بالرجوع إلى واقعنا الحكومى، نلحظ أننا فى أمورنا الشخصية نحرص على أن نكون مثاليين فى كل شىء، ولكن حينما يتعلق الأمر بآداء واجباتنا الوظيفية نعمل النقيض فى لمح البصر، فالكثير من المسئولين يظهرون بصفة شديدى المحاسبة، وينبرون بتطبيق المثالية ونص القانون الرادع عند محاسبة مرؤسيهم، ولكنهم لا يمكن أن يكونوا بذات المعايير الحازمه عند محاسبة أنفسهم، فمثلا "وكيل الوزارة الذى يحيل موظفاً للتحقيق لأنه خالف تعهداً بعدم التأخير، لا يمكن أن يسأل نفسه كيف أنه شخصيا " لا يحضر إلى مكتبه قبل العاشرة صباحاً.
بحق يجد المتابع أن مثالية العدل أصبحت روتينية لبعض الذين يشغلون وظائف قيادية عليا، فهل سيجىء اليوم الذى نتخلص فيه من مثل هذه الصور السيئة التى تخلو من العدل والمساواة وتعمل على خلق بيئة مفعمة بالحقد والبغض يرفرف فى أجوائها الإحباط وتلقى بظلالها على محيط العمل، وهل سيجىء اليوم الذى نجد فيه فرض النظام وتطبيق القانون على المسئولين ومرؤوسيهم فى أن واحد؟.