صيف فى فبراير.. خبراء البيئة: وصول الحرارة لـ30 درجة فى فبراير نتيجة للاحتباس الحرارى.. الظاهرة تهدد بتلف المحاصيل وتؤدى لتراجع الإنتاج الزراعى 15%.. ومشروع الـ 100 ألف صوبة برعاية الرئيس أفضل الطرق لمواجهتها

الإثنين، 05 فبراير 2018 06:20 م
صيف فى فبراير.. خبراء البيئة: وصول الحرارة لـ30 درجة فى فبراير نتيجة للاحتباس الحرارى.. الظاهرة تهدد بتلف المحاصيل وتؤدى لتراجع الإنتاج الزراعى 15%.. ومشروع الـ 100 ألف صوبة برعاية الرئيس أفضل الطرق لمواجهتها الاحتباس الحرارى
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

31 درجة مئوية، هذا ما ستبلغه درجة الحرارة يوم الخميس المقبل فى ذروة الموجة الحارة التى تشهدها مصر حاليا، قبل عشرة أيام شهدنا موجة أخرى أقل حدة من الحالية، صاحبتها رياح وأتربة عنيفة، أما الأمطار فإنه رغم انقضاء الجزء الأكبر من الشتاء، إلا أن سماء القاهرة لم تمطر سوى مرة واحدة فقط ولفترة وجيزة، ليتحول الأمر إلى شيء طبيعى، أن نجد الحرارة المرتفعة فى أيام هى من المفترض أن تكون ذروة الشتاء.

 

هل ما نشهده اليوم هو أمر طبيعى؟، أم ظاهرة متعلقة بتغير عالمى للمناخ؟، هذا هو السؤال الذى توجهنا به للدكتور مجدى علام خبير البيئة، ومستشار وزير البيئة الأسبق والذى أكد لنا أن ما نشهده اليوم هو بالقطع أثر واضح لظاهرة الاحتباس الحرارى، فقد حدثت تغيرات فيما يطلق عليه المناخ الموضعى أو المناخ المحلى فى مصر، نتيجة تغيرات المناخ الكلى فى العالم بأكمله، وما نشهده اليوم هو أشهر تأثيرات التغير المناخى، أو ما يسمى بعمق الظاهرة كأن تطول فترة الصيف ويقصر الشتاء، أو تزيد الأمطار بشدة أو تقل بضراوة أيضا، ونجد أن الرياح التى تأتى هادئة عادة كل عام تتحول إلى أعاصير، وهذا هو بالضبط الأثر المرتبط بالتغير المناخى.

 

الدكتور مجدى علام أضاف لـ "اليوم السابع" إن الأثر الأكثر بعدا وغير الملحوظ  والأكثر خطرا، التأثير الشديد على المحاصيل الزراعية فارتفاع الحرارة كفيل  بتدمير محصول مثل التفاح والذى يحتاج إلى مناخ بارد للنضج، وبالعكس فإن أسبوعا باردا فى الصيف كفيل بتدمير محصول المانجو، وهو ما يضعنا أمام ضغط اقتصادى كبير ويكلفنا نحو 35 مليار دولار لتغيير طريقة الزراعة واستخدام الرى بالتنقيط، وكذلك تغطية القنوات والترع لتقليل نسبة البخر.

 

واعتبر علام أن واحدا من أهم مشروعات الرئيس السيسي حاليا هو مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية، والذى سيقى مصر مشكلة التقلبات المناخية، لأن الصوبة تتحكم فى المناخ والمحصول والمياه والطاقة ودرجة الحرارة، أما الزراعة المكشوفة فإن العالم كله يتجه للتوقف عنها.

 

ما قاله الدكتور مجدى علام هو نفسه ما حذرت منه الأمم المتحدة فى تقريرها الصادر عام 2015 عن التغير المناخى، الذى أكد أن محاصيل عالمية مثل الذرة والفول بدأت تواجه نقصا حادا فى الإنتاجية حول العالم، كما أن ملايين من السكان حول العالم سيعانون بحلول عام 2050 من نقص الغذاء بسبب تغير المناخ، أما المناطق الأكثر تضررا فهى القارة الأفريقية والهند والمكسيك والبرازيل، قائلة إن 60% من الشركات الزراعية تأثرت سلبا بتغير المناخ.

 

أما الظاهرة الأخرى التى حذرت منها الأمم المتحدة فى تقريرها، هو ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر فى العالم، والذى زاد بالفعل بنسبة 19 سم بسبب ذوبان 106 كيلومترات من الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى كل عشرة أعوام بسبب ارتفاح درجة الحرارة، و توقعت الأمم المتحدة أن يرتفع متوسط مستوى سطح البحر ليكون 24-30 سم فى 2065 ثم يرتفع بنسبة 40-63 سم بحلول عام 2100.

 

الدكتور مجدى علام لفت إلى أن مصر أحد الدول التى ستتأثر بارتفاع مستوى البحر، لافتا إلى أن سور أبو قير الذى بناه محمد على لفصل مياه البحر عن النيل غمرته المياه بالكامل، كما أن الأمواج الشديدة بدأت تظهر فى ظل ظاهرة النحر وتآكل الشواطئ ما يكلفنا سنويا نحو 1.5 مليار جنيه كتل خرسانية لحماية الشواطئ.

 

ونفى علام أن يحدث ما يقوله البعض من غرق الدلتا، لكنه حذر أيضا من خطورة زيادة منسوب مياه البحر على الأراضى الزراعية شمال الدلتا، قائلا إن الفلاحين فى كفر الشيخ يطلقون على تلك الظاهرة "ركوب البحر" بأن يتسرب ماء البحر للأراضى الزراعية القريبة من الشواطئ ما يجعلها مالحة وغير صالحة للزراعة، مشددا على أن زراعة الأرز فى كفر الشيخ عن طريق غمر الأراضى بالمياه ضرورة قصوى بيئيا وليس فقط مجرد عملية زراعة تقليدية عادية، لأنه وبهذه الطريقة لزراعة الأرز فى كفر الشيخ نحمى التربة من الملوحة التى تدمرها.

 

الدكتور محمد الراعى الخبير بمجال التغيرات المناخية شدد أيضا على أن ما نشهده اليوم من ارتفاع درجة الحرارة بشهر يناير، أو مشاهدة موجات حرارة فى الصيف تتخطى 40 درجة، كل هذا هو أثر مباشر للتغير المناخى، وهى ليست ظاهرة متعلقة بمصر لكن مرتبطة بالعالم كله.

 

وأضاف الراعى فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن الزراعة هى أكثر القطاعات المتضررة من تلك الظاهرة، فجميع الانتاج الزراعى فى مصر انخفضت بنسبة ما بين 15% إلى 17% ما عدا القطن بسبب تغيرات المناخ.

 

الراعى أكد أن التحكم فى تلك الظاهرة من قبل مصر يتم بالفعل عن طريق تقليل انبعاثات غاز ثانى اكسيد الكربون عبر نظام الـ cdm، لكن هذا لا يكفى لأن يغير ظاهرة مرتبطة بالعالم كله، فمصر لا تنتج أكثر من 0.7% من انبعاثات الحرارة عالميا، لذا فإن ما علينا أن نفعله هو التخطيط المسبق، مثل التوقف عن إقامة مبانى فى المناطق المنخفضة على سواحل البحر، ومراعاة الدقة فى عمليات إدارة الشعب المرجانية كى لا يتم تدمير تلك الثورة المهددة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وتوفير استهلك المياه والكهرباء بشكل عام، وبناء الكتل الخرسانية على البحر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة