"ما من ظالم يعيش حياة هادئة آمنة، فتلك ضريبة الظلم والجور على الحقوق، وهذا هو حال إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط، التى تحيط نفسها طوال الوقت باحتياطات أمنية عالية ومتطورة بسبب هواجسها الأمنية، وهى الإجراءات والاحترازات التى تزداد شيئًا فشيئًا كلما توسعت فى استيطانها ووضعت يدها على قطعة أرض إضافية ليست ملكها، مغتصبة أراضى الدول من حولها دون وضع المجتمع الدولى فى الاعتبار.
ورغم استقواء تل أبيب، بالإجراءات الأمنية المشددة التى تفرضها حول مدنها باستخدام وسائل التأمين الحديثة مثل القبة الحديدية وأنظمة كشف الأنفاق وتدميرها، وكذلك الأسلحة المتطورة التى تحصل عليها من واشنطن، ودول الغرب، إضافة إلى الجدران الحدودية المسيج بها كافة المدن الإسرائيلية، إلا أنها تعيش فى حالة رعب ورهاب شديدان دون توقف، ما يدفعها إلى زيادة الأسيجة الخرسانية حول مدنها أكثر فأكثر.
وأخر الجدران الحدودية التى عزمت إسرائيل على بنائها، هى جدار خرسانى، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرلمان، أن الدولة العبرية شرعت فى بنائه منذ العام 2017، فى المربع رقم 9 فى المنطقة الاقتصادية الخالصة على الحدود مع لبنان، الأمر الذى أثار أزمة كبيرة مع الحكومة اللبنانية، التى عزمت أمرها على اتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها التصدى لاستكمال هذا الجدار الذى يجور على ثروات الطاقة المملوكة للجمهورية اللبنانية.
جدار خرسانى على الحدود الإسرائيلية
إسرائيل تحيط نفسها بـ6 جدران تعزلها عن الدول المحيطة
وقبل التطرق لتطورات الأزمة بين تل أبيب، وبيروت، وجب استعراض بعض التفاصيل الهامة التى توضح بعض الإجراءات الأمنية التى تتخذها إسرائيل فيما يتعلق بالجدران الحدودية، بحسب تقرير أعدته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، حيث تحيط مدنها بـ6 جدران تعزلها عن محيطها من دول الجوار، والتى استغلت بعضها فى الاستحواز على مزيد من الأراضى الفلسطينية، عن طريق مئات الكيلومترات إلى داخل الجدران لتصبح تلك الأراضى خاصعة للدولة العبرية بموجب الوضع القائم.
الجدار العازل فى الضفة الغربية
البداية كانت من داخل قطاع غزة، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية، فى عام 2002، على بناء جدار بطول 710 كيلو مترات، يمر 85% منه فى عمق الضفة الغربية والباقى على الخط الأخضر، مما يؤدى إلى ضم نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
الجدار مع قطاع غزة
كما شرعت السلطات الإسرائيلية فى إقامة جدار آخر مع قطاع غزة، عام 2016، وقالت سلطات الاحتلال، إن جزءًا كبيرًا منه سيكون أسفل الأرض، وسيكون بطول 60 كيلومترا.
إسرائيل تحيط نفسها بجدران خرسانية
إسرائيل تعزل نفسها بجدران خرسانية على حدودها
السياج الحدودى مع مصر
وفى عام 2010، شرعت إسرائيل إلى إقامة سياج حدودى مع مصر، والذى بررته بوقف تسلل مسلحين ومهاجرين أفارقة من سيناء المصرية إلى أراضيها – حسب مزاعمها - ووفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن السياج يمتد من رفح إلى إيلات على البحر الأحمر بطول 245 كيلومترا، وبارتفاع 6 أمتار، وقد استكمل تشييده عام 2013.
السياج الحدودى مع الأردن
فيما، شرعت إسرائيل، فى إقامة سياح حدود آخر مع المملكة الأردنية الهاشمية، عام 2015، بارتفاع نحو 30 مترا، وامتداد لمسافة 4.5 كيلومترات من مدينة إيلات إلى وادى يمناع، حيث يجرى بناء مطار دولى، مشيرة إلى أن الهدف من السياج حماية المطار.
السياج الحدودى مع سوريا
وشرعت إسرائيل، أيضًا، فى إقامة سياج حدودى، خلال العام 2015 بين سوريا، ومرتفعات الجولان المحتلة، وأعلنت أنه سيكون بارتفاع 5 أمتار.
بنيامين نتنياهو فى هضبة الجولان السورية المحتلة
الجدران الخرسانية على حدود الدولة العبرية
السياج الحدودى مع لبنان
وأخيرًا، بدأت إسرائيل فى بناء سياج حدودى، فى العام 2017، بارتفاع 6 أمتار فى المنطقة الممتدة من رأس الناقورة حتى اصبع الجليل على الحدود مع لبنان، والمبرر هنا كان منع عمليات التسلل، فيما دان، لبنان، بناء هذا السياج، معلنًا أنه يمتد فى مناطق داخل حدوده.
زعماء لبنان يتفقون على التحرك لمنع إسرائيل من بناء جدار حدودى
ومن جهتها، عقدت الدولة اللبنانية، اجتماعًا لزعمائها، الثلاثاء، اتفقوا خلاله على التحرك على مستويات إقليمية ودولية لمنع إسرائيل من بناء جدار حدودى والتعدى على امتياز للطاقة فى مياه متنازع عليها بين البلدين.
وأعلنت السلطات اللبنانية، عزمها على التحرك إقليمياً ودوليًا، لمنع إسرائيل من بناء جدار عند حدودها الجنوبية وللحؤول دون تعديها على ثروات البلاد النفطية فى المياه الإقليمية، حيث من المقرر أن يوقع لبنان، خلال أيام عقودًا مع 3 شركات دولية هى "توتال" الفرنسية، و"اينى" الإيطالية، و"نوفاتيك" الروسية، للتنقيب عن النفط والغاز فى الرقعتين 4 و9 فى المياه الإقليمية اللبنانية، على أن تبدأ عمليات الاستكشاف العام المقبل، وأفاد بيان للحكومة، بأن الرئيس اللبنانى ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريرى، ورئيس البرلمان نبيه برى، بحثوا التهديدات الإسرائيلية ورأوا فيها تهديدًا مباشرًا للاستقرار الذى يسود المنطقة الحدودية.
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو
المركبات العسكرية الإسرائيلية على الحدود
الدوريات الأمنية الإسرائيلية تمشط الحدود مع لبنان
الحدود الإسرائيلية اللبنانية
إسرائيل تبدأ فى انشاء جدار حدودى مع لبنان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة