يقضى العالم ساعات طويلة أمام مواقع التواصل الاجتماعى للتعرف على الأخبار والأحداث الجديدة حول العالم، والدخول فى محادثات مع غرباء لا يعرفون عنهم غير ما هو وارد داخل ملفهم الشخصى، ولكن هل فكرت يوما فى أن الحساب الذى تتلقى منه الأخبار وتتابعه وتتفاعل معه يمكن أن يكون "آلى" أى يديره روبوت وليس بشر مثلك، أو مجرد حساب مزيف لا يحمل أى معلومات حقيقة ويتم استخدامه لاستهدافك والتلاعب فى معتقداتك وعقلك بالكامل، فهذا الأمر ليس من وحى الخيال بل هناك ملايين من الحسابات المزيفة والآلية المنتشرة على كلا من فيس بوك وتويتر وكان لها تأثير قوى خلال الفترة الماضية.
الحسابات الآلية على تويتر
يعد تويتر من أهم المواقع التى تضم حسابات يديرها روبوتات وليس بشر، وهذا الأمر اتضح بقوة فى دراسة أجراها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا، واكتشفوا أن هناك ما يقرب من 48 مليون حساب نشط من أصل 319 مليون على تويتر ليسوا حقيقيين، ويتم إداراتها بواسطة برامج كمبيوتر، وتعمل على إعادة تغريد منشورات محددة تخدم جهات بعينها.
وهذه النسبة كانت صادمة بالنسبة للعالم، لأن هذا يعنى أن كل مستخدم على تويتر مرجح أنه يتبع حسابات آلية وليست حقيقة كما يعتقد البعض.
مهام الحسابات الآلية
من يقوم بإطلاق حسابات آلية يكون لديه بعض الأهداف، إذ تقوم بمتابعة الحسابات الأخرى وإعادة تغريد منشورات معينة لحساب معين يتم تحديده، والإعجاب، وكل تفاعل يمكن أن يقوم به المستخدم البشرى، وليس هذا فقط بل أن الحسابات الآلية يتم توجيهها لدعم هاشتاجات معينة لكى تصبح الأكثر رواجا على الموقع وتنال شعبية كبيرة.
وتشير التقارير إلى أن دعم هاشتاج معين من قبل الحسابات الآلية يساهم في الترويج لأفكار بعينها، والخطورة تكمن إذا كانت هذه الهاشتاجات تروج لأفكار متطرفة، كما يمكن استخدام الأحزاب لهذا للحسابات الآلية من أجل الترويج لأفكارها.
كيف أثرت الحسابات الآلية على الانتخابات الأمريكية؟
فى وقت سابق من شهر يناير الماضى كشف تقرير من موقع CNN الأمريكى، عن تفصيلة متعلقة بدعم الحسابات الروسية الآلية لـ"دونالد ترامب" بشكل خاص، إذ قامت الحسابات الآلية المنسوبة لروسيا على تويتر بإعادة تغريد ما ينشره "دونالد ترامب" 500 ألف مرة تقريبا فى الأسابيع الأخيرة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وكشف المحللون أن تلك الحسابات كانت مسئولة عن 4.25٪ من جميع عمليات إعادة التغريد التى حدثت على حساب "ترامب" فى الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، كما قال موقع "تويتر" أنه تم تحديد 50 ألف حساب آلى مرتبط بروسيا، قام بنشر أكثر من مليونى تغريدة ذات صلة بالانتخابات بين 1 سبتمبر و15 نوفمبر 2016.
بيع الفلورز الوهمين للنجوم
تضم حسابات النجوم والمشاهير ملايين من المتابعين والمعجبين، ولكن فى بعض الأحيان يكون هؤلاء المتابعين وهميين وليس لهم وجود على أرض الواقع، وخلال الأيام الماضية كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" فى أن المدعى العام فى نيويورك "اريك شنايدرمان" تحقيقا مع شركة تحمل اسم "ديفومى" باعت الملايين من المتابعين الوهميين على منصات التواصل الاجتماعى، إلى عدد من المشاهير ونجوم الرياضة والصحفيين والسياسيين.
وكشفت التحقيقات أن هناك 55 ألف حساب آلى باعتهم هذه الشركة للنجوم عملوا على انتحال شخصية أفراد حقيقيين، بما فى ذلك الاسم والصور الشخصية وبعض المعلومات الأخرى التى ساعدت فى جعل الحسابات تبدو وكأنها حقيقية.
من الجدير بالذكر أن الحسابات المزيفة على فيس بوك أيضا تمثل ظاهرى خطيرة، فعلى الرغم من أن هناك أكثر من 2 مليار شخص يستخدم فيس بوك حول العالم، إلا أن بينهم حسابات مزيفة ووهمية يتم التجارة فيها بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة