فى الوقت الذى يتفاخر فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإنجازاته فى الاقتصاد، هوت الأسهم الأمريكية أمس الاثنين، فى يوم متقلب على حد وصف صحيفة واشنطن بوست، وهبط مؤشر داو جونز حوالى 1600 نقطة عند أدنى مستوياته فى تعاملات أمس، وهو هبوط كبير جدا، وكان متوقعا بعد مستويات قياسية مرتفعة خلال الفترات الماضية.
وقالت شبكة CNBC الأمريكية إن مؤشر داو جونز أنهى جلسة التداول ببورصة وول ستريت أمس الاثنين منخفضا 1175.21 نقطة، أو 4.5% إلى 24345.75 نقطة، بينما هبط المؤشر الرئيسى الأوسع نطاقا ستاندرد أند بورز 500 أيضا 113.19 نقطة أى 4.10%، ليغلق عند 2648.94 نقطة. وأشارت الشبكة إلى أن المؤشران داو جونز وستاندرد أند بورز سجلا أكبر هبوط ليوم واحد من أغسطس عام 2011.
كما أن مؤشر داو جونز سبق أن خسر نحو ألف نقطة فى وقت قصير فى عام 2010 بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تراجع مؤشر داو جونز أثار القلق بين الأمريكيين الذين رأوا مدخرات تقاعدهم تشهد ارتفاعا ثابتا دون أى تحركات سريعة تعد جزءا من دورة السوق العادية كما أن هذا الانهيار للأسهم الأمريكية يهدد بحرمان الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين من أحد النقاط التى يفضلون الحديث عنها فى المراحل الأولية لحملة انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل.
ويقول دانيال وينر ، الرئيس التنفيذ لشركة "ادفايسر" للاستثمارات إن ما حدث هو "علم النفس الجماهيرى" فى أفضل الأحوال، فقد كان هناك قلقا بين المستثمرين فى عطلة الأسبوع بشأن ما حدث يوم الجمعة وقاموا بالبيع يوم الاثنين. وأوضح أن هذا أمر طبيعى يتعلق بالتقلبات اليومية العادية لسوق الأسهم.
وكانت الأسهم الآسيوية أيضا قد شهدت يوما متقلبا اليوم بعد التراجع فى التعاملات الأمريكية أمس الاثنين. وتراجع مؤشر بورصة نيكى اليابانى أكثر من 6% فى بداية التعامل، وكذلك تراجع مؤشر بورصة هونج كونج حوالى 4%، وكذلك الحال فى استراليا وكوريا والصين.
ويشير المحللون إلى سبب غير عادى لهذا الاضطراب وهو ارتفاع الأجور فقد ذكرت وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة الماضية أن الأجور شهدت ارتفاعا 2.9% فى يناير مقارنة بالعام السابق وكان هذا أسرع معدل للنمو فى حوالى 10 سنوات، ودليل على أن معدلات البطالة المنخفضة بشكل استثنائى تجبر أصحاب العمل على دفع أجور أعلى.
ويقول الخبير الاقتصادى تورستين يلوك، إن تقرير البطالة أظهر أن الأجور ترتفع فى أعلى معدل لها منذ الركود، فقد استيقظ المستثمرون على حقيقة أنهم لن يكون هناك معدلات فائدة قليلة إلى الأبد.
وعلق البيت الأبيض على موجة الهلع التى سادت جلسة التداولات فى وول ستريت بالقول أن الرئيس دونالد ترامب يركز على "الأساسيات الاقتصادية" البعيدة المدى، وأن الاقتصاد الأمريكى ما زال "قويا للغاية".
وقالت المتحدثة بإسم الرئاسة الأمريكية سارا ساندرز إن "تركيز الرئيس ينصب على أساسياتنا الاقتصادية البعيدة المدى التى ما زالت قوية للغاية، مع انتعاش النمو الاقتصادى وتدنى معدل البطالة إلى مستوى تاريخى وارتفاع رواتب العمال الأمريكيين".