهد، وطموحى أطلع أستاذ بكلية أصول الدين، أنا راضى بنعم ربنا على بعد حرمانى من نعمة البصر، وربنا عوضنى بتفوقى ".
فيما قال والده "أيمن على حسن" 42 سنة، عامل، أنه دائما يشكر الله على ما منحه لابنه على من نعم رغم فقدان بصره، فلديه 3 أبناء آخرين فى مراحل التعليم، وحاول كثيرا علاج ابنه، وعندما فقد الأمل فى شفائه عوضه الله كثيرا، فنجله بارعا فى قراءة القرآن وتجويده وترتيله، وسوف يحصل على الإجازة قريبا، بالإضافة إلى تفوقه الدراسى، وكذلك يملك ابنه مكتبه دينية شاملة داخل المنزل.
ويضيف والد الطفل، أنه يستمع إلى خطب نجله فى المسجد أحيانا ويشعر بسعادة غامرة لما يملكه من موهبة وبراعة فى إلقائها، وهو فى هذه السن، فيقوم بتجهيز الخطبة بطريقة برايل، ثم يتوجه إلى المسجد مع صديقه والذى يقوم برعايته داخل المسجد، وحتى بعد الانتهاء منها وذهابه إلى المنزل.
ويطالب والد الطفل، بالتيسير على نجله فى استذكار دروسه وشرحها، حيث يطالب بطباعة الكتب دون مشقة، لأنه يقوم بطباعتها فى إحدى المدارس الخاصة بالمكفوفين، وهو ما يكلفه مجهودا كبيرا بالإضافة إلى احتياج نجله بعض الكتب الشرعية لإعانته على الخطابة.
محرر اليوم السابع مع الشيخ على
الطفل على مع والده
على مع صديقه الذى يقوم برعايته داخل المسجد
شهادة تقدير بحفظ القران كاملا
القران الكريم بطريقة برايل
الطفل على المنبر فى احدى خطب الجمعة
شهادة تقدير بحصوله على المركز الأول على المعهد
الشيخ على بعد الانتهاء من احدى الخطب
الشيخ على داخل المسجد الذى يخطب فيه الجمعة
الطفل أثناء تجهيزة الخطبة بطريقة برايل